لم تعد الصويرة تشهد الإقبال الكبير للزوار في مهرجان كناوة فقط، بل إن شهرتها تضاعفت بفضله وبفضل الدعاية والترويج من قبل كل من زارها وافتتن بها. تعيش الصويرة، المدينة التي فاقت شهرتها حدود المملكة بفضل مهرجان كناوة هذه الأيام على إيقاع تحطيم كل الأرقام. 500 ألف زائر هو عدد السياح المغاربة والأجانب الذين حجوا إلى مدينة العرعار على امتداد أسبوعين الرقم غير مألوف، نسبة الإقبال هذه على المدينة في فصل الصيف تعد سابقة من نوعها، أكد ذلك ل"المغربية" أكثر من مصدر. "الصويرة تعيش على إيقاع الأرقام القياسية، المدينة ضاقت بزوارها"، هذا ما قاله مصدر مطلع ومهتم بالقطاع السياحي المحلي، وشاطرته الرأي مصادر متفرقة وموثوقة. وأنت تتجول في المدينة تلفت انتباهك المئات من السيارات، التي اصطفت على طول شارع محمد الخامس المحاذي للشاطئ، وكذا الشوارع المتفرعة عنه، إضافة إلى مركبات أخرى مركونة بمواقف السيارات وبعديد من الساحات والأرصفة، إلى درجة أنه يخيل لك أن المدينة تحولت إلى مرآب. بالنظر إلى الإقبال الكبير أصبح المرور من أزقة وشوارع المدينة العتيقة صعبا ويتطلب الصبر وساعات طوال، لأننا أمام ازدحام قل نظيره، ولا عهد للسكان المحليين به، صحيح أنهم يعيشون الوضع نفسه خلال بعض دورات مهرجان كناوة وموسيقى العالم، واستأنسوا به، لكن ما حدث هذا الصيف كان مفاجئا للجميع. أرقام قياسية حققها شاطئ الصويرة منذ الأسبوعين الماضيين، بسبب توافد الزوار المغاربة القادمين من مختلف المدن، هربا من الحرارة المفرطة التي تشهدها مدنهم خاصة الداخلية منها، للاستمتاع بمياه الشاطئ الباردة ورماله الذهبية النظيفة. أفراد الجالية المغربية بالخارج والسياح الأجانب من آسيا وأوروبا وأمريكا، سجلوا حضورا لافتا بدورهم، إضافة إلى أطفال المخيمات الصيفية القادمين من عدد من مناطق المملكة. الفنادق والرياضات مملوءة عن آخرها، بل إن وكالات كراء الشقق وجدت صعوبات جمة في تلبية رغبات زبنائها المعتادين أو الجدد، السكان الذين اعتادوا كراء منازلهم تنفسوا الصعداء نظرا لوفرة الطلب، التي ساهمت في رفع أثمان الكراء، تراوحت أسعار كراء المنازل بين 800 و1500 درهم لليلة الواحدة، وفضلا عن الإقبال تحكمت في الأسعار عدة عوامل تتمثل في موقع المنزل وعدد غرفه وأيضا محتوياته. "الصويرة جميلة وهادئة، وناسها طيبون ومناخها معتدل، الأمن والآمان، عوامل جعلتني أقرر وأسرتي وعدد من معارفي، قضاء العطلة الصيفية بها، قادما إليها من الدارلبيضاء"، يصرح هيثم سمير ل"المغربية"، (42 عاما)، موظف، متزوج وله ثلاثة أبناء، الكلام نفسه يردده عدد من الزوار مغاربة والأجانب الذين صارت زياراتهم المتكررة للمدينة حاضرة في برنامج عطلهم الصيفية. رغم أعداد الزوار غير المسبوقة لم تشهد المدينة أي حوادث أو أحداث تقلق راحة الزوار، أو تنغص عليهم إجازتهم الصيفية، وذلك بفضل الحضور الفاعل والتنسيق المحكم بين مختلف المصالح العمومية بالمدينة من أمن وسلطات محلية وإقليمية.