غادر الزجال والشاعر الغنائي المغربي، عمر التلباني، أخيرا، المستشفى، بعد خضوعه لعملية جراحية كللت بالنجاح. عمر التلباني (خاص) وقال الشاعر الغنائي محمد الكزار إن التلباني بدأ يتماثل للشفاء، وحالته الصحية باتت مستقرة بعد العملية الجراحية التي أجراها أخيرا، في مصحة خاصة بحي المعاريف بالدارالبيضاء، مشيرا، في تصريح ل"المغربية"، إلى أن مبدع الأغنية الشهيرة "الله حي" يتمتع بمعنويات عالية، رغم محنته مع مرض الفشل الكلوي، بفضل الدعم المعنوي الذي لقيه من بعض الفنانين، خصوصا عبد الهادي بلخياط. وأشار الكزار إلى أن" بلخياط لم يتأخر في مد يد العون للتلباني، الذي اجتاز في صمت وصبر محنته الصحية"، التي ألزمته الفراش، وأدخلته العناية المركزة أكثر من مرة، مضيفا أن العديد من الفنانين أبدوا استعدادهم لمساندة الفنان ماديا ومعنويا، خصوصا الموسيقار عبد الوهاب الدكالي، الذي غنى من كلمات التلباني أغنية "سوق البشرية"، وحصل من خلالها على جائزة الأغنية العربية من القاهرة. ويعد عمر التلباني، حسب الكزار، من أبرز الشعراء الغنائيين المغاربة، الذين أبدعوا على مدى أربعين سنة في مختلف الأصناف الشعرية، العاطفية والوطنية، وتغنى بقصائده الزجلية أشهر الفنانين المغاربة، وهو من الشعراء الذين احتفظوا ببصمة شعرية مميزة، وبمفردة لغوية عميقة الدلالة، تتصل بالمعاني الفلسفية والروحية العميقة، وتتميز تجربته الشعرية بوعي عميق بالحاضر. كما يعد التلباني من أهم الزجالين المغاربة، الذين أغنوا ريبرتوار الأغنية المغربية بأجمل القطع الغنائية، خصوصا "سوق البشرية"، التي دفعت بالباحثة الجامعية نعيمة الواجيدي إلى إنجاز دراسة مهمة، تحت عنوان "النص الزجلي في الأغنية المغربية: سوق البشرية نموذجا". وبدأ التلباني مساره الفني رفقة الفنان أنور حكيم، منذ سنة 1967، وتعامل مع كبار الفنانين المغاربة أمثال عبد الهادي بلخياط، والراحل محمد الحياني، وعبد الوهاب الدكالي، وعزيزة جلال، وسعاد محمد، ومن أشعاره "الله حي"، و"الشمس والغربال"، و"مالك هكذا يا إنسان"، و"لا تعاتبني"، وكلها أغان لحناها وأداها الموسيقار عبد الوهاب الدكالي.