إذا كانت مجموعة "ناس الغيوان" أخذت ما يكفي من العناية والتتبع، فإن مجموعات أخرى ظهرت في الفترة نفسها، ونجحت بدورها في إحداث ثورة غنائية حقيقية، والتي كان وراء تأسيسها أسماء فنية لم تأخذ حقها من الاهتمام الإعلامي مثل الأخوين محمد وحميد الباهيري، اللذين كانا وراء تأسيس مجموعات غيوانية مثل "طيور الغربة" و"المشاهب" و"لجواد" و"بنات الغيوان". استمرت مجموعة "لجواد" مع الأخوين الباهيري إلى غاية 1980، وخلال مسارها الحافل بالعديد من الجولات الفنية والأغاني المتميزة تعاقبت على "لجواد" مجموعة من الوجوه الفنية المعروفة من أبرزها محمد اللوز، الذي انتقل إلى مجموعة "تكدة" قبل أن يشكل مجموعته الخاصة، وسكينة التي كانت عضوا بارزا في مجموعة جيل جيلالة قبل أن تنتقل إلى "لجواد" والراحلة حليمة الملاخ، التي مارست المسرح رفقة عبد الرؤوف غنت ضمن مجموعة "أهل الجودة" التي كانت تضم مبارك الشادلي، والراحل محمد السوسدي، وعبد الرحيم معلمي وصلاح نور، وسعيد سعد. وفي الوقت الذي واصلت مجموعة "لجواد" نشاطها الفني بنجاح، استمرت مجموعة لمشاهب أيضا، في عملها وانضم إليها محمد السوسدي ومبارك الشادلي ثم محمد حمادي. قبل التحاقه ب"لمشاهب"، حاول امبارك الشادلي الانضمام في بادئ الأمر إلى مجموعة ناس الغيوان، حسب ما ورد في كتابه "حب الرمان" "لم أترك فكرة طلب الانضمام إلى ناس الغيوان تبيت في رأسي، فتوجهت فورا إلى المكان الذي يتدرب فيه أفراد المجموعة، وهناك استقبلني عمر السيد، والراحل العربي باطما، ولما عرضت عليهما الفكرة لم يقابلاني بالرفض، لكن قالا لي أن أعود بعد أسبوعين، فرحت كثيرا بهذا الموعد وعلقت عليه آمالا كبيرة، وفي الموعد المحدد عدت إليهما فقالا لي (ها نت كتشوف المجموعة كاملة، لكن آجي عندنا مرة مرة ربما نحتاجوك شي نهار)". كانت هذه الكلمات، بمثابة مطرقة نزلت بكل ثقلها على رأسه لتهشم كل الآمال التي علقها على انضمامه للمجموعة، التي كان معجبا بها إلى حد لم يكن أحد يتصوره. لم يظل الشادلي مكتوف الأيدي، خصوصا بعد ظهور مجموعات أخرى في تلك الفترة، كان أنجحها مجموعة جيل جيلالة، التي بدأت تنافس ناس الغيوان، واضعة أقدامها على أول درجة من سلم المجد. ولم يتردد في الذهاب إلى المجموعة حاملا معه قصائده وألحانه، لكنه لم يواجه هذه المرة بالرفض فقط، بل بالإهانة أيضا، من طرف أحد أعضاء المجموعة. كانت تلك الإهانة والرفض، محفزين حقيقين للفنان مبارك الشادلي، الذي عزم على النجاح بأي وجه كان، لما لا والظاهرة الغيوانية مازالت في طور التأسيس، كما أن الساحة الفنية في مجال المجموعات مازالت فارغة إلا من مجموعتي ناس الغيوان وجيل جيلالة. في تلك الفترة بدأ الشادلي بالتفكير في تأسيس مجموعة غنائية بتصور وقالب فني جديدين.