أفادت تقارير إعلامية أنه تمت تسمية رئيس وزراء قطري جديد لتشكيل وزارة جديدة بدلا من رئيس الوزراء الحالي الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، الذي ظل شخصية أساسية مؤثرة في رسم السياسات الاقتصادية والخارجية القطرية في السنوات الأخيرة. الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر (خاص) قالت قناة الجزيرة الفضائية، التي تبث من العاصمة القطرية الدوحة، إنه تمت تسمية الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني، وزير الدولة الحالي للشؤون الداخلية ليكون رئيس الوزراء الجديد في قطر. وتأتي هذه التغييرات، التي توقعها المراقبون ووسائل الإعلام، بعد تولي الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إمارة البلاد خلفا لوالده الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. وكان دبلوماسيون توقعوا، مطلع هذا الشهر، تنحي الشيخ حمد بن جاسم عن رئاسة الوزراء كجزء من عملية واسعة لتغيير القيادة السياسية في قطر، وتسليم جيل جديد السلطة، في سابقة نادرة في دول الخليج، التي اعتادت على استمرار قياداتها المعمرة. ولم يرد اسم حمد بن جاسم في كلمة الأمير القطري السابق ومراسم تسليم السلطة إلى ابنه الشيخ تميم، كما غابت صوره عن التغطية الإخبارية لهذه المراسم وجموع المهنئين والمبايعين للأمير الجديد. وكان بن جاسم تولى رئاسة الوزراء في قطر في 3 أبريل 2007، بعد استقالة عبد الله بن خليفة آل ثاني، واحتفظ لنفسه أيضا بمنصب وزير الخارجية الذي تولاه لأول مرة في عام 1992. ومن المتوقع أن يلقي الأمير الجديد أول خطاب له في الثالثة ظهرا بتوقيت غرينتش، وتوقعت تقارير إعلامية أن يكون خطابا بروتكوليا ومركزا على الحديث عن أجندته الداخلية. بات الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، البالغ من العمر 33 عاما، أمير قطر الجديد، بعد إعلان الديوان الأميري القطري عن تنازل والده الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عن السلطة له ودعوة القطريين لمبايعته. وتسلق الشيخ تميم سلم السلطة في قطر بسرعة، بعد أن فرض نفسه، مستندا إلى دعم والده الشيخ حمد ووالدته الشيخة موزة بنت ناصر المسند الزوجة الثانية لأمير قطر، حسب تصريحات مصادر دبلوماسية وسياسية. ولم يكن الشيخ تميم بالتسلل الأول في ولاية العهد، إذ أن له إخوة أكبر منه سنا بما في ذلك من أم أخرى. وقد عين أمير قطر في بادئ الأمر نجله الأكبر من الشيخة موزه الشيخ جاسم وليا للعهد، لكنه عاد ليعين في مكانه الشيخ تميم في غشت 2003. ومنذ تعيينه وليا للعهد، سيطر الشيخ تميم على المناصب الأمنية والاقتصادية الأساسية، وتشير مصادر دبلوماسية إلى أنه تسلم تدريجيا الملفات الأمنية والعسكرية والخارجية، خلال السنوات الثلاث أو الأربع الماضية، فضلا عن الإشراف على خطط قطر المستقبلية الطموحة، لاسيما في مجال استثمار الرياضة لتعزيز مكانتها في العالم. فتولى الشيخ تميم قيادة القوات المسلحة بالنيابة عن والده، ورئاسة اللجنة الأولمبية، وأصبح نائب رئيس المجلس الأعلى للشؤون الاقتصادية والاستثمار، وتولى رئاسة عدد من المجالس والهيئات الرئيسية في البلاد، أمثال المجلس الأعلى للتعليم والمجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والمجلس الأعلى للبيئة وهيئة الأشغال والتطوير العمراني ومجلس قطر للاستثمار الذي تقدر استثماراته بمليارات الدولارات في مختلف بلدان العالم. ويشرف الشيخ تميم على ملف مونديال العام 2022، الذي تستضيفه قطر، بوصفه رئيسا للجنة الأولمبية القطرية، كما عرف باهتماماته الرياضية، لا سيما في لعبتي التنس وكرة القدم. تلقى الشيخ تميم تعليمه في مدرسة بريطانية خاصة عريقة هي مدرسة شيربورن، وسار على خطى والده في الدراسة في الأكاديمية العسكرية الملكية في ساندهيرست التي تخرج منها عام 1998.