من المفترض أن يكون المخرج المغربي نبيل عيوش، عرض أمس الأربعاء، فيلمه الجديد "يا خيل الله" بسيدي مومن، بدعم من مؤسسة "علي زاوا" وبحضور عائلات ضحايا التفجيرات الإرهابية، التي هزت المدينة في 16 ماي 2003. نبيل عيوش رفقة أبطال فيلم 'يا خيل الله' (سوري) وفي إطار اهتمام مؤسسة "علي زاوا" بالأحياء الهامشية، ستنظم دار "cmooa" اليوم الخميس، مزادا لبيع 66 عملا فنيا من إنجاز 41 فنانا مغربيا وأجنبيا، لبناء مركز ثقافي بسيدي مومن. وجاء في بلاغ لمؤسسة "علي زاوا"، توصلت "المغربية" بنسخة منه، أن الأعمال التي ستعرض للبيع تشمل لوحات ومنحوتات مهداة من طرف فنانين وأروقة وجامعي التحف. وتحمل اللوحات المعروضة للبيع توقيعات فنانين كبار، منهم ماحي بنبين، وبوشتى الحياني، ومحمد الباز، وأندري الباز، والمهدي قطبي، ويونس خرساني، وبوشعيب هبولي، وأحلام لمسفر، ولمياء سكيرج، وفؤاد بلامين، ومحمد أبو الوقار. من جهته، قال المخرج نبيل عيوش إن عرض "يا خيل الله" بسيدي مومن يندرج في إطار الاهتمام بالحي، الذي استلهم منه أحداث فيلمه، الذي عرض بمختلف العواصم العالمية، وسكانه، الذين قال إنه يكن لهم الكثير من الاحترام والتقدير، مشيرا، في تصريح ل"المغربية" إلى أنه حاول من خلال الفيلم تسليط الضوء على أسباب التطرف، والكشف عن التناقضات التي يعيشها سكان الفضاءات الهامشية. ورغم أن موضوع فيلم "يا خيل الله" مستوحى من الاعتداءات الإرهابية بالدارالبيضاء، إلا أن عيوش أكد ل"المغربية" أن تلك التفجيرات لم تكن هي محور اهتمامه، بقدر ما كان يهمه الشباب الذين نفذوها، موضحا أنه حاول النفاذ إلى دواخلهم، لمعرفة الأسباب الموضوعية والذاتية التي حولتهم إلى "انتحاريين". وقال "بعدما توقع الجميع أن تفجيرات 16 ماي 2003 كانت من تنفيذ إرهابيين محترفين، فوجئنا بأنهم مجرد شباب يعيشون في أحياء هامشية، كنت صورت فيها مشاهد مهمة من فيلم "علي زاوا"، الذي كان من الممكن أن يتحول أبطاله إلى انتحاريين، وهذا ما دفعني إلى إخراج الفيلم". وأضاف عيوش أن ما يهمه كسينمائي، هو رصد الواقع، من خلال حالات إنسانية مثل حالة هؤلاء الشباب الذين كانوا أطفالا قبل أن يصبحوا شبابا يافعين، مبرزا أن ما أراده من خلال الفيلم هو تسليط الضوء على دواخلهم، ومدى تأثرهم بالمجتمع الذي ساهم في تحويلهم إلى انتحاريين. فالتهميش والبؤس مسؤولان عن التطرف في فيلم "يا خيل الله". وأوضح أنه كان عليه أخذ الوقت الكافي للاقتراب أكثر من واقع هؤلاء الشباب، من خلال زيارات ميدانية لأهاليهم، حتى يضفي المصداقية على وقائع الفيلم، رغم أنه استند إلى رواية ماحي بنبين "نجوم سيدي مومن"، لأنه وجد فيها أشياء كان يريد قولها في الفيلم.