سادت حالة استنفار، أول أمس السبت، وسط السلطات المحلية والأمنية والجهات الوصية على الثقافة والآثار بالجديدة، عقب تعرض برج اللقلاق في الحي البرتغالي لتخريب وصف ب"الإجرامي"، استهدف 7 قطع حجرية منحوتة. وعلمت "المغربية" أن باشا المدينة، وقائد المقاطعة الحضرية الثانية، ورئيس الدائرة الأمنية الثانية، ورئيس الفرقة السياحية، والضابطة القضائية لدى مصلحة المداومة، والمدير الجهوي للثقافة بجهة دكالة–عبدة، انتقلوا، صباح أول أمس السبت، إلى الحي البرتغالي، وعاينوا 7 قطع حجرية، أزيلت، ليلة الجمعة-السبت الماضية، من درج برج اللقلاق، عند إحدى زاويا المسقاة البرتغالية. واستقت "المغربية" ارتسامات وشهادات متضاربة لمسؤولين أمنيين، والجهات الوصية على التراث، إذ عزا مصدر أمني سبب إزالة القطع الحجرية المنحوتة من مكانها إلى تآكلها وتعرضها لعوامل التعرية، فيما كان لمسؤول أمني رفيع المستوى رأي آخر، إذ أفاد أن شاحنة كانت اصطدمت، منذ حوالي سنتين، بدرج برج اللقلاق، ما أحدث تصدعا في بنايته التي صارت آيلة للسقوط. وأضاف المسؤول الأمني أن سكيرين كانا يعاقران الخمر ليلة الجمعة-السبت الماضية، دخلا في خلاف، دفع إثره أحدهما الآخر بقوة إلى الخلف، ما جعله يصطدم بالقطع الحجرية، التي تهاوت. وكان للأستاذ الباحث أبو القاسم الشبري، مدير مركز دراسات وأبحاث التراث المغربي–البرتغالي، رأي آخر، إذ اعتبر إزالة القطع الحجرية المنحوتة من برج اللقلاق عملا تخريبيا، وطالب بفتح بحث وتحقيق في الموضوع، وحمل الجهات الوصية على حماية التراث محليا ووطنيا مسؤولية الحفاظ على الحي البرتغالي المصنف تراثا إنسانيا، موضحا أنه ظل يتعرض، منذ سنة 2007، لعمليات تخريب متتالية، بمعدل تخريبين في السنة. وأفاد أن القطع الحجرية السبع المنحوتة ذات أحجام ضخمة وأشكال هندسية مختلفة، ويستحيل أن يكون القدم أو عوامل التعرية سببين في إزالتها من مكانها الأصلي. وحسب مهتمين، فإن الحي البرتغالي كان تعرض للتخريب، بحثا عن كنوز في أسواره، يسود الاعتقاد أنها تعود إلى عهد البرتغال. وكان باحثون عن الكنوز أزالوا، في 12 أكتوبر 2012، معلمة تاريخية، عبارة عن حجرة منحوتة بأحرف برتغالية، من مكانها عند السور الخلفي للحي البرتغالي، وأحدثوا حفرة عميقة خلف الحجرة الأثرية المنحوتة، التي تحمل عبارة "بويرطا دي طورييس" (بوابة الثيران). وسنة 2004، اكتشفت بنية أركيولوجية تحت أرضية، قبالة الحي البرتغالي عبارة عن أقواس، إلا أن القائمين على الشأن المحلي عمدوا إلى ردم هذه المعلمة الأثرية، وأقاموا فوقها حديقة عمومية، باتت تجمعا للمنحرفين. واعتبر الباحث الشبري عمليات تخريب المآثر التاريخية بالجديدة وأزمور ومولاي عبد الله "عملا إجراميا واعتداء شنيعا على هويتنا الحضارية، وذاكرتنا الجماعية، وفي حق التراث الإنساني والكوني".