نوه برلمانيون بالزيارة الملكية إلى ثلاثة بلدان إفريقية، إذ أجمعت تصريحاتهم ل"المغربية" على أهمية العمق الإفريقي بالنسبة إلى مستقبل المغرب، لأنه يشكل رافدا من روافد الهوية المغربية المتنوعة. وأشاد محمد مبديع، رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، بالزيارة الملكية إلى السينغال والكوت ديفوار والغابون، مبرزا أن جلالة الملك قام بتفعيل الرافد الإفريقي في علاقته بالمغرب، وأن الرحلة التاريخية إلى إفريقيا، هي تفعيل لما دعا إليه جلالة الملك من ضرورة نهج سياسة دبلوماسية قوية ومبادرة لتجاوز أي ضعف حاصل، سواء في الدبلوماسية المغربية أو على مستوى علاقات المغرب بإفريقيا. من جهته، اعتبر عبد اللطيف وهبي، رئيس فريق الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، أن الزيارة الملكية تصب في اتجاه تطبيق ما دعا إليه جلالة الملك من نهج دبلوماسية إفريقية قوية، تكون خدومة للمصالح المغربية، مبرزا أن الزيارة الملكية للسينغال والكوت ديفوار والغابون "تنسجم مع ما كان ينادي به جلالة الملك منذ اعتلائه العرش، إذ كان يدعو إلى تأهيل الدبلوماسية المغربية لجعلها أكثر دينامية وفاعلية، طبقا لما حث عليه جلالته في إحدى خطبه السامية بالبرلمان بضرورة نهج الدبلوماسية المغربية سياسة هجومية، والمقصود بها هو المبادرة". وأضاف أن "زيارة جلالته ستغطي الفراغات الدبلوماسية، التي لم تقو وزارة الخارجية التغلب عليها، بما سيفتح المجال لتكثيف أكثر لعلاقات المغرب بالدول الإفريقية، كما أن زيارة جلالته الفاعلة لدول الساحل هي تدعيم للعلاقات المغربية، سواء مع الدول الواقعة في شمال القارة أو في جنوب الصحراء". وقال إن "الزيارة تندرج في سياق تدعيم العلاقات بين دول الجنوب، اعتبارا لأن المغرب هو خارج منظمة الاتحاد الإفريقي، وله قضايا لا بد من الناحية السياسية أن ترتبط بدول إفريقية، نظرا للبعد الحضاري الذي يشكله المغرب داخل القارة، وكذلك من الناحية الاقتصادية، إذ أن المجال الإفريقي وعاء يجب على المغرب أن يستثمره من خلال الاتفاقيات الاقتصادية التي يوقعها، ومن خلال البحث عن أسواق جديدة، ولا يمكن استثناء قارة تضم عددا كبيرا من السكان، ولها روابط تاريخية وسياسية ودينية مع المغرب، الذي كان يشكل دائما قطبا إفريقيا ينبغي تكريسه، ثم إن العلاقات بين المغرب والدول الإفريقية هي ثابت من ثوابت السياسة الخارجية لبلادنا منذ زمن بعيد، وكان يحتاج إلى نفس جديد، أعطته إياه الزيارة الملكية". في السياق نفسه، يرى نورالدين مضيان، رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية، أنه "ستكون للاتفاقيات الموقعة خلال الزيارة الملكية منافع متبادلة للمغرب وللسينغال والكوت ديفوار والغابون، لأن بلادنا تبحث عن أسواق جديدة، والطرف الثاني يحتاج إلى اكتساب خبرات معينة في قطاعات متعددة"، مشيرا إلى توقيع اتفاقيات محددة وبحضور مسؤولين كبار، ما سيعجل بتسريع وتيرة التعاون والتبادل وخدمة المصالح المشتركة. وأضاف أن "الزيارة الملكية تأتي والقضية الوطنية تمر بمنعطف نحو ما نرغب فيه من حل سياسي في إطار السيادة والوحدة الوطنية وبالشروط التي حددتها الأممالمتحدة، ونعرف أن للدول الإفريقية دورا في الموضوع بشكل أو بآخر، والتأثير الذي ستحدثه الزيارة الملكية خدمة للقضية الوطنية لن ينحصر على الدول التي زارها جلالة الملك، لأن كل دولة لها تأثير على محيطها الإفريقي". وأوضح أنه "رغم غياب المغرب عن كرسيه في الاتحاد الإفريقي، ظلت صلاته بدول إفريقيا متينة، لذلك فإن هوية المغرب الإفريقية ستبقى ثابتة، ولا يمكن للمغرب أن يكتب تاريخه إلا مرتبطا بتاريخ إفريقيا والعكس صحيح"، مبرزا أن "المغرب ظلت صلاته بالدول الإفريقية متينة باستمرار، وظل يشعر بأن خطواته في التنمية مرتبطة بخطوات إخوته في الدول الإفريقية، ومن ثمة نجد في كل بلد من البلاد الإفريقية حضورا مكثفا للمغاربة والعكس صحيح".