نظمت "الجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب"، خلال ما يعرف بسنوات الرصاص، رفقة نسيج جمعوي طبي واسع، قافلة طبية وحقوقية إلى إقليم فكيك، انطلقت أول أمس الخميس، وتمتد حتى يوم غد الأحد وذلك بمشاركة 13 جمعية طبية، ومؤسسة محمد الخامس للتضامن، ومجموعة من المحسنين والمتطوعين، وأطباء من فرنسا وألمانيا. وتشمل القافلة تقديم خدمات الفحص الطبي، وإجراء عمليات جراحية، وتوزيع أدوية على المرضى، وتنظيم حصص في التوعية الصحية، مع زيارة قرية تازمامارت، حيث ستوزع أدوية ومساعدات غذائية. ويساهم في القافلة قرابة 60 طبيبا من عدد من المدن المغربية، من مختلف التخصصات الطبية، سيما تلك المرتبطة بأمراض وجراحة القلب، وأمراض النساء والتوليد، وطب الأطفال، وطب العيون، وأمراض الجلد، والأنف والأذن والحنجرة، وأمراض الحساسية والتنفسية، والفحص بالصدى، وأمراض وجراحة الأسنان، والطب النفسي. كما انضم إلى هذه التخصصات أطباء الجراحة العامة، وجراحة الجهاز البولي، وأمراض العظام والمفاصل، وجراحة النساء، والجراحة التقويمية والتجميلية، مع إجراء فحوصات مبكرة عن داء السيدا، وأمراض العيون، واختصاصيين في تصحيح البصر، مع شاركة مشاركة اختصاصيين في معالجة العظام من فرنسا، واختصاصي في الترويض الطبي، وجراحة أمراض الفم، وأطر في التمريض متخصصين في الإنعاش والجراحة. وشهدت القافلة مشاركة نسائية لافتة للنظر، في ظل توفر مستوصف صحي واحد في مدينة فكيك وطبيب واحد، يغطي الخدمات الصحية لجميع سكان المدينة. وعقب إعطاء الانطلاقة الرسمية لأيام القافلة الطبية من قبل إدريس بن حدو، عامل إقليم فكيك، بحضور عدد من ممثلي السلطات المحلية، وزع منظمو القافلة الطبية والحقوقية المهام على الأطباء والممرضين، الذين انتظموا في فرق عمل موزعة على عدد من المناطق، فانتقل اختصاصيون في أمراض القلب والجهاز الهضمي وأمراض العيون إلى مدينة فكيك لتقديم الفحوصات الطبية، وأجريت في مدينة بوعرفة فحوصات خاصة بمجال التوليد والنساء والطب النفسي والروماتيزم، كما استفاد بعض المرضى من عمليات تجميلية وتقويمية، وأجريت فحوصات خاصة بالأنف والأذن والحنجرة. وفي منطقة تندرارة، اشتغل أطباء أمراض السكري والفحص بالصدى والجراحة، بينما قدمت فحوصات طبية في منطقة معتركة، خاصة بأمراض الجهاز الهضمي وأمراض التنفس، وأمراض الروماتيزم وأمراض القلب. وقال الدكتور عبد الكريم المانوزي، رئيس "الجمعية الطبية لإعادة تأهيل ضحايا التعذيب"، في تصريح ل"المغربية"، إن المنطقة التي حلت بها القافلة الطبية والحقوقية تكتسي خصوصية، سواء في قطاع الصحة أو التعليم، خاصة أنها تشهد خصاصا في عدد من مناحي التنمية. وأوضح أن "الإقليم يشهد خصاصا كبيرا في مجال الخدمات الصحية، إذ لا تتوفر فكيك سوى على طبيب واحد ل12 ألف من السكان، ما يفرض إحالة المرضى على مستشفى بوعرفة، وقطع أزيد من 100 كيلومتر، في غياب وسائل النقل العمومية، فضلا عن غياب عدد من التخصصات الطبية، وافتقار المستشفيات للعناصر البشرية، من أطباء وأطر التمريض، وتوفر بعض المعدات الطبية دون وجود من يشغلها". واعتبر المانوزي أن الجهات المسؤولة مدعوة إلى تحمل مسؤوليتها في تنمية المناطق النائية، وإجراء دراسة علمية حول المجال الصحي فيها لتعيين الأطباء وباقي الأطر العاملة في قطاع الصحة، ومنح تحفيزات مالية ومعنوية لمختلف الأطر، التي تشتغل في المناطق النائية، وتمتيعها بامتيازات في عقود العمل. يشار إلى أن عامل إقليم بوعرفة نوه بعمل الأطباء وأعضاء القافلة الطبية، خلال كلمته لإعطاء الانطلاقة الرسمية لأشغال القافلة، ووصفهم ب"المشاركين والفاعلين في المبادرات الإنسانية، للمساعدة على التنمية الصحية، والمساهمة في شفاء المرضى، وتوفير الخدمات للمواطنين في إطار من التضامن والتآزر"، مؤكدا على الحاجة إلى مثل هذه المبادرات والحملات الطبية لأكثر من مرة في السنة، للمساهمة في تغطية الخصاص. وأوضح أن المنطقة تشهد توافد جمعيات وطنية ودولية لتقديم العون إلى العاملين فيها، إلى جانب المساعدات والمشاريع التي تقدمها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، معلنا عن اقتراب افتتاح مستشفى في كل من فكيك وتالسينت. من جهته، أفاد الدكتور الجمالي حسن، عضو في الجمعية الطبية لفكيك، في كلمته الافتتاحية لأشغال القافلة، أن مواطني الإقليم يحتاجون إلى التزود بالأدوية، وإلى الاستفادة من حصص للتوعية والتحسيس الصحي، مبينا أن مجموعة من الأطباء ينظمون قوافل طبية منتظمة إلى المنطقة، في مختلف التخصصات الطبية، تسمح للمواطنين بالاستفادة من فحوصات وعمليات جراحية، حتى المعقدة منها، مثل جراحة القلب، يشرف عليها أساتذة مبرزون في كليات الطب، وجمعية الأعمال الخيرية لأمراض القلب، إلى جانب حمل بعض المعدات الطبية، غير المتوفرة في الإقليم. وذكر أن الحملات الطبية تعمل على نشر الوعي الصحي بين سكان المنطقة، وسبل الوقاية من أمراض كثيرة.