بعد فوز فيلمه الجديد "يا خيل الله" على جائزة "فرانسوا شالي" من "كان"، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة للمهرجان الدولي للفيلم الفرانكفوني بنامور، واصل المخرج المغربي نبيل عيوش فوزه بمختلف الجوائز الدولية بحصوله على الجائزة الكبرى للدورة 57 للأسبوع الدولي للسينما ببلد الوليد٬ الذي اختتمت فعالياته، مساء أول أمس السبت. نبيل عيوش وفي هذا السياق، عبر المخرج المغربي نبيل عيوش عن سعادته بهذا التتويج الذي اعتبره تتويجا للسينما المغربية، مشيرا في تصريح ل"المغربية" إلى أنه فخور بتمثيل الفن السابع المغربي في مختلف المهرجانات الدولية، قائلا "لا أستطيع أن أصف إحساس مخرج اختير فيلمه للفوز بالجائزة الكبرى من مهرجان أوروبي مهم يحظى بحضور عدد مهم من صناع السينما، مخرجون، ومنتجون، وممثلون، ونقاد، وصحافيون، في لقاءات لا تتكرر إلا نادرا". ورغم أن موضوع فيلم "يا خيل الله" مستوحى من الاعتداءات الإرهابية التي عاشتها الدارالبيضاء، إلا أن عيوش أكد ل"المغربية" أن تفجيرات الدارالبيضاء لم تكن هي محور اهتمامه بقدر ما كان يهمه الشباب الذين نفذوها، موضحا أنه حاول النفاذ إلى دواخلهم، لمعرفة الأسباب الموضوعية والذاتية التي حولتهم إلى "انتحاريين". قائلا "بعدما توقع الجميع أن تفجيرات 16 ماي 2003، كانت من تنفيذ إرهابيين محترفين، فوجئنا بأنهم مجرد شباب يعيشون في أحياء هامشية، كنت صورت فيها مشاهد مهمة من فيلم "علي زاوا"، الذي كان من الممكن أن يتحول أبطاله إلى انتحاريين، وهذا ما دفعني إلى إخراج الفيلم". وأضاف عيوش أن ما يهمه كسينمائي، هو رصد الواقع، من خلال حالات إنسانية مثل حالة هؤلاء الشباب الذين كانوا أطفالا قبل أن يصبحوا شبابا يافعين، مبرزا أن ما أراده من خلال الفيلم هو تسليط الضوء على دواخلهم، ومدى تأثرهم بالمجتمع الذي ساهم في تحويلهم إلى انتحاريين. فالتهميش والبؤس مسؤولان عن التطرف في فيلم "يا خيل الله". وأوضح عيوش أنه كان عليه أخذ الوقت الكافي للاقتراب أكثر من واقع هؤلاء الشباب، من خلال زيارات ميدانية لأهاليهم، حتى يضفي المصداقية على وقائع الفيلم، رغم أنه استند إلى رواية ماحي بنبين "نجوم سيدي مومن" لأنه وجد فيها أشياء كان يريد قولها في الفيلم، مشيرا إلى أن عملية اختيار الممثلين أخذت منه وقتا طويلا لأنه لم يعتمد على وجوه معروفة في الساحة الفنية. وكشف عيوش أن ميزانية الفيلم تجاوزت 2.5 مليار سنتيم، وأنه استفاد من الدعم الذي يقدمه المركز السينمائي المغربي، مؤكدا أن الميزانية المرصودة للفيلم كانت كافية، حيث إنه تمكن من تصوير كل المشاهد التي برمجها، بما فيها مشهد جوي استعان فيه بطائرة من نوع هيلكوبتر، وهي المرة الأولى التي تستعمل فيها هيلكوبتر في تصوير فيلم مغربي، كما أنه أنجز العديد من المؤثرات البصرية في بلجيكا وفرنسا.