ترأس وزير الداخلية، امحند العنصر، أول أمس الخميس، بالمعهد الملكي للإدارة الترابية، بالقنيطرة، حفل تخرج الفوج الثامن والأربعين للسلك العادي لرجال السلطة، الذي يضم 115 خريجا من بينهم 11 امرأة. أبرز وزير الداخلية، في كلمة بالمناسبة، الحصيلة الإيجابية والمتميزة للمعهد الملكي للإدارة الترابية، منذ إحداثه، إذ تخرج منه 48 فوجا للسلك العادي لرجال السلطة وسبعة أفواج من السلك الخاص لرجال السلطة، إلى جانب أفواج لمفتشي الإدارة الترابية والعديد من الأطر، التي تلقت تكوينا في العديد من المجالات، كالجماعات الترابية والشؤون الاقتصادية والحالة المدنية. وأكد العنصر على التجربة المتميزة للعنصر النسوي داخل مجال السلطة، حيث أعطيت للمرأة الفرصة لتولي مراكز المسؤولية والقرار. ودعا رجال السلطة الجدد إلى استحضار فلسفة الدستور الجديد في المجالات المرتبطة بعملهم، والاقتداء بالمفهوم الجديد للسلطة. وشدد وزير الداخلية على أن المفهوم الجديد للسلطة، بمعناه الدينامي، يجعل رجال السلطة يضطلعون بمهام هي في صميم خدمة المجتمع، عبر مقاربة قوامها القرب من المواطن وحسن الاستماع والإشراك والانخراط. وأشار إلى أن نجاح أي سياسة تنموية محلية يبقى رهينا بوضع استراتيجية تأخذ بالاعتبار جميع الجوانب المرتبطة بتدبير الشأن المحلي، مضيفا أن تنزيل هذه الاستراتيجية يظل مشروطا بتوفر جوانب إدارية وتنموية وأمنية، باعتبارها لازمة أساسية لأية سياسة تنموية. وحث العنصر الخريجين الجدد على ضرورة إعمال التشاور البناء والجاد مع كافة الفعاليات المحلية من منتخبين ومجتمع مدني، تشاور يقوم على الثقة المتبادلة والتكامل والتعاون وتشجيع المبادرات المحلية التي تهدف إلى تحسين الأوضاع المعيشية للسكان. ومن جانبه، أشار مدير المعهد الملكي للإدارة الترابية، الجنرال دو بريغاد محمد غايلي، إلى الجهود التي تبذلها المؤسسة من أجل ضمان توفر الظروف المناسبة للتكوين، مبرزا النتائج الممتازة التي حققها الفوج الجديد في المجالات الإدارية والعسكرية. وقال إن الخريجين تلقوا، على مدى سنتين، تكوينا في مجال الإدارة والعلوم الاقتصادية والاجتماعية والقانونية، والتدبير واللغات الحية، كما شاركوا في مؤتمرات وندوات حول الحريات العامة وحقوق الإنسان. وأضاف أنهم اجتازوا، أيضا، تداريب في مختلف جهات المملكة بهدف التكيف مع طبيعة العمل اليومي والميداني لرجل السلطة، سواء في الوسطين الحضري والقروي، مشيرا إلى أن 25 خريجا توجهوا إلى فرنسا في إطار التعاون بين وزارتي الداخلية في البلدين، بهدف الاطلاع على التجربة الفرنسية في مجال اللامركزية واللا تمركز. وأعلن مدير المعهد الملكي للإدارة الترابية، بهذه المناسبة، عن شروع المؤسسة انطلاقا من الموسم القادم في تطبيق نظام التعليم عن بعد، اعتمادا على تقنية الفيديو، وافتتاح قاعة للمحاكاة. حضر هذا الحفل عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، وعبد الصمد قيوح، وزير الصناعة التقليدية، والشرقي اضريس، الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية، وعبد العظيم الكروج، الوزير المنتدب المكلف بالوظيفة العمومية وتحديث الإدارة، وبوشعيب ارميل، المدير العام للأمن الوطني، وإدريس خزاني، والي جهة الغرب الشراردة بني احسن عامل إقليمالقنيطرة، والمنتخبون، وشخصيات مدنية وعسكرية.