يعد التبرع بالدم وجها مشرقا للتضامن٬ باعتباره الحلقة الأقوى ضمن سلسلة تحاقن الدم، إذ يساهم بشكل كبير في تحسين التكفل بالعديد من الأمراض. فبالنظر لارتفاع النمو الديمغرافي وانتشار العديد من الأمراض المزمنة التي تتطلب النقل المنتظم للدم إلى العديد من المرضى٬ يغدو التبرع بالدم وسيلة حقيقية، سواء لإنقاذ حياة العديد من الأشخاص أو تحسين جودة حياتهم٬ الأمر الذي يجعل من التبرع بالدم حاجة ملحة. توصي المنظمة العالمية للصحة بضرورة تبرع 3 في المائة من السكان بالدم بشكل منتظم٬ من أجل تغطية الارتفاع السنوي المتزايد للحاجة إلى نقل الدم لمعالجة العديد من الأمراض وإنقاذ ضحايا حوادث السير. وبالمغرب٬ تشير إحصائيات وزارة الصحة إلى أن استهلاك الدم ومشتقاته يرتفع سنويا ب28 في المائة٬ في حين لا يرتفع التبرع بالدم سوى ب7 في المائة سنويا٬ إذ لا يتجاوز عدد المتبرعين بالدم بالمغرب 0,85 في المائة من السكان، ما بين 18 و65 سنة٬ ما يحتم ضرورة التوعية بأهمية التبرع بالدم لتغطية الحاجيات من كميات الدم. وتعكس الحملة الوطنية للتبرع بالدم (من 8 إلى 24 مارس الجاري)، التي تنظم تحت الرئاسة الفعلية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ الأهمية القصوى التي يحظى بها التبرع بالدم في تحقيق مخزون من كميات الدم ومشتقاته في أفق استقطاب 40 ألف متبرع. وتم خلال هذه الحملة الوطنية تسخير العديد من الوسائل التقنية وتعبئة الأطقم الطبية من أجل تسهيل عملية التبرع بالدم عبر كافة جهات المملكة٬ إذ تطمح جهة مراكش تانسيفت الحوز إلى تسجيل حوالي ثلاثة آلاف و600 متبرع. وفي هذا الإطار٬ يقول المسؤول عن بنك الدم بالصويرة، الدكتور عبد الله أداميش، إن إقليمالصويرة يشهد٬ على غرار باقي مناطق المملكة٬ توفير وحدتين، ثابتة ومتنقلة، لتمكين المواطنين من التبرع بالدم٬ موضحا أن إقبال المواطنين يشهد تزايدا مطردا منذ انطلاق الحملة التي تعرف تعبئة عدد من الأطباء والممرضين لإنجاح هذه العملية. وأضاف أن عملية التبرع بالدم تخضع لشروط يجب توفرها في الشخص المتبرع٬ إذ يقوم الطبيب المشرف بالتعرف على الحالة الصحية للمتبرع للتأكد من عدم وجود أي مانع للتبرع بالدم٬ حيث تبلغ الكمية المتبرع بها ما بين 450 و500 مل أي ما يعادل 7 في المائة من الكتلة الدموية. ويتم تجزيء الدم المتبرع به إلى ثلاثة عناصر أساسية، تشمل مركز الكريات الحمراء الذي يساعد على علاج فقر الدم والنزيف الدموي٬ ومركز الصفائح الذي يستعمل لإيقاف النزيف الدموي٬ ثم البلاسما، وهو العنصر الدموي الذي يحتوي على البروتينات المضادة أساسا للتخثر٬ كما يتم إجراء العديد من التحاليل المخبرية للدم المتبرع به تهم على الخصوص الصنف الدموي وأصناف الريزوس، وكشف مضادات الكريات الحمراء، ومرض فقدان المناعة المكتسبة والكبد (ب) و(ج) وغيرها من الأمراض٬ ضمانا لسلامة المتبرع والمتلقي على حد سواء. وتعد الحملة الوطنية للتبرع بالدم مناسبة للتأكيد على الأهمية التي يكتسيها التبرع بالدم في إنقاذ حياة العديد من الأشخاص، وتوفير كميات من الدم تساهم في دعم المخزون من هذه المادة الثمينة التي تشكل جوهر الحياة. (و م ع)