تشهد الصويرة٬ أخيرا٬ تطورا ملحوظا في عدد الرحلات التي تؤمن الربط الجوي بالعديد من الوجهات الأوروبية٬ ما يساهم في الرفع من استقطاب الإقليم لفئات عديدة من السياح الوافدين٬ يراهن الفاعلون المحليون في القطاع السياحي على وجودها من أجل تطوير السياحة بالإقليم. تمكن الدينامية التي يعرفها الإقليم على مستوى تطور عدد الرحلات الجوية الرابطة بين الصويرة وعدد من الوجهات الدولية٬ من تأهيل الصويرة لاستقبال توافد سياحي مهم يجعل منها وجهة سياحية قائمة بذاتها عوض اقتصارها ولفترة٬ على أن تكون وجهة عبور. ويشكل الخطان الجويان اللذان جرى تدشينهما، أول أمس الأربعاء، بمطار الصويرة موكادور٬ خطوة جديدة في تعزيز عرض النقل الجوي الذي تقدمه المدينة لفائدة السياح٬ حيث حطت طائرتان تابعتان لشركة الخطوط الجوية المنخفضة التكلفة "رايان إير"٬ بالمطار٬ وعلى متنهما ما مجموعه 170 سائحا٬ قادمتان من بروكسيل ومارسيليا. وقال مدير مطار الصويرة موكادور، مجد الراضي٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش حفل تدشين أول خطين جويين لشركة "رايان إير" لربط الصويرة بعدد من الوجهات الأوروبية٬ إن الصويرة عرفت هذه السنة تطورا استثنائيا لعدد الرحلات الجوية المنتظمة، إذ استقبل المطار رحلتين جويتين منتظمين تربطان الصويرة بمطار باريس. كما أن عدد الرحلات تضاعف بفضل العرض الجديد لشركة الطيران المنخفض التكلفة "ترانسافيا" التي شرعت في خدمة الخط الجوي بين الصويرة وباريس من خلال رحلتين أسبوعيتين منذ شهر مارس الماضي٬ ما ساهم في مضاعفة حركة الملاحة الجوية التي يشهدها المطار. وكان للحركة التي شهدها المطار خلال شهر مارس الماضي٬ يوضح المسؤول٬ تأثير مهم على مجموع الأشهر الثلاثة الأولى من السنة الجارية٬ إذ جرى تسجيل زائد 30 في المائة في نسبة نمو حركة المسافرين عبر المطار مقارنة مع الأشهر الثلاثة الأولى من سنة 2012. وشهد شهر مارس الماضي نسبة نمو بلغت زائد 130 في المائة مقارنة مع الشهر ذاته خلال السنة الماضية. ومن شأن هذين الخطين الجويين التابعين لشركة الطيران المنخفضة التكلفة "رايان إير"٬ تطوير العرض السياحي الذي تقدمه الصويرة٬ إذ تعد مدينتا بروكسيل البلجيكية ومارسيليا الفرنسية٬ قطبين حضريين يشكلان سوقا واعدة لجذب فئات عريضة ومتنوعة من السياح الأجانب. وعلى مستوى المطار ستمكن الرحلات الأسبوعية المبرمجة من مضاعفة عدد الخطوط الجوية، التي يستقبل المطار رحلاتها حيث تم تنظيم رحلتين خلال يومي الأربعاء والأحد٬ ما يساهم في تطوير نشاط حركة الملاحة الجوية على امتداد الأسبوع. وعبر مدير المطار عن الأمل في أن يتمكن مهنيو القطاع السياحي بإقليمالصويرة٬ من مواكبة التدفق السياحي الذي ستولده هاتان الرحلتان٬ في ما يتعلق بنسب الملء٬ مؤكدا أنه يتعين التنسيق بين المهنيين من جهة وبين شركة الخطوط الجوية التي تعمل على تطوير الوجهة من جانب آخر٬ من أجل التعريف بالعرض السياحي المتوفر والمؤهلات التي تتوفر عليها المدينة لجذب مزيد من السياح. وفي السياق ذاته٬ يؤكد المندوب الإقليمي لوزارة السياحة، محسن الشافعي العلوي، أن تحقيق أهداف رؤية 2020 السياحية رهين بتطوير قطاع النقل الجوي٬ خاصة ما يتعلق بعدد الوافدين٬ وكذا خلق نوع من التوافق والتناسق ما بين الزيادة في الطاقة الإيوائية والزيادة في عدد الرحلات الجوية. وأضاف أن تدشين الخطين الجويين الرابطين بين الصويرة وكل من بروكسيل ومارسيليا من طرف "رايان إير"٬ من شأنه تدعيم السوقين الكلاسيكيين٬ الفرنسي والبلجيكي٬ في ما يهم الوجهات الأوروبية المصدرة للسياح على مستوى إقليمالصويرة. يذكر أن الشركة الفرنسية الهولندية (ترانسافيا) للنقل الجوي المنخفض التكلفة التابعة ل "إير فرانس كا إل م"٬ كانت قد افتتحت في مارس الماضي٬ خطوطا جوية مباشرة تربط العاصمة الفرنسية باريس بمطار الصويرة موكادور. وشهد مطار الصويرة موكادور٬ الذي يقع على بعد 16 كلم جنوبالصويرة في اتجاه أكادير٬ أشغال توسعة خلال السنوات الأخيرة٬ بغية تمكينه من التلاؤم مع المعايير الدولية الضرورية لاستقبال أعداد كبيرة من السياح٬ إذ أصبح يتوفر على طاقة استيعابية سنوية تقدر ب300 ألف زائر.(و م ع)