قامت بعثة طبية من مصلحة جراحة القلب والشرايين بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمراكش، خلال الفترة ما بين 22 و26 ماي الجاري، بحملة علاجية لمرضى القلب والشرايين وتكوينية لفائدة الأطر الطبية وشبه الطبية بالمركز الوطني لأمراض القلب بنواكشوط. وقال مدير المركز الدكتور أحمد ولد أب٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ إن هذه الحملة " تأتى امتدادا لتعاون مثمر وفعال بين المركز والهيئات النظيرة له في المملكة المغربية ? وهي هيئات طالما سارعت إلى مد يد العون السخي لموريتانيا في كافة المجالات الطبية? خاصة في ما يتعلق بجراحة القلب والشرايين? انسجاما مع العلاقات التاريخية والأخوية? التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين". وأشار إلى أن مهمة البعثة تمثلت في شقين الأول علاجي وجراحي لمرضى القلب والشرايين بوحدة المركز الوطني لأمراض القلب بمستشفى الشيخ زايد٬ والثاني تكويني لفائدة الأطر الطبية وشبه الطبية والإدارية نظرا لكون البعثة كانت تضم بالإضافة إلى الأطباء الجراحين والتقنيين والممرضين إطارين الأول متخصص في تدبير المستشفيات والثاني مهندس متخصص في بناء وتجهيز المستشفيات. وأشار إلى أن العمليات الجراحية التي أجراها الفريق الطبي استهدفت بالأساس مرضى معوزين وأصحاب وضعيات استعجالية٬ مذكرا بأن المركز سبق له أن استقبل عدة بعثات طبية متخصصة من المغرب? وبلدان أخرى قدمت لمرضاه خدمات كبرى ساهمت في مساعدته على مواجهة التزايد المقلق للإصابات المرتبطة بالقلب والشرايين في البلاد خلال السنوات الأخيرة. للاشارة فإن المركز الوطني لأمراض القلب في نواكشوط يتولى القيام بالاستشارات والفحوص الطبية وإيواء المرضى٬ بينما تجرى العمليات الجراحية بوحدة تابعة للمركز بمستشفى الشيخ زايد. ومن جهته ٬ قال البروفسور الإدريسي بومزمبرة، أن الفريق الذي يشرف عليه أجرى ثماني عمليات جراحية بمساعدة فريق طبي موريتاني متكامل معظمها عمليات " قلب مفتوح" لأشخاص تراوحت أعمارهم ما بين 35 و 65 سنة٬ منهم مريض خضع لعملية توصيلة الشرايين التاجية إلى القلب بالإضافة إلى طفلة لا يتجاوز عمرها السبع سنوات٬ وهي كلها عمليات مرت في أحسن الظروف وكللت بالنجاح . وأشار إلى أن مهمة البعثة التي تندرج في إطار اتفاقية التعاون التي تربط بين المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس بمدينة مراكش والمركز الوطني لأمراض القلب بنواكشوط ٬ شملت أيضا المساهمة في التكوين المستمر للأطر الطبية وشبه الطبية للمركز سواء من خلال العمليات الجراحية التي تمت بمشاركة أطباء وممرضين وأخصائين في التخدير وجهاز القلب والرئة الاصطناعية أو المحاضرات أو الأشغال التطبيقية٬ سبيلا إلى تحسين مستواهم العلمي والتقني والنظري حتى يتمكنوا في المستقبل القريب من مباشرة مهامهم بشكل مستقل وفي أحسن الظروف. ومن جانبه ٬ أشار الدكتور محمد سعيد بلقاضي٬ المتخصص في تدبير المستشفيات٬ رئيس قسم الشؤون المهنية بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس، إلى أن مهمة الوفد المرافق للبعثة الطبية تمثلت في تكوين الأطر الإدارية للمركز والاطلاع على مشروع بناء مركز وطني مستقل لأمراض القلب بنواكشوط في أفق عام 2015 بتمويل من البنك الإسلامي للتنمية وإبداء بعض الأفكار والاقتراحات ذات الصلة. وقال " بحكم الاتفاقية التي تربط بين المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس في مراكش٬ الذي يعد معلمة طبية بالمغرب٬ والمركز الوطني لأمراض القلب في نواكشوط٬ فإننا سنعمل على مواكبة مشروع بناء مركز وطني مستقل وشامل في نواكشوط ٬ وذلك بتكوين الكفاءات الطبية وشبه الطبية والأطر الإدارية المتخصصة في تدبير المستشفيات إما في عين المكان أو في مراكش ". يذكر أن فريقا طبيا مغربيا، تحت إشراف البروفسور محمد العروسي، رئيس قسم جراحة القلب والشرايين بالمركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا بالرباط، كان أجرى في أواخر شهر دجنبر الماضي تسع عمليات جراحية "قلب مفتوح" بوحدة القلب والشرايين التابعة للمركز بمستشفى الشيخ زايد بالعاصمة الموريتانية لفائدة المعوزين وذوي الدخل المحدود.