ذكر بلاغ للديوان الملكي أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، أجرى أمس الجمعة بالقصر الملكي بالدارالبيضاء، مباحثات مع فخامة الرئيس ماكي سال، رئيس جمهورية السينغال، الذي يقوم بزيارة رسمية للمغرب. بهذه المناسبة، يضيف البلاغ، أبرز صاحب الجلالة والرئيس السينغالي أهمية هذه الزيارة التي تأتي بعد بضعة أشهر فقط على الزيارة، التي قام بها جلالته إلى السينغال، والتي تعكس حيوية العلاقات بين البلدين الشقيقين، وتؤكد إرادة قائدي البلدين في تعميقها أكثر، في إطار رؤية تتطلع نحو المستقبل. وأعرب قائدا البلدين عن ارتياحهما لغنى وتنوع الشراكة الثنائية التي تشكل، فضلا عن مزاياها الخاصة، نموذجا فعالا للتعاون جنوب- جنوب ودبلوماسية التنمية، كما سطرها صاحب الجلالة الملك محمد السادس. كما ثمنا جودة الروابط السياسية والاستراتيجية بين البلدين الشقيقين، والتي مافتئت تتطور على قاعدة تراث غني، ثقافي وديني وإنساني مشترك، وتضامن نموذجي ثابت بين البلدين. وفي هذا السياق، يشير البلاغ، جدد الرئيس ماكي سال التأكيد على الموقف الثابت والواضح للسينغال بخصوص مغربية الصحراء، وآفاق حل سياسي نهائي لهذا النزاع الإقليمي. وعبر صاحب الجلالة والرئيس السينغالي، من جهة أخرى، عن ارتياحهما لتفعيل القرارات المتخذة خلال الزيارة الرسمية المهمة، التي قام بها جلالة الملك إلى السينغال في مارس 2013. كما تطرقا للآفاق الجديدة لتوطيد العلاقات الاقتصادية، علما أن السينغال تشكل حاليا الوجهة الأولى للاستثمارات المباشرة المغربية في الخارج والشريك الاقتصادي والتجاري الأول للمغرب في منطقة جنوب الصحراء. وانطلاقا من الإرادة القوية التي تحذوهما لتعميق التعاون التقني في المجالات الأساسية للتنمية البشرية، دعا صاحب الجلالة والرئيس السينغالي الفاعلين الاقتصاديين في البلدين إلى مواصلة استكشاف الفرص الحقيقية للشراكات الواعدة في القطاعات الأكثر مردودية. وأوضح البلاغ أن قائدي البلدين بحثا، من جهة أخرى، آليات تعزيز علاقات المملكة مع غرب إفريقيا، وخصوصا مع الدول الثمانية للاتحاد الاقتصادي والنقدي لغرب إفريقيا في إطار الاتفاق التجاري والاستثماري المقبل، أو كذلك مع الدول الخمسة عشر الأعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، التي يتمتع المغرب في إطارها بوضعية مراقب. وعكست هذه المباحثات تطابقا قويا في وجهات النظر حول الأفق الذي تفتحه الانتخابات الرئاسية المقبلة في مالي الشقيقة، وكذا الوضع العام في منطقة الساحل والصحراء. وخلص البلاغ إلى أن قائدي البلدين تطرقا، أيضا، إلى قضايا أخرى، إقليمية ودولية ذات الاهتمام المشترك، ولاسيما تلك المتعلقة بالأمة الإسلامية.