ينظم كبار الفنانين المغاربة مزاداً علنياً لبعض أعمالهم الفنية، التي سيعود ريعها لفائدة أبناء حي سيدي مومن بالدارالبيضاء، والذي أفرز 14 انتحارياً نفذوا قبل عشر سنوات تفجيرات خلفت 41 قتيلاً. يأتي هذا الحدث ليعيد سيدي مومن إلى واجهة الأحداث الثقافية، وذلك بمناسبة ذكرى 16 مايو/أيار التي هزت مدينة الدارالبيضاء سنة 2003، التي تناولها فيلم "ياخيل الله" للمخرج نبيل عيوش والمعروض حالياً بالقاعات السينمائية المغربية. الشريط يحكي كيف تحول أطفال هذا الحي الصفيحي إلى مجموعة من القنابل البشرية المتفجرة، واستند في ذلك إلى رواية "نجوم من سيدي مومن"، للفنان التشكيلي والكاتب ماحي بنبين، ويرصد الفيلم مسارات 4 شباب يعيشون في ظروف الفاقة والفقر والتهميش. معايشة صاحب الرواية والمخرج لحالة البؤس والبطالة في أوساط الشباب ومظاهر الانحراف بمختلف أشكاله، هي التي جعلتهم يقدمون على تنظيم هذا الحدث الذي سيهدى ريعه لبناء مركز ثقافي وفني يساهم في إخراج المنطقة من هامشيتها. وقال نبيل عيوش "إنه خلال السنتين اللتين قضاهما في إعداد فيلم "يا خيل الله"، أدرك حجم العزلة التي يوجد فيها حي سيدي مومن في علاقته بباقي المدينة، لتحصل له القناعة أن وضعاً كهذا لا يمكن إلا أن يدفع الناس نحو ردود فعل سلبية". وأكد أن رد الاعتبار للساكنين ولأبنائها لا يتم إلا من خلال تنمية المنطقة، وفي أن تتوافر لهم شروط حياة أفضل، من ضمن عناصرها مشاريع توفر للشباب التعبير عن أنفسهم وتسهم في تفجير مواهبهم وطاقاتهم. وأضاف "بعد أن قمت بالاتصال بكبار الفنانين المغاربة المعاصرين للمساهمة بعمل فني أو أكثر، تباع في مزاد علني تخصص مداخيله لبناء مركز ثقافي فني بالحي، كان رد فعلهم إيجابياً". وأوضح عيوش أن بعض الفنانين عبروا عن استعدادهم لتخصيص جزء من وقتهم لتأطير ورشات فنية لفائدة الشباب، لإيمانهم بقيم التضامن الإنساني والثقافي في تأمين مستقبل البلد. ويشارك في هذا المزاد 41 فناناً بأعمال ذات قيمة جمالية عالية، تصل في مجملها إلى 66 عملاً، ضمنها قطع نادرة مهداة من طرف عشاق وجامعي التحف الفنية، فضلاً عن أشكال أخرى تنتمي للفتوغرافيا، التشكيل والنحث. ومن الأسماء المشاركة في هذه المبادرة المنظمة من طرف مؤسسة "علي زاوا" الخيرية، نذكر محمد لمليحي، ماحي بنبين، محمد الباز، أندري الباز، المهدي قطبي، محمد المرابطي، فلورانس أورنولد، منير الفاطمي، بوشتى الحياني، لمياء السكيرج، أحلام لمسفر، نور الدين شاطر، حسن بورقية، سبحان آدام، بوشعيب هبولي وآخرين.