أبرز سفير المغرب في مالي، حسن الناصري٬ مساء يوم الأربعاء المنصرم، في منتدى للقادة الشباب والفاعلين الجمعويين في مالي٬ الجهود التي تبذلها المملكة، من أجل تحقيق التكامل بين الدول الإفريقية وتعزيز التعاون جنوب- جنوب. وذكر الناصري، خلال عرض قدمه حول نشأة الحركة الإفريقية٬ بالجهود المبذولة من طرف المغرب٬ إبان فترة حكم المغفور له محمد الخامس٬ إلى جانب القادة الأفارقة بغية إرساء نظام ملائم للتعاون بين الدول الإفريقية يقوم على قيم الوحدة والتشارك والتكامل والاستجابة لتطلعات الشعوب الإفريقية في مجالات السلم والاستقرار والتنمية. وفي هذا الصدد٬ أشار الدبلوماسي المغربي، خلال هذا اللقاء، المنظم من طرف الفرع المحلي "للغرفة الشابة الدولية"٬ وهي فيدرالية دولية تضم في عضويتها أكثر من مائتي ألف شاب مهني ومقاول ما بين 18 و40 سنة وذات تمثيلية لدى الأممالمتحدة والمنظمات الدولية٬ إلى المحطات البارزة للمسلسل، الذي قاد إلى إحداث منظمة الوحدة الإفريقية سنة 1963، التي كان المغرب بلدا مؤسسا لها٬ مرورا بالمجهودات المبذولة من طرف المغفور له محمد الخامس من خلال مجموعة الدارالبيضاء (1961) التي أعطت الدفعة الأولى، لإرساء منظمة قارية لمواجهة تحديات مرحلة ما بعد الاستقلال. وتابع أن المنظمة التي أحدثت خلال القمة التي انعقدت ما بين 22 و26 ماي من سنة 1961 بأديس أبابا٬ وضعت كهدف لها توحيد طاقات الدول الإفريقية بغية الوصول تدريجيا إلى تحقيق اندماج سياسي واقتصادي وثقافي. وأكد الناصري أنه رغم انسحابه من منظمة الوحدة الإفريقية بعد قبولها غير القانوني وغير المفهوم للكيان الوهمي سنة 1984، واصل المغرب تطوير علاقات التعاون الثنائي مع مجموع الشركاء الأفارقة. وأبرز، بهذه المناسبة، اتفاقات الشراكة المتعددة التي تربط المملكة وأشقاءها الأفارقة في مختلف المجالات٬ مؤكدا أن علاقات التعاون المتميزة والمربحة للطرفين تجد ترجمة لها في الحضور المتزايد للشركات المغربية في مختلف الدول الإفريقية٬ وهو ما يجعل من المغرب ثاني أكبر مستثمر إفريقي في الدول الإفريقية جنوب الصحراء. وأكد الديبلوماسي المغربي أن زيارات الدولة المثمرة التي أجراها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للدول الإفريقية الشقيقة والصديقة، مكنت من تمتين تلك الروابط٬ وتعزيز انخراط المغرب في فضائه الإفريقي.