اعتبر المشاركون في منتدى "حركية المجتمعات شباب العالم"، الذي نظم على هامش الدورة 16 من مهرجان كناوة موسيقى العالم، أن العولمة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية أعادت تشكيل المجتمع المغربي وأدخلته في دينامية أثرت من الناحية الاجتماعية على الشاب المغربي، في علاقته بسوق الشغل والتواصل ونظام حياته. وأوضح المشاركون في المنتدى، الذي نظم على مدى ثلاثة أيام، بدعم من المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أن ظاهرة تنامي اللايقين تتجلى في إحساس الشباب بنوع من عدم الانتماء، لأن العولمة تبعث له برسائل الأزمة وخطابها (الأزمة الاقتصادية وأزمة القيم)، والشاب يتلقى هذا الخطاب ويتفاعل معه. وتوقف المشاركون عند مجموعة من القضايا ترتبط بدور الثقافة في بلورة المشروع المجتمعي وموقعها في السياسات العمومية، وانشغالات شباب العالم، ومواضيع تخص القواسم المشتركة بين المكونات المجتمعية، وعناصر اللقاء مع الثقافات الإنسانية الأخرى، ومدى قدرة الإبداع الثقافي على حماية القيم العالمية. وتميز منتدى دورة هذه السنة ببرمجة مجموعة من العروض الفكرية، شارك فيها باحثون مغاربة وأجانب، لمناقشة قضايا تهم حركية المجتمعات وانشغالات شباب العالم، والتباحث حول موقع الشباب في المجتمع، ومستوى التعليم، ودرجة حرية الإبداع المنصوص عليها في الدستور. وناقش جامعيون وسياسيون ومؤرخون واقتصاديون ومثقفون قضايا شباب البحر الأبيض المتوسط، وكيفية بناء سياسات عامة في ما يتعلق بالشباب، ورسم آفاق عمل سياسي متماسك وديمقراطي يراهن على المستقبل. وقال أندري أزولاي، مستشار جلالة الملك محمد السادس، إن موضوع المنتدى شكل على الدوام مرجعية لمهرجان الصويرة، منذ إطلاقه، موضحا أن الموسيقى كانت دائما مدعوة في ضيافة الفكر. من جانبه، قال إدريس اليزمي، رئيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان، في تصريح ل"المغربية"، إن "أهمية هذا المنتدى تكمن في طرح أهم انشغالات وانتظارات الشباب، ومنتدى هذه السنة أبرز مدى فعالية الموسيقى وقدرتها على تعزيز التواصل، بينما تعجز الإيديولوجيات والنظريات الاقتصادية عن المسايرة".