طالبت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، أمس الأحد، حزب الله اللبناني بوقف تدخله في سوريا، محذرة من خطورة تحويل الصراع في هذا البلد إلى "حرب طائفية". مقاتلون في المعارضة المسلحة بسوريا (خاص) قال المراقب العام للجماعة همام سعيد في تصريح نشره الموقع الإلكتروني للجماعة "نرى أن ما يفعله حزب الله من اختراق للأراضي السورية ونقل سلاحه ومقاتليه إلى هناك يصب باتجاه تحويل القضية السورية وباتجاه جعلها حربا طائفية". وأضاف "انطلق الشعب السوري بثورته يطالب بحريته، وكان بعيدا عن كل نزعة طائفية، ولكن معركة القصير ستشعل المنطقة كلها لأثارها المدمرة، التي ستزرع في مجتمعنا الشامي أحقادا لا تمحى بعد مئات من السنين". وأوضح سعيد أن "ما يجري في بلدة القصير السورية، حيث اجتمع على أهلها الأبرياء وأطفالها ونسائها صواريخ النظام وصواريخ حزب الله، دون مراعاة لحرمة سكانها الآمنين، الذين لم يتوقعوا في يوم من الأيام أن تنزل عليهم حمم حزب الله لتذكر بما كانت تتعرض له الضاحية الجنوبية، عندما قصفها العدو الصهيوني بصواريخه وقذائفه". وطالب سعيد حزب الله بأن "يرجع إلى تبني المقاومة، التي بدأها باتجاه الكيان الصهيوني، وأن لا يسخر سلاحه باتجاهات أخرى تنقض كل ما بناه من فكر وعمل". كما طالب الشعب اللبناني أن "يقف أمام هذا التدخل السافر، الذي ستعود آثاره على لبنان وأهلها". ودعا سعيد الدول العربية إلى "إصدار نداء حاسم يدعو حزب الله للتوقف الكامل عن الدخول في أتون هذه الحرب الطائفية". وتعد القصير صلة وصل أساسية بين دمشق والساحل، وهي من أبرز معاقل المعارضة المسلحة المتبقية في محافظة حمص. ويقطنها قرابة 25 ألف نسمة. وباتت قوات النظام وحزب الله تحكم الحصار عليها من الجهات الغربية والشرقية والجنوبية. ووعد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله السبت أنصاره "بالنصر" في المعركة في سوريا حيث يقاتل الحزب اللبناني إلى جانب قوات النظام ضد المعارضة المسلحة. من جهتها، دعا الائتلاف الوطني في المعارضة السورية، أمس الأحد، مقاتلي حزب الله اللبناني الشيعي إلى الانشقاق في حين تحارب عناصره المعارضة في سوريا، ووعد أمين عام الحزب حسن نصر الله أول أمس بالنصر. وقالت المجموعة الرئيسية للمعارضة السورية "لقد أجبر (الرئيس السوري بشار) الأسد الجيش السوري على قتل المواطنين، صارفا إياه عن دوره الأساسي في حماية الشعب، ما دفع شرفاء الجيش إلى الانشقاق عنه والوقوف في جانب الحق". وأضافت "اليوم يكرر حزب الله الخطأ نفسه، فيجبر بعض أبناء لبنان على قتل السوريين، ما سيدفع دون شك الشرفاء منهم إلى اتخاذ موقف يليق بأبناء المقاومة الحقيقية". وأكد الائتلاف المجتمع في اسطنبول"حرصه على السلم الأهلي في لبنان"، مؤكدا انه "يبدي عظيم استهجانه لدعوة زعيم حزب الله إلى نقل أي خلاف داخل لبنان إلى سوريا وتصفيته فيها في موقف لا يعبر إلا عن اضطراب مطبق لبوصلة الحزب، أو يكشف أنها كانت ضائعة على طول الخط". لكن نصر الله يرفض فكرة أي تحالف مع المعارضة السورية، مؤكدا أن الحزب لا يمكنه أن يكون على نفس الجبهة مع الولاياتالمتحدة وإسرائيل والتكفيريين. وقال بيان المعارضة السورية إن نصر الله "كرر محاولاته الرامية إلى تحريض أبناء لبنان ضد السوريين الثائرين على نظام الأسد، مقامرا بأرواح شباب لبنان على ارض سورية لصالح عصابة أفسدت في الأرض وسفكت الدماء، وقدمت أبشع صورة يمكن للإرهاب أن يتمثلها".