اكتشفت سلطات أسفي بحر الأسبوع الماضي حفرتين عميقتين بالسور البرتغالي بجوار الباب الجديد للمدينة القديمة بأسفي ، وأكد مصدر من جمعية اأسفو للمدينة العتيقة أن الأمر يتعلق بتخريب معلمة أثرية من قبل مجهولين بحثا عن كنز وهمي، وأن عمق الحفرتين قد يصل إلى متر ونصف . يقع هذا الأمر في الوقت الذي تتداول فيه الساكنة سبل استثمار الاكتشافات الأثرية الجديدة و الاستفادة منها على مستوى السياحة الوطنية والدولية. وقال أبو القاسم الشبري رئيس جمعية خريجي المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث إن ما تحت أرض مدينة أسفي قد يكون نفيسا وأهم بكثيربالنسبة لما فوقها، لكونها مدينة بحرية ونقطة ارتكاز لجل الحضارات المغربية، ودعا الشبري في تصريحه ل " أسفي اليوم " بالتعجيل بتشكيل فريق للبحث الأثري متعدد التخصصصات للتنقيب والبحث عن لقى أثرية أخرى غير التي اكتشفت أخيرا والتي ستشكل أساس المستقبل السياحي لحاضرة المحيط.
وكانت وفاء مداح مفتشة المباني التاريخية بأسفي قد أوضحت ان الأشغال الخاصة بإصلاح قنوات الصرف الصحي بأسفي كشفت خلال شهر فبراير عن مجموعة من اللقى الأثرية بالطريق الرابطة بين ساحة الاستقلال وميناء المدينة ، منها مخازن للحبوب حديثة العهد، و14 كرة حديدية لا تحمل أية إشارة تستعمل كقذائف حربية نحو البحر ، بالإضافة لأساس الديوانة القديمة وبقايا سور يرجح أنه تم هدمه في عهد الحماية لإحداث الشارع الرابط لشارع الرباط بميناء أسفي. وتحفظت الباحثة الأثرية بخصوص نسبته للحقبة الموحدية من قبل أحد زملائها، واعتبرت التصريح متسرعا مادام لم يتم العثور على نقودها أو خزفها ومسكوكاتها عموما، موضحة " أنه لا يمكن الاعتماد على نوعية التربة " الطابيا " فقط التي شيد بها السور لتحديد الفترة الزمنية، لأن هذا النوع يستعمل في جميع الحقب التاريخية الماضية ". واقترح أبوالقاسم الشبري مدير دراسات وأبحاث التراث المغربي البرتغالي أن يتحول النفق الأرضي بعد التنقيب بجوانبه لمزار للسياحة الوطنية والدولية بعد تسويقه من خلال ندوات ومجلات متخصصة، وأن يتحول ميناء أسفي المجاور له إلى فضاء ترفيهي والتفكير الجدي في الاستغناء عن سكة القطار التجاري للمكتب الشريف للفوسفاط، وذلك لحماية المآثر التاريخية والاكتشافات الجديدة ومعلمة قصر البحر المهددة بالانهيار. واعتبرت المتحدثة نفسها أن النفق الأرضي الذي طوله 3 أمتار وعلوه مترين ونصف أهم ما عثر عليه ضمن اللقى المشار إليها، مبرزة أنه " في حالة إثبات أن هذا الممر له علاقة بالنفق التي تتحدث عنه الروايات التاريخية ، والذي يعود للقرن الثامن عشر و كان يربط دار السلطان بالبحر، فسيكون الاكتشاف مهما " . وللإشارة فإن مسؤولي مدينة أسفي شددوا على ضرورة إيلاء عناية خاصة لهذه الاكتشافات ووضع تصور لجعل النفق الأرضي المكتشف ممرا سياحيا يضاف للمنتوج السياحي التاريخي الذي تزخر به مدينة آسفي، وقد تشكلت في هذا السياق لجنة موسعة تضم باحثين أثريين وجماعات حضرية والمؤسسات الإنتاجية الكبرى بالمدينة للبحث في سبل تفعيل هذا الأمر، وستعقد اجتماعاتها في القريب العاجل. يشار أنه تم اكتشاف دجنبر الماضي لقى أثرية أخرى بشارع الحديقة خارج باب الشعبة بمدينة آسفي ٬ وهي عبارة عن قطع رخامية وخزفية ، وسارية رخامية وجزء من رحى حجرية وقطع أعمدة مكسورة وقطعتين رخامتين بالإضافة إلى كمية هائلة من قطع متنوعة من الخزف المكسور ، وتم نصبها بحديقة المتحف الوطني للخزف بدار السلطان حيث لا يطلع عليها أحد.