قال رئيس قازاخستان، نور سلطان نزارباييف، أول أمس الاثنين، إنه ما من أحد يحق له إعطاء دروس لبلاده بعد أن عبر رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، عن دواعي القلق بشأن حقوق الإنسان في الدولة السوفيتية السابقة. رئيس قازاخستان، نور سلطان نزارباييف (خاص) قال كاميرون في قازاخستان، التي يقوم بزيارة قصيرة لها وقع خلالها على صفقات تجارية قيمتها 700 مليون جنيه استرليني (1.06 مليار دولار) وهو يجلس بجوار نزارباييف إنه بحث "باستفاضة" مزاعم بشأن القمع الذي تمارسه الحكومة القازاخستانية بقيادة الرئيس نور سلطان نزارباييف . وبدا نزارباييف متجهما فيما يؤكد المخاطر السياسية لاستراتيجية كاميرون توسيع الروابط التجارية لبريطانيا كي تشمل اقتصاديات صاعدة مثل قازاخستان، التي تحتفظ بثروة من الاحتياطيات النفطية. ويقول كاميرون إن بريطانيا تحتاج لتنويع مثل هذه الروابط في وقت يعاني اقتصادها من الركود. لكن ناشطين يتهمونه بتفضيل التجارة على حقوق الإنسان بينما ترفض الدول التي يحاول التقرب منها انتقادات سجلها في حقوق الإنسان. وقال كاميرون في مؤتمر صحفي في قصر الرئاسة بقازاخستان "بحثت على سبيل المثال الرسالة، التي كتبتها هيومن رايتس ووتش (التي تعني بحقوق الإنسان) والقلق الذي ورد في الرسالة"، وأضاف "من المهم للغاية أن نجري حوارا صريحا". وفي الرسالة التي أرسلت، يوم الجمعة الماضي، قالت هيومن رايتس ووتش ومقرها نيويورك إنها تشعر بالقلق بشأن مزاعم وجيهة عن أعمال تعذيب وسجن يتعرض لها منتقدون للحكومة وقيود صارمة على وسائل الإعلام وحرية التعبير فيي قازاخستان، وحثت المنظمة كاميرون على بحث هذا الموضوع مع نزارييف. ورد نزارباييف بفتور. ويحكم نزارباييف المسؤول السابق بالحزب الشيوعي قازاخستان، منذ أكثر من 20 عاما. وقال نزارباييف الذي يكمل 73 عاما هذا الأسبوع ويحمل رسميا لقب "زعيم الامة" موجها حديثه لكاميرون "أشكركم كثيرا على هذه التوصيات وعلى النصيحة لكن ليس من حق أحد أن يوجه لنا تعليمات بشأن كيف نعيش". وبينما يقول ناشطون إن بقية آسيا الوسطى بها زعماء أكثر صرامة من نزارباييف فإنهم يقولون إن رفضه التهاون مع المعارضة لا يعطي مؤشرات تذكر على التهدئة. وهم يقولون إنهم قلقون بوجه خاص بشأن قضية فلاديمير كوزلوف وهو زعيم معارضة سجين في قازاخستان. وحكم على كوزلوف وهو منتقد لنزارباييف بالسجن سبع سنوات ونصف السنة في أكتوبر الماضي، لتواطئه مع ملياردير هارب في محاولة فاشلة لحشد عمال نفط لإسقاط الحكومة، ونفى كوزلوف الاتهامات. وقال نزارباييف الذي كان عضوا في المكتب السياسي للحزب الشيوعي في عهد الرئيس السوفيتي ميخائيل جورباتشوف إن الغربيين يرون عادة البلاد من منظور مشوه.