انعقاد الدورة ال 42 لمجلس وزراء الداخلية العرب بمشاركة المغرب    المغرب يطالب بمواجهة الإرهاب والانفصال.. وهذه رؤيته لتحقيق الاستقرار في إفريقيا    "مشروع قانون المسطرة الجنائية ورهانات حقوق الانسان " موضوع ندوة وطنية بالقصر الكبير    حملة تضليلية تستهدف الملك محمد السادس    رئيس "الأنتربول" يؤكد ثقته في قدرة المغرب على تنظيم نسخة استثنائية لكأس العالم 2030    البطولة: الوداد البيضاوي يعمق جراح شباب المحمدية بخماسية في شباكه مقربا إياه من الهبوط للقسم الثاني    الحسيمة.. أحداث لا رياضية في ملعب ميمون العرصي    المضيق تسدل الستار على الدورة الخامسة لسباق 10 كم    الوقاية المدنية تواصل البحث عن شاب غريق بمرقالة طنجة بعد تحدٍّ خطير على تيك توك    العرائش تتألق في البطولة الوطنية المدرسية لكرة السلة بزاكورة وتتوج بلقبين    في إشارة لوزير العدل.. ابن كيران: هناك من يحرض النيابة العامة والرئاسة الأمريكية ضدي!    عبد اللطيف حموشي يوشّح بوسام الأمير نايف للأمن العربي    تعبئة 133 مليون درهم لحماية مدينة تطوان من الفيضانات    منتخب السيدات يواجه غانا وهايتي    تحيين جديد يخفض أسعار الغازوال ب 12 سنتيما .. والبنزين في استقرار    نتنياهو يتعهد بتنزيل "رؤية ترامب"    تصريحات بركة حول دعم الأضاحي تثير مطالب بتتبع عمليات الاستيراد    إجهاض محاولة لتهريب 12 ألف قرص مخدر بتطوان وتوقيف شخصين    سلا تتصدر مقاييس الأمطار بالمغرب    تساقطات مهمة تعم إقليم ميدلت    "نفس الله".. رواية جديدة للكاتب والحقوقي عبد السلام بوطيب    لماذا لا تتحدثون عن شعرية النقد الأدبي؟    تعدد الأنظار إلى العالم    إسرائيل تتسلم شحنة قنابل ثقيلة بعد موافقة ترامب    المغرب أفضل وجهة سياحية في العالم لعام 2025    لطيفة العرفاوي تغني لتونس    تقرير: المغرب يحصل على تصنيف أحمر في مؤشر إنتاج الحبوب    المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب يبرم اتفاقا بشأن الإغلاق المالي لمشروع إنشاء محطة الغاز "الوحدة"    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الاثنين    حريق يلتهم 400 محل تجاري بسيدي يوسف بن علي مراكش    رشيدة داتي وزيرة الثقافة الفرنسية تزور العيون والداخلة والرباط    ميارة: قانون الإضراب يساهم في جلب الاستثمارات الأجنبية وخلق فرص الشغل وفق تعاقد اجتماعي واضح    مسؤولون وخبراء يجمعون على أن المغرب يسير في اتجاه عصرنة وسائل النقل المستدام    أكادير.. افتتاح الدورة الثانية للمعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني    بين الاحتفال بشعيرة الأضحية وإلغائها بسبب الجفاف.. "برلمان.كوم" يرصد آراء مواطنين مغاربة (فيديو)    التصويت في الاتحاد الإفريقي.. من كان مع المغرب ومن وقف ضده: مواقف متوقعة وأخرى شكلت مفاجأة في مسار التنافس    افتتاح الخزانة السينمائية المغربية في الرباط: خطوة هامة نحو حفظ التراث السينمائي الوطني    إعادة انتخاب نزهة بدوان رئيسة للجامعة الملكية المغربية للرياضة للجميع    حمزة رشيد " أجواء جيدة في تربص المنتخب المغربي للمواي طاي " .    مصرع 18 شخصًا في تدافع بمحطة قطار نيودلهي بالهند    نتنياهو يرفض إدخال معدات إلى غزة    فتح باب المشاركة في مهرجان الشعر    ريو دي جانيرو تستضيف قمة دول "بريكس" شهر يوليوز القادم    غوفرين مستاء من حرق العلم الإسرائيلية في المغرب ويدعو السلطات للتدخل    رفْعُ الشِّعار لا يُخفِّض الأسْعار!    بنعلي تؤكد التزام المغرب بنظام تنموي قوي للأمم المتحدة    الصين: 400 مليون رحلة عبر القطارات خلال موسم ذروة السفر لعيد الربيع    في أول زيارة له للشرق الأوسط.. وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يصل إلى إسرائيل    الأمير رحيم الحسيني يتولى الإمامة الإسماعيلية الخمسين بعد وفاة والده: ماذا تعرف عن "طائفة الحشاشين" وجذورها؟    حقيقة تصفية الكلاب الضالة بالمغرب    خبير يكشف التأثير الذي يمكن أن يحدثه النوم على التحكم في الوزن    "بوحمرون" يصل الى مليلية المحتلة ويستنفر سلطات المدينة    تفشي داء الكوليرا يقتل أكثر من 117 شخصا في أنغولا    الصحة العالمية: سنضطر إلى اتباع سياسة "شدّ الحزام" بعد قرار ترامب    التصوف المغربي.. دلالة الرمز والفعل    الشيخ محمد فوزي الكركري يشارك في مؤتمر أكاديمي بجامعة إنديانا    والأرض صليب الفلسطيني وهو مسيحها..    جامعة شيكاغو تحتضن شيخ الزاوية الكركرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمل القبيسي: للمملكة المغربية مكانة خاصة لدى دولة الإمارات العربية المتحدة
المغربية تحاور أول إماراتية تنتخب في البرلمان وتصبح نائبا لرئيسه
نشر في الصحراء المغربية يوم 13 - 06 - 2013

في خضم التزاماتها الكثيرة، لم تتردد الدكتورة أمل القبيسي، نائب رئيس المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي (البرلمان)، في الاستجابة لرغبة "المغربية" في إجراء حوار معها.
أمل القبيسي نائب رئيس المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي (البرلمان)
كان الإخوة في المجلس الوطني للإعلام مشكورين وراء ربط الاتصال، وتيسير اللقاء بأول امرأة إماراتية تترشح لأول انتخابات تشريعية في هذا البلد الشقيق، وتنتزع مقعدا من بين الأربعة، التي خصصت لأبوظبي.
فبعد انتخابات 2006، تغيرت حياة الدكتورة التي استكملت دراستها في بريطانيا وعادت لتسهم في بناء بلدها، ولتكون من بين الرائدات العربيات في مجال التشريع، لتقدم صورة مشرفة عن المرأة الإماراتية، إذ كانت المرأة الوحيدة التي ترأست الوفد البرلماني لبلد من أصل أكثر من 200 بلد في اتحاد البرلمان الدولي في الإكوادور.
وتكن أمل القبيسي الحب والتقدير والاحترام للمغرب، التي تقول إنها استلهمته، من قيادة بلدها، انطلاقا من "القائد الوالد" الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، والشيخة فاطمة بنت مبارك، وصولا إلى القيادة الحالية لبلدها.
وعبرت نائب رئيس المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي في حوارها مع "المغربية" عن أملها في أن تتوطد العلاقة مع البرلمانيات المغربيات وألا يظل ذلك حكرا على لقاءات على هامش المؤتمرات الدولية. وفي ما يلي نص الحوار:
في البداية ما هي المهام التي تضلعون بها في المجلس الوطني الاتحادي؟
بصفتي النائب الأول للمجلس الوطني الاتحادي، أعتقد أن وجودي في المجلس يشكل في حد ذاته أمانة كبيرة وثقة غالية من الشعب الإماراتي، الذي وضع في ثقته، وأيضا قيادتنا الرشيدة حفظهم الله، الذين حملوني هذه المسؤولية.
واجباتي والتزاماتي بصفتي عضوا في المجلس الوطني تقتضي القيام بالدور التشريعي والرقابي للمجلس على أكمل وجه، وهذا يتطلب مني أولا التواصل مع المواطنين ومختلف شرائح المجتمع للتعرف على أهم أولوياتهم وقضاياهم ومتطلباتهم، وثانيا دراسة المواضيع المختلفة، التي تتعلق بالخدمات سواء كانت البنى التحتية، أو التعليم، أوالصحة، وجميع الشؤون الخاصة بالمواطنين، لنتمكن متابعتها ودراستها عن قرب ومناقشتها معوالوزراء المختصين لوضع التوصيات المناسبة لتطوير الخدمات.
نحن محظوظون في دولة الإمارات العربية المتحدة، لأنه منذ عهد الوالد المغفور له الشيخ زايد كان هناك اهتمام كبير بالمواطنين وبالوطن، لذلك حققت دولة الإمارات العربية المتحدة خلال 41 عاما ما لم تحققه دول أخرى في مئات السنين.
أعتقد أن مستوى الرفاهية والسعادة المتوفر للمواطن هنا يحتل المرتبة الأولى، وهذا دليل على أنه ولله الحمد لدينا قيادة واعية بدورها، وذات رؤية مستقبلية أعطت لكل ذي حق حقه، ووضعت نظاما سياسيا واجتماعيا واقتصاديا تقدم بالدولة لتصبح في مصاف الدول المتقدمة، وأيضا، بنت نفسها على منهج الشورى لذلك أحدث المجلس الوطني الاتحادي منذ 41 عاما، فمع إنشاء وقيام دولة الاتحاد جرى إنشاؤه، وهذا يدل على أن منهج الشورى والتواصل مع المواطنين، والأخذ برأيهم موجود بصفته أساسا للنظام السياسي للدولة.
إن أبواب حكامنا وشيوخنا مفتوحة للجميع وبإمكان أي مواطن يلتقي بالحاكم ويتحدث معه، لأن الصلة بينهما صلة أب بأبنائه، لذلك يوجد هذا الترابط والولاء في شعب دولة الإمارات العربية المتحدة مع قيادته، لأنهم يتعاملون معنا بروح العائلة والأسرة الواحدة وبحنو الأب على ابنه، وأيضا، دعمه له وحرصه عليه، وكذلك نظرتنا نحن إليهم نظرة التقدير والولاء والاحترام.
وفي هذا الإطار جاءت، أيضا، منهجية عمل المجلس الوطني الاتحادي، الذي خطا ولله الحمد اليوم خطوات التمكين الكبيرة، التي مهد لها ووضعها صاحب السمو رئيس الدولة للمجلس الوطني الاتحادي، والذي صرح بخصوصها بأن المجلس قوة داعمة ومساندة ومرشدة للحكومة، وأننا نحن بصفتنا سلطة تشريعية رقابية نعمل مع السلطة التنفيذية من أجل بلوغ هدف واحد وهو مصلحة دولة الإمارات العربية المتحدة، وأنه في النهاية ينبغي أن تخطو جميع المنجزات وكل الأطر الاقتصادية والاجتماعية الموجودة في دولة الإمارات خطوات تطوير من شأنه الارتقاء بمكانة الدولة، وأن يتحقق للمواطن باستمرار مستوى الرضى والرفاهية المطلوبين.
من خلال عملي في المجلس بصفتي عضوا أشارك في اللجان وترأست لجنة التربية والتعليم والشباب والرياضة والإعلام، وكنت، أيضا، في لجنة الشؤون الخارجية وحاليا في لجنة الشؤون الداخلية والدفاع.
وهناك كثير من المواضيع المطروحة التي كانت لي مشاركة مهمة فيها من خلال المقترحات والنقاشات والتوصيات ولله الحمد هذه التوصيات، سواء داخل المجلس إذا رفعها إلى الحكومة أو مجلس الوزراء أو أيضا من خلال التكفل بإطلاع قيادتنا عليها، وجدت تعاونا كبيرا لتحقيق ما فيه المصلحة العامة، ونجد ولله الحمد سعيا حثيثا من حكومتنا وقيادتنا إلى الاجتهاد في بذل كل ما يمكن أن يحقق الخير والرفاهية للمواطنين والمقيمين في دولة الإمارات العربية المتحدة.
هناك الكثير من القوانين المهمة التي تعرض علينا عن طريق مجلس الوزراء فنراجعها، وننقحها، ونجري عليها تعديلات، وكانت لنا إسهامات كبيرة في رفعها إلى مستوى المعايير العالمية وكان ولله الحمد توافق بيننا والحكومة وهذه خطوة أخرى خطتها الإمارات نحو الأمام.
كذلك نشارك في طرح الأسئلة على الوزراء للمطالبة بتسليط الضوء على قضية معينة، وكان لنا ولله الحمد دور كبير في هذا المجال، وكان هناك دور كبير من الحكومة عبر التجاوب للإنجاز.
وماذا عن العمل على المستوى الخارجي؟
أتشرف بعضويتي في الاتحادات المختلفة، فأنا حاليا عضو في اتحاد البرلمان الدولي، وترأست وفد الإمارات، الذي شارك في اجتماع الإكوادور، ويكون الوقع كبيرا حين تضع دولة الإمارات مع وفود أكثر من 200 دولة في العالم ثقتها في ابنة الإمارات لتترأس الوفد، وأن الوفد الوحيد الذي تترأسه امرأة خلال هذه التظاهرة العالمية هو وفد دولة الإمارات، فهذا يشكل بصمة كبيرة لمدى التقدم الذي بلغته الدولة، لأن مؤشر تقدم الدول هو تقدم مكانة ووضع المرأة.
يعد التقدير والاحترام اللذين نلاقيهما من قيادتنا وحكومتنا وأعضاء المجلس الوطني الاتحادي، الذين انتخبونا للنيابة عنهم في المؤتمرات العالمية، (يعد) دليلا واضحا على أنه ولله الحمد مثلما تقدمت دولة الإمارات العربية المتحدة من النواحي الاقتصادية استطاعت اجتماعيا وسياسيا أن تصل إلى تمكين المرأة بشكل فاعل في مجال المشاركة السياسية وصنع القرار أن تأخذ وضعها الطبيعي تدريجيا وبقناعة الجميع، بقناعة شعب الإمارات الذي دعمني منذ البداية، لأنني ولجت إلى المجلس بالانتخاب، إذ كنت أول امرأة انتخبت لعضوية المجلس الوطني الاتحادي، وهذا دليل واضح على إيمان مجتمع الإمارات وخاصة الرجل بأهمية دعم المرأة، فلولا دعم الرجل لي لما نجحت في الانتخابات، وأصبحت عضوا في المجلس.
كيف جاءت فكرة الترشح للمجلس في أول انتخابات شهدتها دولة الإمارات العربية المتحدة سنة 2006؟
لم تكن المسألة يسيرة، لأنك وكما قلت كانت أول انتخابات، إذ لم تكن لنا تجارب سابقة وكان عليها إقبال كبير، أيضا، من قبل الإخوة الرجال في ما يخص الترشح، وكان عدد المقاعد المخصصة لإمارة أبو ظبي أربعة مقاعد فقط وكنا مائة مرشح، وبالتالي كانت نسبة الفوز 1 في المائة.
أنا نظرت إلى المسألة من منظور واجب وطني لأنه ولله الحمد دولتنا وقيادتنا لم يبخلوا علينا بأي شيء، وفروا لنا التعليم بكل مستوياته مجانا، وتوفرت لنا فرص العمل، وأنا من المحظوظين الذين توفرت لهم فرصة استكمال الدراسة في الخارج، إذ درست في بريطانيا، "الدراسات العليا في مجال الهندسة المعمارية" وبالتالي هذا نوع من رد الجميل، منحتنا الدولة الكثير، ولما جاءت هذه التجربة كانت المشاركة باعتبارنا في الصف الأول، ومن المتعلمين الذين لم تبخل عليهم بلدهم.
ووجودنا في هذه الساحة يعتبر رسالة نؤكد من خلالها الاستعداد لأداء الواجب في حال ندائه، وأيضا الإيمان بأنه ليس كل من يرغب في أن يكون في المجلس الوطني سيتحقق ذلك، هناك شروط لابد أن تتوفر في الشخص، وأن يعرف المسؤوليات التي تترتب عن العضوية، لأنه سيمثل الشعب، وأن عليه تأدية الأمانة على الوجه الأكمل عبر إبلاغ صوتهم وتفهم احتياجاتهم، وأن تكون لديه الإمكانية العلمية والثقافية والشخصية ليمثلهم على أكمل وجه.
كنا محظوظين في هذه التجربة من نواح كثيرة، فلما فتح باب الانتخابات لم يميز بين المرأة والرجل فكانت الأبواب مفتوحة أمامنا منذ التجربة الأولى، سواء تعلق الأمر بالتصويت أو الترشح، وأعتقد أن المرأة الإماراتية كان لها في هذا سبق كبير على الكثير من الدول وحتى خليجيا لم تتمكن المرأة من التصويت والترشح في أول تجربة انتخابية، لذلك ارتأيت أن من واجبي الوطني أن أشارك، وحتى في حال عدم الفوز فهذا لا يعد بالنسبة إلي خسارة، بل فوزا لأننا تعلمنا الكثير من هذه التجربة وفي الوقت نفسه حاولنا أن نرد جزءا من الجميل إلى بلدنا.
ولله الحمد كان الرهان في محله لأن المجتمع والرجل الإماراتيين واعيان بدور المرأة وهو وعي لم يأت من فراغ، فالوالد الشيخ زايد رحمه الله شدد على مدى عشرات الأعوام على دور المرأة وضرورة احترامها، وظل يزرع الثقة فيها، فتح لها أبواب العلم والعمل وأصبحت اليوم نسبة النساء في التعليم العالي 77 في المائة، وهي أعلى نسبة تعليم عال في العالم، وتجدها في المناصب القيادية بنسبة 30 في المائة.
أي أنها تعدت النسبة المطروحة للألفية قبل وجودها، قبل أن نصل إلى الألفية أي المعدلات ل2015، التي وضعت لتمكين المرأة في مجالات مختلفة، تمكنت دولة الإمارات من تحقيقها أيضا توجد بتمثيل عال، إذ تجدها في السلك الدبلوماسي وأيضا في مواقع العمل الحكومي بنسبة 66 في المائة في القطاع الحكومي الاتحادي، لذلك أعتقد أن وجود المرأة في المجال السياسي أصبح مؤسسا له بشكل جيد، وواقعا موجودا تقبله المجتمع وتقبلته قيادتنا، بل إنها كانت داعمة له بكل سلاسة.
شكل فوزي في الانتخابات فرحة كبيرة للمرأة الإماراتية، لأننا استطعنا كسر الحاجز خاصة أن المرأة في دول خليجية قبلنا لم تحقق ذلك، سواء دولة الكويت أو غيرها، ولله الحمد تم تأتى لنا ذلك بدعم من قيادتنا وبتفهم مجتمع الإمارات ودعمه، ويهمني أن أذكر أنه لولا شريكنا الرجل وهو الشريك الاستراتيجي للمرأة في كل نجاح ولولا دعمه للمرأة في كل مجال ما استطاعت المرأة الإماراتية أن تحقق كل هذه النجاحات، صحيح لديها الإرادة وهي في مستوى التحديات، ولها كل الإمكانيات وتسلحت بالعلم والثقافة، لكن وجود الرجل باعتباره داعما لها سواء كان زوجا أو أبا أو ابنا أعطى للمجتمع الإماراتي خصوصية في طريقة ظهور المرأة وتمكينها.
أعتقد أننا نحن النساء لدينا حب كبير للعمل، لأننا نرغب في أن نرد جزءا من الجميل للدولة، وأيضا لرغبتنا في التحدي وإثبات الذات، وهذا استطعنا ولله الحمد بلوغه، والآن هناك قناعة كبيرة بأن المرأة الإماراتية يمكن الاعتماد عليها في أي موقع من مواقع المسؤولية، لدينا القاضية والطيارة ولدينا أول كلية عسكرية فتحت في الخليج ومازالت الوحيدة في الخليج، وبالتالي تجد المرأة في كل مجال وأصبح وجودها وتحملها المسؤولية من المسلمات، ولا استغراب لوصولها أعلى مكانة بما في ذلك الميادين، التي كانت حكرا على الرجال.
يجب ألا تنسى أن لدينا قدوة ليست موجودة في دول العالم، لدينا صاحبة السمو الشيخة فاطمة بنت مبارك التي تعد قدوة للمرأة الإماراتية، والمرأة العربية المسلمة، فهي قدوة في حياتنا في دولتنا وفتحت لنا أبوابا كثيرة وكانت دائما منارة ومنبرا لنا، وسراجا منيرا تحركنا نحن النساء بفضله، فمشاء الله استطاعت أن تكون رائدة للنهضة النسائية، ودعمت المرأة من أعلى المستويات، واستطعنا من خلال هذه القدوة التي أمامنا والتي تعمل دائما للصالح العام سواء كانت امرأة أو رجلا أو أسرة، ليس فقط على مستوى الدولة، بل على مستوى جميع الدول العربية، وحتى على العالم، يعني لها أفضال وأياد بيضاء.
أنتم في المغرب تعرفون جيدا صاحبة السمو الشيخة فاطمة، لأن المملكة المغربية لها مكانة خاصة لدى دولة الإمارات، وخصوصا الشيخ زايد رحمه الله، والشيخة فاطمة، ومازالت المكانة نفسها لدى أصحاب السمو أولادهما.
إن المكانة التي أصبحت تحتلها المرأة في دولة الإمارات متميزة، لأن لدينا قيادة متميزة، ومثل متميز في الشيخة فاطمة حفظها الله والشيخ زايد رحمه الله وقيادتنا حاليا مستمرة على النهج نفسه، ولأن المرأة الإماراتية استطاعت الحفاظ على النهج الصحيح أي أن تكون منفتحة على العالم، ومتعلمة ومثقفة وفي الوقت نفسه تحافظ على عاداتها وتقاليدها ودينها، هذا التوازن خلق لنا هذه الصورة المشرفة والمشرقة لابنة الإمارات.
باعتباركم مهندسة معمارية ما هو الدور الذي تلعبونه في ما يخص التصميم المعماري لأبوظبي؟
دراستي الأساسية هي الهندسة المعمارية، لكن عندما استكملت دراستي العليا في مجال الهندسة اخترت أن يكون موضوع رسالة الدكتوراه الحفاظ على التراث المعماري لدولة الإمارات، وكانت الأولى والوحيدة من نوعها ومازالت على المستوى العالمي في هذا المجال. أما السبب فهو أننا مع أن يكون الإنسان منفتحا على الأساليب الخارجية، سواء كانت في النواحي الاجتماعية أو حتى المعمارية، لأن المعمار ترجمة لتطور وحضارة الدولة.
فحين تبحث اليوم في تاريخ أو حضارة دولة، فإن المباني هي أول ما تنظر إليه، لأنها عنوان لأي حضارة، والمهم بالنسبة إلي هو خلق هذا التوازن، أي أنني مع استخدام المواد والأساليب الحديثة، لكن لا ينبغي أن نفقد هويتنا المعمارية، لأنها جزء من هويتنا الوطنية.
وبالتالي أرى أن هذا التوازن مهم من حيث إننا نتعرف على تاريخنا ونعشقه لأنه هو الأساس، وطبيعي أن يكون ولاؤنا له، ثم نعيد ترجمته في قالب حديث، أنا مع المزج بين الحداثة والأصالة، لا مانع أن يكون لنا طابعنا الحديث لكن مع هذه البنايات الشاهقة والتطور العمراني يجب ألا ننسى أن لنا طابعا عمرانيا يحدد هويتنا، يعني حين تصل إلى أبوظبي تعرفها من بصمتها العمرانية، وأيضا نحافظ على مبانينا التاريخية التراثية الموجودة لأنها هي الأساس.
اليوم في كل أنحاء العالم الاهتمام بالاقتصاد والثورة في هذا المجال، لكن اتضح لهم أن السياحة التراثية تحقق عائدات مهمة، الإمارات بالذات، وبالأخص أبوظبي تسعى الآن إلى تعزيز هذا، إذ تركز على أن تصبح عاصمة للثقافة، سواء من خلال المتاحف، أو الجوانب الكثيرة التي تجري تنميتها من الناحية الثقافية وبالتالي نجحت في إعادة إحياء التراث غير المادي مثل الصيد بالصقور، ومزاينة الإبل ومزاينة الرطب وغيرهما من النواحي التراثية الأصيلة.
اليوم يجري العمل على تنفيذ خطة كبيرة باتفاق وتعاون مع اليونسكو، وكان لي الشرف أن أكون مشرفة عليها في بداية وضعها، وقعنا اتفاقية سنة 2003 مع اليونسكو لإعادة إحياء تراث مدينة العين والحفاظ عليه، وتعد مدينة العين مركزا لأساس الثقافات والحضارة في دولة الإمارات وبالأخص أبوظبي لأنها فيها تراث يعود لأكثر من 7 آلاف عام، وبها مواقع تراثية وآثار تعد مهمة على مستوى العالم.
إن حفاظ دولة الإمارات على هويتها وتراثها وإرثها هو جزء من حفاظنا على هويتنا العامة، وأظن أنه مهم أن نعمل يدا في يد مع البلديات والنواحي التخطيطية للحفاظ على الملامح المعمارية الأصلية للإمارات عبر المباني الحديثة، وهذا تحقق في عدد منها ولله الحمد.
هل هناك فكرة لإحداث هيأة للبرلمانيات العربيات للتعاون وتبادل الخبرات أو تكوين "لوبي"؟
عدد النساء البرلمانيات على المستوى العربي آخذ في الارتفاع، وفي اتحاد البرلمان الدولي لنا كل سنة اجتماع للنساء البرلمانيات على مستوى العالم، أتمنى أن أرى اجتماعا للبرلمانيات العربيات ينعقد سنويا ونحن في إطار العمل من أجل تحقيق ذلك مع البرلمان العربي، الذي ظهر حديثا، ونأمل أن يكون هناك تعاون من طرف جميع الدول العربية مع البرلمان العربي ليكون هناك اجتماع سنوي للبرلمانيات العربيات.
قبل سنوات قليلة كان لنا موعد مع مؤتمر إقليمي سنوي للنساء البرلمانيات والنساء في مراكز القرار في دول الخليج وعقد أربع مرات، وكان الاجتماع الثاني في أبوظبي، ونتمنى أن يستمر وأن يرتقي ليصبح على مستوى الدول العربية.
هل هناك علاقات مع برلمانيات مغربيات؟
أكيد لدينا علاقات، لكن أكثرها عن طريق التجمعات ذات الطابع الدولي والعالمي، أتمنى أن تكون لنا علاقات أكبر سواء بين المجلس الوطني الاتحادي والبرلمان المغربي.
كان لي اجتماع مع رئيس مجلس النواب المغربي في الإكوادور، واتفقنا على ضرورة تفعيل لجنة الصداقة البرلمانية الإماراتية المغربية، وأيضا، وجهت لهن دعوة لزيارتنا ليكون هناك تعاون، وأتمنى أن يجري تفعيل التعاون للعلاقات بين البرلمانيات، أيضا، فمثلما تربط بين المملكة المغربية ودولة الإمارات العربية المتحدة علاقة قوية آمل أن تكون علاقات برلماني البلدين قوية أيضا.
ما هي الرسالة التي ترغبين في إبلاغها إلى المواطن في المغرب والإمارات؟
في الوضع الحالي الذي تمر منه دولنا العربية والمواطن العربي نحن حريصون على أن نؤكد أواصر الأخوة والتواصل بيننا وبين الشعب المغربي، وأننا جميعا في قارب واحد، والمواطن العربي أينما وجد سواء في دولة الإمارات العربية المتحدة أو في المغرب من الشرق إلى الغرب نشترك في الأصل وفي الدين واللغة، وكذلك نظرتنا إلى المستقبل وتأملاتنا وتطلعاتنا ولله الحمد نحن كشعبين نحظى بقيادتين تحبان شعبيها وحريصتان على أن تصلا بهما إلى بر الأمان.
من واجبنا نحن أبناء الدولتين أن نكون واعين من كل النواحي، خاصة السياسية، لنحافظ على أمان وطنينا واستقرارهما ونعزز أواصر الولاء والانتماء للوطن. في مثل هذه الظروف نحن لا نريد أن نجازف بالكثير من المكتسبات والإنجازات مقابل السير في طريق سلكته بعض الدول ولم تعرف بعد نهايته.
إن المناخ الذي نشأت فيه تلك التجارب مختلف، وبالتالي نحن نتمنى أن نعمل معا للحفاظ على مكتسباتنا وإنجازاتنا وتعزيز الأواصر التي تربط القمة والقاعدة، لنحصل على أفضل خدمة وأفضل ما يمكن أن يعيشه المواطن وتأمين البلد ضد أي تيارات قد تسير به في اتجاه غير مرغوب فيه.
أتمنى أن تتعزز المواقف المشتركة، خصوصا أنه ولله الحمد الدعم متبادل بين كلا الدولتين، وأن تتعزز العلاقات بين البرلمانيين، بحيث نحن بصفتنا ممثلين للشعوب، نحمل هذه الأمانة على عاتقينا يجب أن نكون في مستوى تطلعات الشعبين وحمل رسالتيهما ومعرفة الصالح العام، لأننا نطمح إلى الأفضل مع الاعتراف بما تحقق، وأن تطغى علينا ثقافة البناء.
وفي الختام أتمنى أن يديم الله علينا نعمة الاستقرار، لأنها أهم نعمة يمكن أن يحظى بها الشعب، وهي ترتبط بشكر الله على نعمه، ووعينا بأن يكون الولاء للوطن ومن يتحملون مسؤولية رفع رايته، وأن نؤدي دورنا على الوجه الأكمل لأنه لا يمكن أن نطالب طرفا بالتزاماته ونخل نحن بالتزاماتنا تجاه الوطن، لا ينبغي أن نسأل ماذا قدم لنا الوطن، بل أن نسأل أنفسنا ماذا قدمنا للوطن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.