إذا كانت مجموعة "ناس الغيوان" أخذت ما يكفي من العناية والتتبع، فإن مجموعات أخرى ظهرت في الفترة نفسها، ونجحت بدورها في إحداث ثورة غنائية حقيقية، والتي كان وراء تأسيسها أسماء فنية لم تأخذ حقها من الاهتمام الإعلامي مثل الأخوين محمد وحميد الباهيري، اللذين كانا وراء تأسيس مجموعات غيوانية مثل "طيور الغربة" و"المشاهب" و"لجواد" و"بنات الغيوان". تمكنت مجموعة "لجواد"، التي انطلقت مع حميدة الباهيري عازفا على آلة "البانجو" ومحمد اللوز على آلة "طام طام" ومحمد الباهري وحليمة الملاخ على "البندير"، من تسجيل أول أعمالها وبدأت تحقق الشهرة، من خلال مشاركتها في العديد من الجولات الفنية واستضافة أعضائها في مختلف البرامج التلفزيونية. ظهرت المجموعة في برنامج تلفزيوني كان يعده ويقدمه الإعلاميان المشهوران المكي بريطل وسعيد الجديدي بعنوان (زايد ناقص) ، وكانت الإذاعة الوطنية قبل إدماجها في الشركة الوطنية، تشكل رافعة للإنتاج الوطني، تتبنى الفنانين المغاربة وتجمعهم وتشجعهم على الإبداع، ما شكل حافزا على المنافسة والتجديد. تمكنا من خلال البرنامج من دخول جل البيوت المغربية وحققنا قاعدة جماهيرية كبيرة دفعتنا للاستمرار في مسيرتنا الفنية حتى النهاية. في تلك السنة قرر الأخوان الباهيري التوجه إلى فرنسا للوقوف على آخر المستجدات في مجال المعدات الصوتية، وبعد عودتهما فوجئا بباب الشقة التي كنا نتمرن فيها بدرب الطاليان مكسورا، وبلغهما أن اللوز هو من قام بذلك أثناء غيابهما للاستفادة من الآلات والمعدات التي كانت بحوزة المجموعة، فعقدوا اجتماعا فوريا واكتفوا بإبعاده عن المجموعة، ليلتحق بعد ذلك بمجموعة "تكدة" رفقة أحمد الداخوش، وعمر الداخوش، وعبد الغني فرحات، وبوشعيب فتاش، ومحمد باطما، ويستمر بها حتى انشقاقه عنها وتأسيسه مجموعته الشعبية التي حملت اسمه، وللتذكير تعاقبت على مجموعة "تكدة"، التي تأسست في صيف سنة 1972 بعد مجموعة "ناس الغيوان" وبالتزامن مع تأسيس "جيل جيلالة"، العديد من الأسماء، من بينها محمد باطما، وبوشعيب فتاش، وعبد الغني فرحات، والشريف الركراكي، وعبد الجليل بلكبير، ومحمد أجدور.... بعد الاستغناء عن محمد اللوز سافر الأخوان الباهيري إلى مراكش، حيث استقدما عنصرين جديدين للمجموعة، ويتعلق الأمر بعبد اللطيف وإبراهيم رابح، واستمرت المجموعة إلى أن غادرتها الراحلة حليمة الملاخ لظروف خاصة، لتفسح المجال لسكينة التي غادرت بدورها مجموعة "جيل جلالة" لظروف خاصة أيضا. وكانت حليمة الملاخ بالإضافة إلى عملها مع فرقة عبدالرؤوف للمسرح، من أجمل الأصوات النسوية التي ظهرت في السبعينيات، إذ التحقت سنة 1972 بمجموعة "أهل الجودة" رفقة محمد الشادلي، ومحمد السوسدي اللذين التحقا ب"لمشاهب" بعد مغادرة الأخوين الباهيري، أما الفنانة سكينة فكانت إلى جانب سعيدة بيروك من أوائل الفنانات اللواتي التحقن بالركب الغيواني في بداية السبعينيات من القرن المنصرم.