استحسن عامة المواطنين الصورة الإنسانية والرمزية، التي ظهر عليها أعضاء الحكومة، رفقة البرلمانيين في مجلسي النواب والمستشارين، وهم يمنحون دماءهم للمركز المغربي لتحاقن الدم، بعد أيام قليلة على المبادرة الملكية التي خلقت الحدث، إثر انطلاق العملية الوطنية الإنسانية بتبرع جلالة الملك بدمه بهدف إعادة الحياة إلى جزء مهم من المغاربة المحتاجين إلى قطرة دم في إطار الحملة الوطنية للتبرع بالدم. رئيس الوزراء عبد الإلاه بنكيران أثناء تبرعه بدمه تبرع جلالة الملك بدمه لدى تدشينه لمركز تحاقن الدم بمدينة فاس، بتاريخ 8 مارس الجاري، إيذانا من جلالته بانطلاق الحملة الوطنية للتبرع بالدم التي اتخذت هذه السنة شعارا لها "كل تبرع بالدم يساهم في إنقاذ 3 أشخاص.. يمكننا جميعا أن نكون أبطالا". وكان لافتا استلقاء الوزراء والبرلمانيين على أسرة المركز المغربي لتحاقن الدم للتبرع، وكان ذلك يوم الخميس 14 مارس الجاري، قبل بداية أشغال مجلس الحكومة الأسبوعي بمقر رئاسة الحكومة. كانت لحظة إنسانية تلك التي تناوب فيها الوزراء على أسرة المركز، بإحدى الغرف في مقر الوزارة الأولى، للتبرع بدمهم لفائدة من يحتاجون له من مرضى القصور الكلوي، وجرحى حوادث السير، والخاضعين لعمليات جراحية تتطلب توفر الدم كشرط أساسي للبقاء على قيد الحياة. وأفضت العملية الإنسانية بتبرع عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، رفقة أعضاء الحكومة، بالدم، تحت إشراف وزير الصحة، الطبيب الحسين الوردي، للاطمئنان أن عملية التبرع تجري وفق شروط السلامة الصحية وفي حدود المسموح به للتبرع، في حملة وطنية تهدف إلى ترسيخ ثقافة التضامن بين أفراد المجتمع، وتنمي في كل مواطن القيم الإنسانية ذات السلوك التضامني العفوي المساهم في إنقاذ الحياة. إن التبرع بالدم من طرف جلالة الملك، ومن رئيس الحكومة، ورئيسي مجلسي البرلماني، كريم غلاب والشيخ بيد الله، وباقي أعضاء الحكومة والبرلمان في مجلسي النواب والمستشارين، كلها بصمات إنسانية تساهم في إنجاح أهداف الحملة الوطنية للتبرع بالدم. وقال رئيس الحكومة، أثناء تبرعه بدمه، في تصريح إعلامي، إن "التبرع بجزء من الدم يعد اليوم واجبا وطنيا، وجلالة الملك أعطى المثال، ونحن تأسينا به وبعد إذنه، قررنا أن يكون ذلك في مقر اجتماع رئاسة الحكومة، لنساهم مع إخواننا المغاربة في هذه الحملة المباركة التي ستسمح بإنقاذ العديد من الأرواح". وأضاف ابنكيران "نشكر جلالة الملك على هذه المبادرة الطيبة، ونحن معه في جميع أمور الخير التي يدعو إليها لأن التبرع بالدم عمل عظيم عند الله وكذلك على مستوى الوطن"، وتابع القول "نحن شعب معطاء في مختلف المجالات ولم نبخل في يوم من الأيام بشيء، وكلنا استعداد للتبرع بدمائنا في سبيل الله للدفاع عن هذا الوطن، وكذلك بهذه الطريقة الطبية لمساندة إخواننا المرضى". من جهته، قال كريم غلاب، رئيس مجلس النواب، أثناء تبرعه بالدم رفقة محمد الشيخ بيد الله٬ وعدد من أعضاء وموظفي البرلمان، إن "هذه المبادرة هي واجب وطني وإنساني يعبر فيها المتبرعون عن تضامنهم مع المرضى ومن هم في حاجة إلى هذه المادة المهمة والنادرة"٬ مشيرا إلى أن مجلسي البرلمان سيواصلان انخراطهما في عملية التبرع حتى بعد نهاية هذه الحملة وإلى ما بعد افتتاح الدورة الربيعية، من أجل تمكين كافة النواب والمستشارين والأطر العاملة بالبرلمان من المشاركة في عملية التبرع بالدم. في السياق نفسه، حث بيد الله المواطنين على التبرع بدمهم مرات عديدة في السنة من أجل المساهمة في سد العجز الحاصل في مخزون الدم وإنقاذ الأرواح. وقال بيد الله، وهو طبيب، إن "الدم المتبرع به يتم تجزيئه إلى ثلاثة عناصر أساسية٬ هي الكريات الحمراء والصفائح والبلاسما٬ والكريات الحمراء والصفائح تتحلل بعد مدة محدودة من التبرع بالدم٬ فيما تظل البلاسما صالحة لفترة أطول٬ وذلك يقتضي أن يتم التبرع بالدم بصفة منتظمة تضمن توفير المخزون اللازم من هذين العنصرين بصفة خاصة٬ والدم بصفة عامة". يشار إلى أن الحملة الوطنية للتبرع بالدم أضحت حملة سنوية منتظمة، تنظم في شهر مارس من كل سنة، في عملية وطنية ذات أهمية بالغة وضرورية بالنظر إلى حجم الخصاص من كمية الدم في المستشفيات العمومية، وبالنظر كذلك إلى حجم معاناة ملايين من المرضى، الذين يحتاجون للدم.