رغبة في مشاركة نجومنا المغاربة لحظاتهم الحميمة، وتقاسم خصوصيات حياتهم الشخصية، تفتح "المغربية" هذا الركن، لتعيش مع الفنانين المغاربة أجواء فصل الصيف بكل ما تحمله من لحظات متعة ومرح، وتسأل ببساطة "فين غادي تدوز الصيف ديالك". المغنية المغربية رحوم البقاليوفرقتها ما هي أنشطتكم الفنية خلال هذه الفترة الصيفية؟ أجندتنا هذا الصيف مليئة الحمد لله، شاركنا في العديد في المناسبات والأعياد الدينية، وفي مجموعة من المهرجانات التي أقيمت في مختلف المدن المغربية، آخرها مهرجان شفشاون، والتي أحيتها جمعية الثقافة الأندلسية، بفضاء القصبة الجميل، ومهرجان "طرب طنجة"، التي شاركت فيه فرق من إسبانيا وأمريكا، وكان حفل الاختتام بقصر البلدية بمدينة طنجة. كما سنشارك بحول الله في حفلات ليالي رمضان، وسنشارك أيضا في مهرجان الموسيقى الصوفية في تركيا، وستمثل فرقتنا المغرب، ضمن العديد من الدول العربية والأجنبية، من خلال تقديم فن الحضرة الشفشاونية، هذا المورث الثقافي والفني المعروف في مدينة شفشاون، الذي تحضر فيه المرأة بقوة، وهو عبارة عن غناء روحي يتغنى بقيم الإسلام والمدائح النبوية، في صيغة أذكار وأشعار، مصاحبة بالآلات الوترية وتوظف فيها آلة الدف والدربوكة، والطبل، ما يضفي على الإنشاء مسحة روحية، هذا الفن الذي يعرف إقبالا كبيرا من قبل الجمهور، مشهور بنمطه الموسيقي، المتميز في المقامات والطبوع، نحاول جاهدين تجديد وتغيير القصائد التي تتغنى بها الفرقة، حتى نقدم كل مرة أغاني ولوحات فينة جديدة للجمهور المتتبع. ما هي المدن التي تتوقين لزيارتها خلال الصيف الجاري؟ في الغالب ليس لدينا برنامج معين، أحاول وأسرتي فقط الهروب من الروتين اليومي، والخروج من المعتاد، بزيارة شواطئ المناطق الشمالية القريبة من مدينتي الجميلة شفشاون التي أقطن بها، من أجل أن أكون قريبة من أعضاء فرقتي، في حالة اتصال بعض الجهات لإحياء حفل أو سهر فني، بحيث يتطلب من فرقتنا أن تكون دائما على استعداد، بإخضاعهن باستمرار لتمارين مكثفة، نظريا وتطبيقيا، من أجل ضبطهن للإيقاع والطبقات الصوتية، رغم أن الفرقة تواجهها بعض المشاكل، التي تكمن في كون أعضاء الفرقة جلهن شابات، وسنويا تغادر 3 أو 4 فتيات من اجل الالتحاق بأزواجهن، خارج المغرب، أو في مدن بعيدة عن مدينة شفشاون، فأصبح مرغمة على تعويضهن بعناصر شابة أخرى، ما يتطلب مني جهدا مضاعفا لتلقينهن من جديد هذا الفن العريق الأصيل والمعروف في مدينة شفشاون، والذي كانت تتغنى به بعض النساء في الولائم والأفراح، المعروفات ب"الحضارات" أو ب"الفقيهات". لكن هؤلاء يتناولن هذا الفن بعشوائية، إذ كان ممزوجا ما بين الموسيقى الأندلسية، والأغاني الشعبية، وعملت جاهدة بمعيتي فرقتي أن ننقذ هذا التراث من الضياع، وأن نؤسس له قواعد، وأن يصبح غنيا بالطبوع وبالإيقاعات الموسيقية، مرتكزا على أسس فنية وثقافية صرفة، وأضحى فنا قائما بذاته يعرض في المسارح والمهرجانات. باعتبار مشاركتك في العديد من المهرجانات، ما هي المدن التي شدت انتباهك؟ جميع المدن المغربية جميلة، لقد حباها الله بجمال متنوع طبيعي وعمراني متباين، فكل مدينة تمتاز بخاصية معينة، وتبقى المدن الشمالية الأقرب إلي، كوني نشأت في مدينة شفشاون التي توجد في المنطقة ذاتها، إلى جانب حبي لباقي المدن الأخرى، بالخصوص المدن الجنوبية الجميلة جدا كأكادير، والعيون، والداخلة. زرت العديد من المدن، من خلال تنقلي ما بين المهرجانات، التي تنضح بها والحمد لله بلدنا، رغم أن البعض منها يعطي قيمة كبيرة لفنانين عالميين، ويهمل الفنانين المغاربة، سيما الفرق ذات اللون الغنائي والثقافي الأصيل.