أسدل الستار مساء أول أمس الأحد على فعاليات الدورة 16 من مهرجان كناوة موسيقى العالم، على إيقاعات موسيقى "كناوية" للمعلم مصطفى باقبو، الذي اقترن اسمه بمجموعة جيل جيلالة، في حفل فني ساهر جمعه مع الفنان الأمريكي ويل كالون، أحد أبرز العازفين على الطبل في العالم. لحظات بعبق الموسيقى الكناوية والجدبة ألهب المعلم باقبو، أحد القلائل الذين يعزفون بمهارة استثنائية على آلة الهجهوج، حماس الجماهير الغفيرة في سهرة فنية، بمنصة مولاي الحسن، امتزج فيها اللون الكناوي بموسيقى الفنان الأمريكي ويل كالون. واستطاع المعلم باقبو، الذي أحيى السهرة الختامية رفقة الفنان الأمريكي كالون، استقطاب جمهور كبير من عشاق الموسيقى الكناوية، أتى من مختلف مدن المملكة، للاستمتاع بلحظات مميزة من الأنغام الكناوية. واستمتع الجمهور العريض، الذي كان في الموعد، بأفضل أغاني المعلم باقبو، قيدوم مجموعة جيل جيلالة، وتجاوب معها و ظل يرددها معه بشكل فني رائع، ما جعله ينبهر بهدا التجاوب ويرد على عشاقه "تبارك الله عليكم". وفي أجواء احتفالية، اضطر مجموعة من الشباب، خلال تفاعلهم مع إيقاعات الموسيقى الكناوية، إلى إطلاق العنان لأجسادهم بالرقص على إيقاعات آلات موسيقى كناوة الهجهوج والطبل، وأغاني المعلم باقبو، في لوحات فنية رسموها بتموجات أجسادهم شدت إليها الأنظار. ونجح المعلم باقبو، الذي سبق أن قدم عروضا مع أكبر الأسماء المعروفة في عالم الجاز على المستوى الدولي، خاصة مع كارلوس سانتانا في ماي 2010، خلال مهرجان موازين بمدينة الرباط، في تقديم سهرة فنية مميزة حركت جنبات ساحة مولاي الحسن، تفاعل معها الجمهور الصويري وعشاق الموسيقى الكناوية، الذين توافدوا على مدينة الصويرة من مختلف مدن المملكة. وأجمع كل من تابع فقرات الدورة 16 من مهرجان كناوة، على النجاح الذي حققه المهرجان باعتباره مشروعا ثقافيا للحفاظ على الهوية المغربية لمدينة الصويرة، وتعبيرا حيا عن غنى الذاكرة المشتركة للمدينة التي شكلت على مر العصور فضاء للتلاقح الفكري والثقافي بين مختلف سكانها من أمازيغ وعرب، ويهود، وأن موغادور تختزن كنوز التاريخ والثقافة والموسيقى، وهي نموذج للتعايش في إطار قيم إنسانية مشتركة، كما أن هذه الدورة حملت في طياتها جديدا تمثل في انطلاق منتدى ثقافي كفضاء جرئ للحوار الحضاري . ويبقى مهرجان الصويرة، معلمة مشرقة ودالة على الانفتاح الثقافي، وإذا كانت الموسيقى مدعوة في ضيافة الفكر فذلك كله لتعزيز التواصل في وقت تعجز فيه السياسة بكل أيديولوجياتها ونظرياتها الاقتصادية وغيرها عن مسايرة الانفتاح ونشر كل القيم السامية، التسامح، التضامن،الإيخاء، المساواة، الشيء الذي تستطيع الموسيقى القيام به، باعتبارها لغة عالمية. وكان حفل الافتتاح، الذي حضره أندري أزولاي، مستشار صاحب الجلالة، الرئيس المؤسس لجمعية الصويرة موغادور، وعامل إقليمالصويرة، ورئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، ورئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة البحرينية، وعدد من سفراء الدول المعتمدين بالمغرب، تميز بالمزج بين عالمين موسيقيين مختلفين، نجح سحر كناوة في تقريبهما خالقا بذلك موسيقى كونية بامتياز، وذلك من خلال المزج بين الرقصات البحرينية والهوارية والكناوية.