استمتع جمهور منصة سلا بإيقاعات "الراب" المغربي٬ حيث أحيت نخبة من نجوم هذا اللون الموسيقي في المغرب٬ "الشحت مان" ومجموعة "آش كاين" و"دون بيغ"٬ سهرة متميزة في إطار فعاليات الدورة 12 من مهرجان "موازين..إيقاعات العالم". استمتع الجمهور الحاضر٬ الذي تشكل في معظمه من الشباب٬ بحفل متميز احتفى بإيقاعات وأنغام الموسيقى الحضرية ذات الشعبية المتنامية في المغرب. وأعطى "الشحت مان" إشارة انطلاقة الحفل٬ برقصات مثيرة صاحبتها كلمات أغان ملتزمة. وتعرف الجمهور على هذا الفنان حين كان عضوا في فرقة "كازا كرو"، قبل أن ينطلق في مسار فني خاص به سنة 2010، حيث لقي ألبومه الأول"الثوري" صدى طيبا لدى الجمهور ومنحه شهرة واسعة على الصعيد الوطني. ويتميز "الشحت مان"٬ الذي يعد مرجعا في الراب الملتزم بالمغرب٬ بشكله الذي يكسر الصور النمطية السائدة حول مظهر مغني الراب. ويواصل الراقص البارع شق طريق النجاح من خلال إصدار أغان جديدة ضمنها رغبته في مواصلة مسيرة التألق. وإثر ذلك٬ جاء الدور على مجموعة "أش كاين"٬ المكونة من خمسة أفراد يتحدرون من مدينة مكناس. وأهدت المجموعة٬ الحائزة على الجائزة الأولى في مسابقة البولفار سنة 2003 والتي تستعد لإطفاء شمعتها العاشرة٬ الجمهور الحاضر باقة من أشهر أغانيها٬ التي تمزج الأنغام الفولكلورية بالموسيقى الإلكترونية. وتدعو المجموعة من خلال أغانيها٬ "كلنا مغاربة" و"كولشي خوت" و"سمعني"٬ جمهورها الشبابي إلى التشبث بالأمل وعدم الاستسلام لدعوات العدمية. وكان مسك ختام السهرة٬ اعتلاء "دون بيغ"٬ الذي اشتهر بكلماته الصادمة وأغانيه الجادة٬ منصة سلا. وألهب أيقونة موسيقي الراب بالمغرب حماس عشاق فنه الذين حجوا بالآلاف للقائه على ضفة نهر أبي رقراق. وتحظى أغاني "البيغ"٬ لاسيما "مغاربة تالموت" و"بيض وكحل"٬ بتقدير كبير لدى عشاق الراب المغربي٬ حيث يرون فيها انعكاسا لانشغالات قطاع واسع من الشباب المغاربة. وشكل الحفل مناسبة للجمهور الشاب للقاء فنانين المفضلين٬ فيما شكل فرصة بالنسبة لكبار السن فرصة لإلقاء نظرة على هذا اللون الموسيقي٬ الذي تزداد شعبيته يوما بعد يوم في سماء الموسيقى المغربية. وهو ما يعد دليلا آخر على أن الموسيقى مفهوم واسع ومتطور لا يعترف بالحدود.