البعد والعنف والتحرش الجنسي أهم عوامل الهدر المدرسي في المغرب كشفت نتائج دراسة أعدها مجموعة من التلاميذ حول الهدر المدرسي أن البعد عن المدرسة ومحدودية وسائل النقل، والعنف ونقص الأمن في الطريق والتحرش الجنسي تعد من العوامل الأكثر تأثيرا على الانقطاع عن الدراسة بالنسبة للتلاميذ من الوسط القروي، كما كشفت من جانب آخر على أن نقص الدعم البيداغوجي وضعف المستوى التعليمي لدى التلاميذ فضلا عن الصرامة التي تبديها الإدارة التربوية تبقى أهم العوامل التي تؤدي إلى الانقطاع بالنسبة للتلاميذ المنتمين للوسط الحضري. وأظهرت الدراسة التي تم تقديم نتائجها مؤخرا بفاس، بعد أن كان مقررا تقديمها بالرباط في منتدى «الشباب يتحدثون»، أن العوامل السالفة الذكر تعود إلى خارج المدرسة بالنسبة للتلاميذ من الوسط القروي، فيما العكس بالنسبة للمنقطعين المستجوبين من الوسط الحضري، إذ هي عوامل توجد داخل المؤسسة التعليمية، مسجلة فيما يتعلق بعامل البعد عن المدرسة ومحدودية الولوج إليها وإلى وسائل النقل بأنها تعد أحد أبرز العناصر التي تؤدي إلى الهدر المدرسي، فضلا عن نقص الأمن في الطريق والذي تعاني منه بشكل فظيع التلميذات، وكذا العنف ونقص الأمن بجوار المؤسسة، ونقص عناية الآباء بشؤون تمدرس أبنائهم بل الموقف السلبي لهم وعدم الوعي بمخاطر الانقطاع. الدراسة التي قام بها فريق من الشباب يتألف من تلاميذ متمدرسين وآخرين منقطعين عن الدارسة ينتمون لإعداديات تتوزع على ست مناطق ويتعلق الأمر بكل من طنجة، تطوان، الراشيدية، اليوسفية، شفشاون وصفرو، وذلك في محاولة لإعطاء الفرصة للشباب وإشراكهم في مبادرة تحاول تحديد العوامل الأساسية والمؤدية للهدر المدرسي واقتراح حلول لوقف الانقطاع والوقوف على التحديات التي تواجه الشباب المنقطع على مستوى ولوجهم سوق الشغل.، شملت عينة تضم 12 جمعية، و6 منتخبين و30 شخصية حكومية و123 أبا وأما و582 شابا وشابة. ورصدت الدراسة التي تم إنجازها بدعم من مديرية التربية غير النظامية بوزارة التربية الوطنية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بالمغرب من خلال مشروعها الخاص بالارتقاء بالتكوين لتقوية الأداء والنجاح والذي يحمل اسم»إتقان»، وتحت إشراف أطر محلية ووطنية تابعة للوزارة وفريق من الخبراء الباحثين، أن متوسط عدد الإخوة والأخوات بالنسبة للعينة المستجوبة من الشابات والشبان يبلغ 5، فيما المستوى التعليمي ل82 في المائة من الأمهات و65 في المائة من الآباء لا يتعدى محو الأمية، كما سجلت أن 43 في المائة من أفراد العينة كرروا أحد الأقسام على الأقل، و20 في المائة سبق لهم أن انقطعوا لشهر على الأقل عن الدراسة. هذا واعتبرت البنات المستجوبات أن الزواج المبكر يعد سببا رئيسيا لانقطاعهن عن الدراسة، كما اعتبرن أن دعم أبائهن وأساتذتهن لهن يعد أمرا حاسما لبقائهن في المدرسة، فيما أبدين شعورا بأن زملاءهن الذكور يتمتعون بوقت أكبر للدارسة. في حين أكد الفاعلون من المجتمع المحلي على أهمية العوامل العائدة إلى النظام التعليمي ككل وعلى ضعف تواجد التعليم الأولي، كمحددات تساهم في الانقطاع عن الدراسة، التلاميذ لدراستهم،بل يجهل التلاميذ والمجتمع المحلي بالوسط القروي الشيء الكثير عن خلية اليقظة ، كما يعتقد هؤلاء أن المدرسة لا تؤهل التلاميذ لمواجهة تحديات سوق الشغل وتحديات الحياة بصفة عامة. ومقابل التوسع الذي تشهده ظاهرة الهدر المدرسي سجلت الدراسة مفارقة غريبة ،ف80 في المائة من المستجوبين مقتنعون بأن الدراسة ضرورية للحصول على عمل، كما أن نفس النسبة تعتبر بأنه يجب على الشباب أن يتابع دراساته إلى أعلى مستوى ممكن،بل ويحمل جل المتدرسين صورة إيجابية عن الدراسة والمدرسين. ولمواجهة الهدر المدرسي أكد المشاركون في هذه الدراسة على أهمية بل وضرورة توفير النقل المدرسي والتجهيزات الضرورية في المدارس والمرافق التكميلية والإطعام المدرسي والأنشطة الموازية، والعمل على تحسين إجراءات السلامة والأمن في الطرق المؤدية إلى المدرسة وفي محيطها، بالإضافة إلى توفير مساعدة مالية للآباء لتغطية مصاريف التمدرس. هذا على تعمل الإدارة التربوية على ملائمة مواقيت الدخول والخروج من المدارس مع الفصول الزمنية، والانفتاح على الفاعلين في المجتمع المحلي لضمان انخراطهم في تأهيل محيط المدرسة من أجل مساعدة التلاميذ على البقاء فيها.