أكدت مؤسسة "إدريس بنزكري لحقوق الإنسان والديمقراطية " أن الطريقة التي وقع بها الاعتداء على قبر الراحل تؤشر بجلاء "على النية الإجرامية للذين أقدموا على هذا الفعل الشنيع" معلنة أن الهدف من وراء الاعتداء هو "المس بذاكرة الفقيد كرمز للنضال الحقوقي بالمغرب ومعلمته الأساسية، خاصة في علاقة بملفات الانتهاكات الجسيمة، وبمسار العدالة الانتقالية وطي صفحة الماضي الأليمة، والتطلع إلى مستقبل أفضل من أجل صيانة واحترام الحقوق الفردية والكرامة الإنسانية". وأدانت المؤسسة، في بيان توصلت "المغربية" بنسخة منه، الاعتداء على قبر الراحل في أواخر أبريل الماضي، محملة المسؤولية المباشرة في وقوعه " إلى كل من يحرض ويغذي ثقافة الإقصاء والتكفير". وناشدت المؤسسة السلطات لتتحمل "مسؤوليتها من أجل الكشف عن مرتكبي هذا النوع من التصرفات والأفعال المشينة، وحتى تضع الجميع أمام مسؤولياته، وتقع المحاسبة الصارمة لمقترفي هذا الفعل الإجرامي"، مضيفة أنها تقدمت بشكاية ضد مجهول إلى النيابة العامة المختصة، بعد أن أرسلت من يمثلها للوقوف في عين المكان على ما جرى إثر ورود خبر الاعتداء الشنيع على قبر الراحل. وسجلت المؤسسة أن "هذا الفعل الإجرامي اقترف أياما قبل حلول الذكرى السنوية لرحيل الفقيد"، موجهة نداء "بأن يكون للذكرى هذه السنة طابع خاص، يتذكر فيه الجميع مضمون القيم التي ناضل من أجلها الفقيد خلال مسيرته النضالية، من أجل حماية الحريات الفردية والفكرية والسياسية والنهوض بها في ظل الاحترام الكامل للكرامة الإنسانية". يذكر أن قبر الراحل إدريس بنزكري تعرض للتخريب يوم 29 أبريل الماضي من طرف جهات مجهولة، إذ جرى تكسير شاهد قبره الموجود بقرية أيت واحي، قرب مدينة تيفلت، لأسباب تظل مجهولة لحد الآن. ويعد الراحل بنزكري، الذي تحل ذكرى وفاته يوم 20 ماي، من رواد حقوق الإنسان بالمغرب، الذين ساهموا في رد الاعتبار لضحايا سنوات الرصاص، من خلال قيادته هيئة الإنصاف والمصالحة، التي كلفت بجبر الضرر لهؤلاء الضحايا. وتوفي بنزكري، المعتقل السياسي السابق، يوم 20 أبريل سنة 2007، عن عمر يناهز 57 سنة، بعد تتويج مساره عبر رئاسة هيئة الإنصاف والمصالحة، ورئاسة المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، بطي ملفات الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وطي صفحة الماضي الأليمة والتطلع إلى مستقبل أفضل، تصان وتحترم فيه الحقوق الفردية والكرامة الإنسانية.