توفي، مساء أول أمس الأربعاء، بالدارالبيضاء، الفنان التشكيلي المغربي محمد شبعة عن سن تناهز 78 عاما. وذكرت عائلة الراحل، الذي يعد أحد رواد التشكيل المغربي المعاصر أنه توفي في الساعات الأولى مساء أول أمس الأربعاء، بعد معاناة طويلة مع المرض. ويعد الراحل، الذي رأى النور عام 1935 في طنجة، من أبرز التشكيليين المغاربة المدافعين عن الهوية المغربية في عمقها وتنوعها، إذ عمل على إدماج الفنون التقليدية المغربية في التشكيل الحديث. درس في مدرسة الفنون الجميلة في تطوان، وواصل تكوينه الفني في العاصمة الإيطالية روما، بداية الستينيات من القرن الماضي، قبل أن يعود إلى المغرب ليمارس التدريس في مدرسة الفنون الجميلة بالدارالبيضاء، كما تقلد منصب مدير معهد الفنون الجميلة بتطوان في تسعينيات القرن الماضي. الفنان التشكيلي محمد شبعة من أهم الأسماء المغربية والعربية، التي أنجزت دورا طلائعيا وعميقا في إثراء الثقافة الجمالية، ولا يذكر تطور الحركة التشكيلية المغربية إلا ويرد في الصميم منها، مبدعا وفاعلا في مختلف مساراتها، فهو من بين قلة من الفنانين الذين رسموا، وفي الآن نفسه، مارسوا الكتابة النقدية، كما كان من أوائل التشكيليين المغاربة، الذين انخرطوا في "اتحاد كتاب المغرب"، وأغنوا الذاكرة البصرية للإنتاج الثقافي والأدبي المغربي، وشارك في تجربة مجلة "أنفاس"، في مطلع السبعينيات، إلى جانب الشاعر عبد اللطيف اللعبي. ارتبط شبعة المولود في طنجة عام 1935، بثورة تشكيلية فنية تربوية بيداغوجية كبيرة قادها رفقة زملائه أمثال محمد المليحي، وميلود لبيض، وفريد بلكاهية، والمكي مغارة، وسعد السفاج، ومعهم آخرون ممن ارتبط ذكرهم بمدرسة تطوان ومدرسة الدارالبيضاء، منذ منتصف الستينيات. منذ 1957، أقام شبعة عشرات المعارض داخل المغرب وخارجه، إضافة إلى مساهماته الفنية المتعددة في مهرجانات وبينالات عربية ودولية عديدة، كما حصل على جوائز وأوسمة وطنية ودولية عديدة، اعترافا بقيمة أعماله التي تنم عن ثقة ولغة إبداعية عالية.