بكل أريحية استجاب الفنان التشكيلي المغربي، الحسين طلال، لدعوة "المغربية"، إلى تسليط الضوء على المنجز الفني للراحلة الشعيبية، التي ساهمت بعطائها المتميز في الساحة التشكيلية المغربية والعالمية. في حديثه يكشف طلال بعض المحطات الأساسية في تجربة والدته، وعلى لسانه نعيد سيرة الشعيبية الحالمة. في بحث حول ظاهرة الشعيبية، خصصه الناقد الجمالي الفرنسي للاحتفاء بالذاكرة الفنية لابنة اشتوكة، رصد فيه معطيات خاصة حول اتجاهها التعبيري، ووصف الشعيبية بالمرأة الحرة، والمناضلة والمدافعة عن حقوق المرأة، وإليكم المقال، الذي ترجمته "المغربية". توفيت الشعيبية في أبريل 2004، عن عمر 75 سنة، وشيعت في جنازة تليق بتاريخها وعطائها الفنيين. من زاوية العرفان، أنجزت جمعية "دكالة" وبتعاون مع وزارة الثقافة، مشاريع استلهمتها من أفكار الشعيبية، وحملت بعض المشاريع اسمها. من هنا يمكن تسجيل مدى قوة هذه الراحلة إلى جانب كثرة معجبيها، إن لم نقل شعبا برمته اعتبرها فنانته، القروية الصغيرة، التي أتتها الشهرة، وتعففت منها. شاركها المغاربة والأجانب في سيرتها اللونية وتاريخها الصباغي. إنها أسطورة قيد التشكل وتشكلت بالفعل والقوة، وبرزت إلى الوجود، وآمنت بأن الفن والدين لا يتعارضان في عالمنا الحالي. رسائل الشعيبية هي رسائل الحرية التي تتجاوز مجال الفن. الشعيبية صوت امتد في المكان والزمان، صوت مسموع. الفنانة القروية من كان يتخيل في سنوات الثلاثينيات وتحديدا عام 1935 أن تكون طفلة اشتوكة الصغيرة، التي تجمع الورود، وتصنع منها باقات الفرح، وتضعها بين جنادل شعرها، أن تصير يوما من كبار الفنانات والفنانين العالميين، الذين تركوا أثرهم على مستوى العالم الغربي والعالم العربي. إنها تعرف ذلك منذ زمن، وتعرف أيضا كل هذا الجمال الذي يحيط دائرتها الصغيرة والكبيرة، وتعرف أيضا أن الله لن يتخلى عنها وهي التي ترفع كفيها للدعاء كلما اشتد بها ضيق. وانطلاقا من سنة 1965، وهي في عمر 36 سنة، تتحول طيلة مسارها الفني الممتد إلى فنانة صباغية بألوان الطفولة الراسخة في ذهنها، وكانت الانطلاقة الفعلية ابتدأت سنة 1966، إذ المعارض انفتحت أمامها، في كل الأروقة والمتاحف وفي كل بقاع العالم. تؤكد الشعيبية في حديثها الخالي من كل مجاملة أنها " فنانة صباغية. فنانة حقيقية".