فقدت الساحة التشكيلية الوطنية في الساعات الأولى من أول أمس الأربعاء، بالدارالبيضاء، الفنان التشكيلي محمد شبعة، أحد الأسماء الفنية الوازنة في الإبداع التشكيلي الوطني، العربي والدولي، باعتبار مشاركاته المتميزة وحضوره اللافت في العديد من الملتقيات والتظاهرات التشكيلية العالمية. الفقيد محمد شبعة، الذي شيع جثمانه إلى مثواه الأخير أمس الخميس بالدار البيضاء، بحضور وازن للعديد من الفنانين والتشكيليين من تلامذته وزملائه وكذا من الأصدقاء..، عانى في السنوات الأخيرة من مرض الباركنسون، الذي قيد أنامله الموهوبة عن الابداع التشكيلي، الذي كان يعكس فيه كل ما يخدم ويثبت الهوية المغربية في ثرائها وتنوعها عبر توظيف الفنون التقليدية المغربية في التشكيل الحديث، الأمر الذي جعله من رواد هذه المدرسة الإبداعية التشكيلية الوطنية ، المجددين بامتياز، وأحد سفرائها المميزين خارج الوطن، حيث كانت له بصمته في الكثير من المعارض الفنية، الفردية والجماعية الكبرى، عبر مساره التشكيلي الطويل، من قبيل معارض روما، بروكسيل، شيكاغو، واشنطن، بيروت، مونريال، القاهرة، مدريد، لشبونة، ساوبولو، غرونوبل، دمشق، بغداد، تونس وغيرها.. وكان له، أيضا، وقعه في قيام حركة تشكيلية فنية بيداغوجية آمنت بمشروع رؤية جديدة للفن والثقافة والمجتمع، من خلال ما تم رصده في كتابات مجلة «أنفاس» سنة 1965، حيث أسس رفقة محمد لمليحي وفريد بلكاهية حركة طليعية في الفن أطلقوا عليها اسم: جماعة 65 . الفقيد محمد شبعة، الذي رأى النور بمدينة طنجة سنة 1935، كان من الفنانين التشكيليين المغاربة الذين درسوا الفن التشكيلي على قواعده أكاديميا، بعد ميول فطرية منذ الصبا قادته نحو هذا الابداع الجميل، حيث درس بداية بمدرسة الفنون الجميلة بتطوان، وواصل تكوينه الفني في العاصمة الايطالية بداية الستينيات قبل أن يعود الى المغرب ليمارس التدريس في مدرسة الفنون الجميلة بالدار البيضاء، وكذا أستاذا بالمدرسة الوطنية للهندسة المعمارية بالرباط، علما بأنه انضم الى اتحاد كتاب المغرب سنة 1968 . يذكر أن محمد شبعة سبق له أن اعتقل في بداية السبعينيات ضمن حملة شملت نشطاء الحركة اليسارية الراديكالية ( إلى الأمام)، من أمثال عبد القادر الشاوي، وعبد اللطيف اللعبي...