قبر الراحل يتعرض للتخريب والتشويه على بعد أيام قليلة من ذكرى وفاته، تعرض قبر إدريس بنزكري، مهندس المصالحة بالمغرب، لعملية تخريب وتشويه مقصودة، طالت شاهد القبر الذي يأوي رفات المرحوم وتم تكسير اللوحة الرخامية التي تتضمن معلومات عن الفقيد. ولم تتوصل الجهات الرسمية إلى حدود اليوم بالشخص أو الجهة التي كانت وراء هذا التخريب، في الوقت الذي تضاربت فيه التأويلات بخصوص هذه العملية. وقد تم اكتشاف عملية تخريب قبر الراحل إدريس بنزكري، الذي دفن بمسقط رأسه بقرية أيت واحي بنواحي مدينة تيفلت، الاثنين الماضي، حسب ما نقلته وسائل إعلامية على لسان الشقيق الأصغر للراحل، والذي أضاف أن مصالح الدرك الملكي أبلغت الأسرة بما تعرض له قبر الفقيد من تخريب وتشويه لمعالمه. وترجح كثير من المصادر أن يكون العمل التخريبي لقبر مهندس المصالحة بالمغرب «عملا مقصودا» في هذا الظرف بالذات، خصوصا وأن بعد أقل من ثلاثة أسابيع ستحل الذكرى السادسة لرحيل إدريس بنزكري، الذي شغل منصب رئيس هيئة الإنصاف والمصالحة، قبل أن يعين رئيسا للمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان. وتواصل السلطات المعنية تحرياتها للوصول إلى الفاعل أو الجهة التي تقف وراء العملية، خصوصا وأن عملية التخريب لم تطل القبور المجاورة، خصوصا قبر والدة الفقيد الذي أوصى أن يدفن بجوارها. في الوقت الذي تستبعد فيه أسرة بنزكري أن تكون العوامل الطبيعية هي السبب في التخريب الذي طال قبره. وعلى إثر هذا العمل نددت العديد من المنظمات والفعاليات الحقوقية، محليا ووطنيا، بما أسمته «العمل الجبان» الذي استهدف واحدا من رموز الدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب وقائد المصالحة والإنصاف، معتبرين أن هذا الفعل يضرب في العمق الموروث النضالي للمغرب. وأدان بلاغ لفرع المركز المغربي لحقوق الناس بالخميسات هذا الفعل الذي وصفه ب»السلوك الجبان» الذي لا يقوى على المجابهة الفكرية، معتبرا ذلك نوعا من الإرهاب، مستهجنا في نفس الوقت العبث بمقابر الأموات عموما ومقابر المناضلين خصوصا. وطالب البلاغ بفتح تحقيق صارم وسريع في الحادث لمعاقبة المتسببين في هذا الفعل المستفز، داعيا إلى حماية حرمة المقابر، وإعادة بناء قبر المرحوم بنزكري بما يليق وتاريخه وشخصيته التي أثرت في بناء تاريخ المغرب المعاصر.