توفي هذا المساء الفنان التشكيلي محمد شبعة، وذلك عن سن يناهز 78 سنة. وقد ازداد الفنان التشكيلي بمدينة طنجة سنة 1935 بطنجة، قبل أن يتابع دراسته بمدرسة الفنون الجميلة بتطوان.، ثم التحق سنة 1962 بروما حيث واصل تكوينه بأكاديمية الفنون الجميلة إلى حدود سنة 964، ثم عين سنة 1966 أستاذا بمدرسة الفنون الجميلة بالدار البيضاء، وستاذا بالمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بالرباط.
وقد كان الراحل أحد الأعضاء المميزين لاتحاد كتاب المغرب الذي انضم إليه سنة 1968، كما ساهم وظم وساهم في العديد من المعارض التشكيلية داخل المغرب وخارجه، وبجانب عدد من زملائه الكبار أمثال محمد المليحي، وميلود لبيض، وفريد بلكاهية، والمكي مغارة، وسعد السفاج...
نهاية الستينيات ليس كلها فن في فن، ولا أنشطة لانحاد كتاب المغرب فقط، ولكنها أيضا سياسة وحب للشعب ونضال آخر مع الفقراء، والفنان شبعة الذي حينما كان يحمل الريشة ليداعب أصابعه وقلبه في ذلك الزمن القاسي، ولينقل انعكاسات ذلك الزمن الأسود في الوحات البيضاء، لم يكن ليدير ظهره لعدد من رفاق اليسار الجذري حينها، وهم يرسمون بدورهم صورة الأمل الذي كانوا يأملون أن يتنفسوه، ولذلك بالضبط لم يتردد أن يلتحق بالركب والمسيرة، ولذلك بالضبط كان نصيبه الاعتقال في زمن حملات الاعتقال، ودائما رفقة نشطاء الحركة اليسارية الراديكالية، مثل عبد القادر الشاوي، وعبد اللطيف اللعبي، وأحمد حرزني، وعبد اللطيف الدرقاوي...
لا بأس أن يكون الفن في بعض اللحظات وجه آخر للسياسية، المبدأ الذي سار عليه الراحل شبعة، ولذلك أيضا سيكون من بين رواد الثورة على النمط في الفن وفي عرض الفن، وسيكون من الأوائل الذي أخرجوا اللوحات التشكيلية من القاعات الرتيبة إلى الساحات الفائحة برائحة الشعب، ولا بد أن يتذكر زملاءه الدور الذي قام به لفتح المعارض للعموم، فنقلها إلى ساحة جامع الفنا ثم إلى الساحات الهادئة بالدار البيضاء، ثم إلى المستشفيات النفسية والعقلية...