سخرت جمعيات المجتمع المدني إمكانياتها لتحسيس المواطنين بأهمية التبرع بالدم، خلال الحملة الوطنية للتبرع بالدم، التي نظمت من 8 إلى 24 مارس الماضي، تحت شعار "كل تبرع بالدم يساهم في إنقاذ حياة ثلاثة أشخاص، جميعا يمكننا أن نكون أبطالا"، والتي فاقت حصيلتها التوقعات، بنسبة 167 في المائة لتصل إلى أزيد من 70 ألف تبرع، بدل 40 ألفا التي توقعت الحملة الوصول إليها. تمثل تسخير جمعيات المجتمع المدني، التي تركت بصمة مواطنة في الحملة الوطنية للتبرع بالدم، إمكانياتها على الصعيد الوطني، من خلال الجمعيات التي كانت ضمن المشاركين في تنظيم الحملة التي دامت 17 يوما، من خلال جمعية للاسلمى للوقاية من داء السرطان، وكذا الرابطة المغربية لجمعيات المتبرعين بالدم والفدرالية المغربية للمتبرعين بالدم، والهلال الأحمر المغربي، وجمعية مغرب 21، إلى جانب وزارة الصحة، ووزارة الداخلية والأوقاف والشؤون الإسلامية، ووزارة التربية الوطنية والبحث العلمي وتكوين الأطر، ووزارة والشباب والرياضة. ومكنت مشاركة جمعيات المجتمع المدني على الصعيد الوطني من التكفل بجانب من التنظيم اللوجستيكي، في ست نقاط استقبال، التي وضعت بالرباط، وتركيزها على المؤسسات العمومية والوزارات والجامعات والمدارس الخاصة للتعليم العالي، إلى جانب المواطنين المغاربة من الفئة العمرية 1777 سنة. وعلى الصعيد الجهوي، كثفت الجمعيات المحلية عملياتها الهادفة إلى تحسيس المواطنين بأهمية التبرع بالدم، وتشجيعهم على التبرع بالدم، لبلوغ المعايير الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية على المستوى الوطني، التي مازال المغرب بعيدا عنها، إذ أن عدد المتبرعين بالدم لا يتعدى 1 في المائة من مجموع السكان، بدل نسبة 3 في المائة الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية. واعتمدت الجمعيات المحلية، في إطار عمليات تشجيع المواطنين على المبادرة الإنسانية، على وسائل عصرية، مكنتها من تنظيم لقاءات وندوات وحملات، استهدفت جميع شرائح المجتمع، فضلا عن توزيع منشورات، وكذا اعتمادها على الملصقات في المؤسسات المدرسية والإدارات والفضاءات العمومية. وطيلة الحملة الوطنية للتبرع بالدم، ساهمت جمعيات المجتمع المدني، إلى جانب الشركاء المؤسساتيين، في التحسيس وتعزيز ثقافة التبرع بالدم، وتحفيز المواطنين على التبرع، بهدف بلوغ الاكتفاء الذاتي للمراكز الجهوية، وحث ساكني الجهات على التبرع بالدم بشكل منتظم. ويشكل عدد المتبرعين، الذين ساهمت جمعيات المجتمع المدني، على الصعيدين الوطني والجهوي، في حثهم على التبرع بالدم، أهم نتائج تسخير هذه الجمعيات لطاقاتها وإمكانياتها، إذ تمكنت هذه الجمعيات في بعض الجهات من تسجيل نتائج فاقت كل التوقعات، فعلى سبيل المثال، تمكنت حملة تنسيقية جمعيات المجتمع المدني في ساحة جامع الفنا، بمراكش، تحت شعار "دمنا واحد من أجل الوطن"، من بلوغ عدد المتبرعين إلى حوالي 260 متبرعا. وفي جهة تطوان، تعدت حصيلة جمعية "ابتسامة للمتبرعين بالدم" 960 كيسا من الدم المتبرع به.