تمر عملية العبور 2013 لأفراد الجالية المغربية عبر مضيق جبل طارق، انطلاقا من موانئ الجزيرة الخضراء وألميرية وأليكانتي ومالقة وموتريل وطريفة في اتجاه مدن طنجةوالناظور والحسيمة والثغرين المحتلين، سبتة ومليلية، في ظروف جيدة. بفضل تهيئ مختلف الوسائل البشرية والمادية واللوجستية لإنجاحها من قبل السلطات المختصة في كل من إسبانيا والمغرب. وساعد التدبير الآني المحكم لعملية استقبال المئات من السيارات المتوافدة يوميا من بلدان أوروبية، على الحد من ظاهرة الاكتظاظ عند مدخل هذه البوابات الجنوبية في إسبانيا. كما تمت تعبئة مصالح الإرشاد والوقاية المدنية والصحة والهلال الأحمر والأمن إلى جانبها أطقم مغربية تمثل مؤسسة محمد الخامس للتضامن ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، ومختلف القنصليات المغربية بإقليم الأندلس لتقديم خدماتها المتنوعة بما فيها ذات الطابع الاستعجالي، من أجل ضمان حسن سير هذه العملية التي تتزامن مع شهر رمضان الفضيل. إلا أن الملاحظ أن أعداد العابرين لمضيق جبل طارق منذ 15 يونيو وإلى غاية 7 يوليوز الجاري (22 يوما)، تراجعت مقارنة مع الفترة نفسها من سنة 2012، رغم تزامن عملية العبور مع شهر الصيام، حيث تشكل الأيام القليلة التي تسبق حلول هذا الشهر فترات ذروة في عملية العبور، لكون المهاجرين يفضلون الصوم بين ذويهم في المغرب. وتعكس الإحصائيات التي حصلت عليها وكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، هذا التراجع المسجل في الأعداد بين الفترتين الآنف ذكرهما، إذ بلغ مجموع الأشخاص العابرين للمضيق في اتجاه المغرب، 274 ألفا و708 مسافرين مقابل 377 ألفا و675 سنة 2012، في حين تم شحن 70 ألفا و331 سيارة خلال مدة 22 يوما الماضية، مقابل 97 ألفا و407 سياررات في الفترة نفسها من سنة 2012، أما حركة البواخر فسجلت 1283 حركة مقابل 1437 في الفترة ذاتها من العام الماضي. وقالت منسقة عملية "مرحبا 2013" بميناء الجزيرة الخضراء، لمياء امصبري في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، "في مثل هذه الفترة من السنوات الماضية كنا نسجل أعدادا كبيرة من المهاجرين المغاربة الذين يترددون على جناحنا من أجل الاستشارة أو نتوجه نحوهم لتزويدهم بالدليل المجاني والخريطة الطرقية بفضاءاتها الخاصة بالاستراحة، كما نقدم لهم نصائح حول الوقاية من حوادث السير والمعلومات التي يرغبون في الحصول عليها قبل وعند دخولهم أرض الوطن، لكن إلى غاية اليوم يبدو لي أن الأعداد لا تزال ضعيفة مقارنة مع الفترة نفسها من الأعوام السابقة. واستطردت تقول "ربما فضل أفراد الجالية هذه السنة الحلول إلى أرض الوطن خلال عيد الفطر بعد أن يكونوا قضوا شهر الصيام في بلدان المهجر". ويرى بعض المهاجرين، الذين استقت وكالة المغرب العربي للأنباء تصريحاتهم بالمناسبة، عند البوابة البحرية لمضيق جبل طارق (خليج الجزيرة الخضراء)، أن الأزمة التي ألقت بضلالها على فئة عريضة من المهاجرين المغاربة، ليس في إسبانيا فحسب، وإنما أيضا في بلدان أوروبية أخرى، قد تكون مبررا لانخفاض الأعداد المسجلة في عملية عبور 2013 خلال الفترة المذكورة. وقال مصطفى مقيم بإسبانيا، "لدي أصدقاء كثر عادوا إلى المغرب قبل موسم العبور بسبب تعذر مواصلة العيش في إسبانيا وفقدانهم الشغل، كما أعرف أشخاصا آخرين بفرنسا وإيطاليا لن يدخلوا هذه السنة بسبب قلة ذات اليد، وهناك آخرون سمعنا بعودتهم إلى أرض الوطن وآخرون يترددون في الحسم في خيار العودة النهائية، كل هذا بسبب قساوة العيش هناك وانعدام الشغل". وبتوزيع الأرقام حسب الموانئ الأندلسية، نجد أن ميناء الجزيرة الخضراء يستقطب حصة الأسد من حيث الأعداد المسجلة خلال الفترة الممتدة من 15 يونيو إلى 7 يوليوز 2013، إذ بلغ عدد الأشخاص 166 ألفا و740 مسافرا، مقابل 4715 سيارة، و938 حركة للبواخر، يليه ميناء ألميرية بعبور 36 ألف مسافر، وشحن 8067 سيارة وتسجيل 66 حركة للبواخر، ثم ميناء طريفة ب34 ألفا و35 مسافرا و5620 سيارة و184 حركة للبواخر. ويأتي ميناء موتريل بمحافظة غرناطة، وهو الميناء الذي شهد منذ عامين إحداث خط بحري يربط بين هذه المدينة الساحلية ومدينة الناظور بشمال المغرب، في المرتبة الرابعة، بعد تسجيل 16 ألفا و432 مسافرا و4902 سيارة و40 حركة للبواخر، متبوعا بميناء أليكانتي (الجنوب الشرقي) ب10 آلاف و503 مسافرين و2443 سيارة و14 حركة للبواخر، ثم ميناء مالقة ب10 آلاف و269 مسافرا و1484 سيارة و41 حركة للبواخر.(و م ع)