يواجه سكان إقليم فكيك متاعب كبيرة بسبب عدم توفر الأطر الصحية الضرورية في مستشفى الإقليم، ما يعسر الولوج إلى الخدمات الصحية، خصوصا بالمناطق القروية بين الرحل حسب ما كشفت عنه أشغال قافلة طبية، نظمت في إقليم فكيك وبوعرفة، بين 10 و12 ماي الجاري، من قبل نسيج جمعوي متكون من 13 جمعية مدنية وحقوقية. وتبرز معاناة سكان الإقليم في مجال الصحة مع وجود طبيب واحد، يعمل رفقة زوجته الطبيبة في تقديم بعض الخدمات الصحية للمواطنين، في حين ينعدم الأطباء المتخصصون، مع غياب مركز للكشف الإشعاعي والبيولوجي، ما برر الإقبال المكثف على الخدمات الصحية للقافلة. ومن المفارقات في المجال أن الإقليم يتوفر على بنايات صحية، وصفها الأطباء المشاركون في القافلة بأنها قادرة على استقبال مرضى فكيك، وتقديم الخدمات الطبية في جميع التخصصات، سيما أنها تتضمن قاعة جراحة، تحتاج إلى تشغيل، وأجهزة ومعدات طبية، منها ما تعود ملكيته إلى وزارة الصحة، وكثير منها قادمة من تبرعات وهبات في إطار شراكات وتوأمة بين الجمعيات المحلية وجمعيات أجنبية. وشدد سكان المدينة، سواء خلال انتظار أدوارهم للاستفادة من حصص الفحص الطبي أو خلال لقاء "المغربية" ببعض ممثلي المجتمع المدني، على اتخاذ جميع الإجراءات والتدابير التحفيزية، المادية والمعنوية للأطباء والممرضين للاشتغال في الإقليم، علما أن إقليم فكيك يطعم الجسم الطبي المغربي ب400 طبيب. ومن أكثر التخصصات الطبية التي لاقت إقبالا من قبل المواطنين خلال وجود القافلة، أمراض النساء والعيون والجهاز الهضمي والعظام والسكري وطب الأطفال، وأمراض الأعصاب والطب النفسي. واستطاع أطباء القافلة التخفيف من المعاناة الصحية لسكان الإقليم، إذ نظمت عمليات إعذار على أيدي أطباء جراحين، كما أجريت 8 عمليات للجراحة التقويمية والتجميلية لأطفال يشكون التشوه الخلقي المعروف بتشقق الشفة الأرنبية، ما زرع البسمة في وجوه العائلات. وأجريت هذه العمليات الجراحية في مستشفى بوعرفة، على بعد أزيد من 100 كلم من فكيك، لتوفر هذا المستشفى على غرفة خاصة بالعمليات الجراحية. واختتم النسيج الجمعوي القافلة الطبية بتنظيم زيارة إلى قرية تازمامارت، والتقى أعضاء القافلة بسكان القرية، أطفالا وشيوخا ونساء. وفي مبادرة لتكريم سكان قرية تازمامارت، وزعت هدايا رمزية على تلاميذ المؤسسة التعليمية في القرية، عبارة عن محافظ مدرسية وملابس، كما جرى تمكين ممرضة مستشفى القرية من مجموعة من الأدوية، لتوزيعها على مرضى القرية بشكل مجاني حسب ظروفهم الصحية. ومن أكثر المطالب التي شدد عليها سكان القرية، في حديثهم إلى "المغربية"، النهوض بأوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية، واتخاذ قرارات جريئة لتنمية القرية سواء عبر جعل مستوصف القرية قابلا لاستقبال المرضى، من خلال ربطه بالماء والكهرباء، وتمكينه من الأطر الطبية، أو في مجال التعليم، من خلال توفير جميع الوسائل الضرورية، مع تعبيد الطرق المؤدية إلى القرية، ومساعدة السكان على تجاوز ظروفهم المادية الصعبة.