قدم شباب، يوم الخميس 23 ماي، بفاس، نتائج الدراسة التي أنجزوها حول الهدر المدرسي، خلال منتدى نظمته مديرية التربية غير النظامية لوزارة التربية الوطنية، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية. الدراسة جرت في إطار مبادرة "صوت الشباب"، التي خولت ل 24 باحثا شابا، من 6 مواقع في المغرب، فرصة لإجراء تقويم شخصي لظاهرة الهدر المدرسي، واقتراح إجراءات يعتقدون أنها قادرة على تخفيض معدل هذا الهدر. كما كان المنتدى مناسبة لتبادل وجهات نظر هؤلاء الشباب مع الجهات المعنية بهذا المجال، حول العوامل التي تؤثر في قرار الانقطاع، وكذا فرصة لهؤلاء الباحثين الشباب للتعليق على التحديات، التي يفرضها انتقال الشباب المنقطعين عن الدراسة إلى عالم الشغل والحياة العملية. ويندرج برنامج "صوت الشباب" في إطار مشروع الارتقاء بالتكوين لتقوية الأداء والنجاح (إتقان) للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) بتعاون مع وزارة التربية الوطنية، إذ يهدف هذا المنتدى إلى تقديم نتائج الدراسة، التي أجريت حول الهدر المدرسي، من طرف مجموعة من الشباب على مستوى الثانوي الإعدادي، جرى تأطيرهم بواسطة مدربين ومسؤولين محليين ووطنيين من وزارة التربية الوطنية، وفريق من الخبراء الباحثين. وأفادت الدراسة، التي قدمها الشباب خلال المنتدى الذي ترأسه مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالمغرب، دجون جرورك، ومدير التربية غير النظامية، احساين أجور، بمشاركة فاعلين وشركاء محليين وجهويين وبعض المسؤولين المركزيين لوزارة التربية الوطنية ومنظمات المجتمع المدني وغيرهم، أن هناك عدة عوامل مؤثرة تساهم في ظاهرة انقطاع المتمدرسين في العالم القروي، منها بعد المسافة عن المدرسة، وضعف وسائل النقل، ونقص الأمن، والثأثيرات السوسيو ثقافية، فيما تتجلى أسباب الانقطاع في العالم الحضري في ضعف المستوى التعليمي، ونقص الدعم البيداغوجي، وصرامة الإدارة التربوية. وخلصت الدراسة إلى أن أهم الأسباب التي تحول دون تمدرس الفتاة القروية، هي العادات والتقاليد والزواج المبكر، فيما تعتبر هذه الفتاة أن دعم الآباء والأساتذة أمر حاسم لبقائها في المدرسة. ووقف البحث على أن أزيد عن 62 في المائة من المنقطعين المستجوبين يقرون أنهم لم يتمكنوا من الحصول على عمل عندما غادروا المدرسة، و43 في المائة من المنقطعين المستجوبين غادروا المدرسة لكسب معاشهم ومساعدة أسرهم الفقيرة، ومعظم الشباب المستجوبين يصرحون أن المدرسة لا تعدهم الإعداد الكافي للبحث عن عمل والاندماج فيه. ومن النتائج العامة للبحث، يعتقد التلاميذ والمجتمع المحلي أن المدرسة لا تؤهل التلاميذ لمواجهة تحديات سوق الشغل وتحديات الحياة بصفة عامة. أما بخصوص النتائج المتعلقة بداخل المدرسة، فمردها حسب البحث إلى الفشل الدراسي الذي ينتج عن تعقد وتصلب المناهج التي لا تساير القرن 21، ونقص الدعم والمتابعة من طرف المدرسين والإدارة، وضعف العلاقات التي من المفترض أن تربط بين المدرس والتلاميذ والمجتمع المحلي، والعنف الذي أصبح سائدا في أوساط التلاميذ والعنف اللفظي للمدرسين تجاه تلاميذهم، وعدم ملاءمة البنية التحتية والتجهيزات في المدارس، ونقص التوعية ضد مخاطر الانقطاع عن الدراسة. الشباب، الذي أعد البحث، لم يفته تقديم مقترحات حلول لمحاربة الهدر المدرسي، مطالبا بالمزيد من توعية عموم الناس بمخاطر الانقطاع عن الدراسة، وتوسيع العرض التربوي المقدم من طرف مديرية التربية غير النظامية، ليشمل إعداد برامج للدعم المدرسي تساهم في تسريع التأهيل التربوي للتلاميذ في المستوى الإعدادي والثانوي، وحل قضية النقل المدرسي بمبادرات محلية. كما اقترحوا اعتماد مقاربات شاملة ومندمجة تتدخل فيها جميع القطاعات الحكومية، وتوفير برامج الدعم المدرسي على مدى السنة الدراسية، وتحسين الأداء التربوي لتلاميذ المستوى الابتدائي، وتأمين الاحتياجات من أطر التدريس في جميع المناطق، وتدريب المدرسين على تسيير الأقسام التي تشمل عددا كبيرا من التلاميذ، وإضافة سنة دراسية سابعة للسلك الابتدائي، في المواقع التي لا يوجد بها إعداديات، وتجنب تهميش بعض التلاميذ في الأقسام، وتوفير برامج تأهيلية للتلاميذ ليستطيعوا مواجهة سوق الشغل عند الانقطاع...