خضع الشاعر الغنائي عمر التلباني يوم الخميس الماضي بإحدى مصحات مدينة الدارالبيضاء لعملية جراحية من أجل استئصال كليته اليسرى المريضة التي لم ينفع معها علاج. ومن المنتظر أن يخضع في الأيام المقبلة لعملية جراحية للكلية اليمنى من أجل تفتيت حصواتها وأملا في تأدية وظيفتها على أحسن وجه. ويأمل عمر التلباني أن يعيد إليه هذا التدخل الطبي بعضا من عافيته ويخفف عنه آلام المرض الذي عانى منه لسنوات ومشاق عملية تصفية الكلى المكلفة جسديا ونفسيا وحتى ماديا، فرغم توفره على التغطية الصحية في إطار تعاضدية الموظفين و«الكنوبس» فإن تكاليف الاستشفاء والعلاج تستنزف مصاريف مهمة من ميزانيته وميزانية أسرته المحدودة. ورغم معاناته الجسدية والمادية فإن عمر التلباني ظل يكابد ويصارع المرض لوحده مانعه من الشكوى من الألم وضيق الحال أنفته وكبرياؤه المعروف بهما. هو الشاعر المبدع الذي أعطى من روحه وعمره أجمل الإبداعات المغربية ولم ينل إلا القليل مما يستحقه من اعتراف وتقدير. واليوم وهو في هذه الوضعية الصحية الصعبة والحرجة وإن لم يطلب ذلك فإنه في حاجة إلى التفاتة عاجلة تخفف عنه بعضا من معاناته التي تضاعفت مع مر السنين، البداية كانت من الفنان الكبير عبد الهادي بلخياط الذي زار عمر التلباني في بيته وكان عونه في دخوله المستشفى والاستشفاء والأمل كل الأمل أن يهب جميع الفنانين سواء الذين كتب لهم الروائع أو حتى الذين لم يكتب لهم من أجل إنقاذ حياة هذا الشاعر المتميز، عبر التفاتة مادية ومعنوية تكرمه وتعيد إليه الاعتبار هو، الذي لم يفقد يوما الاعتبار والاحترام والتقدير حتى في أصعب الحالات. جدير ذكره أن عمر التلباني كاتب الكلمات والشاعر الغنائي المتميز قد بدأ مشواره في منتصف السبعينيات وقد كتب لأبرز الأسماء الفنية المغربية، عبد الهادي بلخياط، محمود الإدريسي، سميرة سعيد، وأبرز الملحنين حسن القدميري، محمد بنعبد السلام، سعد الشرايبي وعبد النبي الجيراري، إلأ أنه لمع أكثر مع الموسيقار والمطرب عبد الوهاب الدكالي الذي كتب له أغنية «سوق البشرية» وتوجت بالجائزة الكبرى لمهرجان القاهرة الغنائي.