تواصلت الحملة الوطنية للتبرع بالدم بإقليميالجديدةوسيدي بنور، إلى غاية الأحد الماضي، حيث شهدت إقبالا فاق التوقعات. وتصدر مرفق الأمن قائمة الأشخاص المعنويين، الذين انخرطوا في هذه العملية الإنسانية والمواطنة، التي كان جلالة الملك محمد السادس أعطى انطلاقها، الجمعة 8 مارس 2013، إذ أبى أمير المؤمنين إلا أن يتبرع بدمه، وحدت حدو جلالته صاحبات السمو الملكي الأميرات للاسلمى وللامريم وللاحسناء. نسبة التبرعات فاقت التوقعات حسب الدكتور عبد اللطيف زاهر، مدير المركز الجهوي لتحاقن الدم بالجديدة، فإن عدد المتبرعين بالدم بتراب إقليميالجديدةوسيدي بنور، بلغ منتصف نهار الجمعة الماضي، 1152 متبرعا، إذ فاق العدد المتوقع، الذي حدده المخطط والخريطة الإقليميان، في 560 متبرعا. وصرح الدكتور مصطفى بوطرادا، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة العمومية بالجديدة، أن نسبة المتبرعين بلغت، منتصف نهار السبت الماضي، حوالي 270 في المائة، ما فاق بكثير ما كان منتظرا. وهذه النسبة أفاد المسؤول الصحي أنها مرشحة للارتفاع، على بعد أقل من يومين عن انقضاء أجل المدة الزمنية المخصصة للحملة الوطنية للتبرع بالدم، التي كان عاهل البلاد أعطى انطلاقها، الجمعة 8 مارس 2013، وتواصلت إلى غاية الأحد 24 من الشهر الجاري. وقد تناهز نسبة التبرع بالإقليمين، مع نهاية الحملة، 300 في المائة، حسب مندوب الصحة. استهداف الأشخاص الذاتيين والمعنويين تواصلت على قدم وساق، على امتداد 17 يوما، حملة التبرع بالدم بتراب إقليميالجديدةوسيدي بنور، التي أشرفت عليها المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة العمومية بالجديدة. إذ تعبأ لها ماديا ولوجستيكيا ومعنويا طاقم صحي، ضم طبيبين، أحدهما مدير المركز الجهوي لتحاقن الدم بالجديدة، و4 ممرضين، أحدهم متطوع كان تقاعد عن العمل، ناهيك عن عونة خدمة. وتنوعت فئات المتبرعين بين أشخاص ذاتيين، ضمنهم تلامذة المؤسسات التربوية، وأشخاص معنويين، ينتسبون للإدارات العمومية، والمرافق شبه العمومية والخاصة، وكذا، هيئات المجتمع المدني. وكان معاد الجامعي، عامل إقليمالجديدة، أول من دشن الحملة، بالتبرع بدمه. الأمن يتصدر قائمة المتبرعين واكبت "المغربية" حملة التبرع في إحدى أهم محطاتها بأمن الجديدة، حيث تبرع بالدم 55 إطارا أمنيا، في طليعتهم المراقب العام نورالدين السنوني، رئيس الأمن الإقليمي للجديدة، ورؤساء المصالح الأمنية. وشكلت المشاركة الأمنية المتميزة، ما يقارب نسبة 10 في المائة، من العدد الإجمالي المتوقع، الذي كانت تطمح إليه الحملة، مع انطلاقتها. وأفادت مصادر مطلعة أن مرفق الأمن الوطني بالجديدة، تصدر قائمة الأشخاص المعنويين المنخرطين في الحملة، ليس فقط محليا وإقليميا وجهويا، بل حتى وطنيا. وأضافت المصادر أن التميز يكمن في كون أمن الجديدة اعتمد، باعتباره شخصا معنويا، يمثل مرفقا من مرافق الدولة، مبادرة مواطنة منظمة، فريدة من نوعها على مستوى مصالح المديرية العامة للأمن الوطني. وهي المبادرة التي تنم، حسب المصادر ذاتها، عن الحس الوطني، والتشبع بقيم المواطنة والسلوك المدني، حيث لقيت استجابة عريضة وعفوية من موظفي الأمن. مزايا التبرع بالدم حسب مدير المركز الجهوي لتحاقن الدم بالجديدة، فإن كمية الدم التي تبرع بها كل شخص، تراوحت ما بين 420 و450 مل، من أصل 5 لترات التي تسري في عروق جسد كل إنسان. وهذه الكمية من الدم، يمكن لجسم الإنسان أن يسترجعها في ظرف ما بين 24 و72 ساعة. وأفاد المصدر الصحي أن الدراسات العلمية أثبتت أن التبرع بصفة منتظمة بالدم، يساهم في تجديد الكريات الحمراء، ويقلل من مخاطر الإصابة بمرض القلب والشرايين، وقرحة المعدة، و"الشقيقة". ونصح بالتبرع بالدم مرة كل 8 أسابيع، وهي المدة التي يتطلبها تجديد مادة الحديد في الجسم، بعد عملية التبرع. وينصح بالنسبة للذكور، التبرع بالدم من 4 إلى 5 مرات في السنة، وبالنسبة للإناث، 3 مرات. وتسعى الدولة المغربية، حسب المصدر الصحي ذاته، إلى رفع المعدل الوطني السنوي للتبرع بالدم، من 0.75 إلى 3 في المائة، وهي النسبة التي تعتبر كفيلة بتحقيق وضمان الاكتفاء الذاتي لأي بلد في العالم، في هذه المادة الحيوية، حسب منظمة الصحة العالمية (أو إم إس). وأضاف الدكتور عبد اللطيف زاهر أنه بعد عملية جمع كميات هذه المادة العضوية، يقوم المركز الجهوي لتحاقن الدم بالجديدة، على غرار باقي المراكز في المغرب، بتقسيم السائل الأحمر الكامل، إلى 3 مشتقات، وهي : مركز الكريات الحمراء، ومركز الصفائح الدموية، والبلازما. وهي مشتقات في غاية الأهمية، حسب الصنف وفصيلة الدم، لوقف النزيف الدموي، وإثر الإصابة بحروق، أو لمن يعاني فقرا في الدم (...). وتبقى بالمناسبة كميات الدم المتبرع بها، صالحة لمدة 42 يوما، بعد إخضاعها لشروط ومعايير الحفظ الصحية. ضرورة استمرارية عملية التبرع شدد الدكتور زاهر على الطابع الرمزي والتحسيسي لحملة التبرع بالدم، وهي بالمناسبة محدودة في الزمان. وأعرب عن أمله عبر "المغربية"، أن يستمر التبرع بالدم، خارج إطار الحملة الوطنية، وأن ينخرط المغاربة قاطبة، ذكورا وإناثا، طيلة أيام السنة (365 يوما)، في هذه العملية الإنسانية والوطنية، التي تنتزع المئات من الناس من موت محقق. وذكر أن عملية التبرع بالدم لا تشوبها أية مخاطر أو أضرار بعدية، بقدر ما هي كلها مزايا ونفع على الجسد والروح. وكان جلالة الملك محمد السادس أبى إلا أن يتبرع بدمه، الجمعة 8 مارس 2013، إيذانا بانطلاق الحملة الوطنية للتبرع بالدم، تحت شعار "كل تبرع بالدم يساهم في إنقاذ حياة ثلاثة أشخاص .. يمكننا جميعا أن نكون أبطالا". وحدت حدو جلالته صاحبات السمو الملكي الأميرات للاسلمى وللامريم وللاحسناء، وتبرعن، السبت 9 مارس الجاري، بدمهن بمقر المركز الجهوي لتحاقن الدم بالرباط. وحسب الشهادات التي استقتها "المغربية"، فإن دور المدرسة، ووسائل الإعلام، والمجتمع المدني، والفقهاء وأئمة المساجد، يبقى مركزيا في التوعية والتحسيس بأهمية عملية التبرع بالدم، وضرورة استمراريتها وتواصلها طيلة السنة، بعيدا عن الظرفيات والمناسبات. وحسب مصادر متطابقة، فإن إمام مسجد بالجديدة كان يلقي خطبة الجمعة (الجمعة الماضية)، أعطى ضمنيا، وبنية حسنة، جراء الفهم الخاطئ، تأويلا وإشارة ومغالطات غير مقصودة، عن طابع الاستمرارية في الزمان والمكان، الذي يجب أن تكتسيه عملية التبرع بالدم، عندما حث جموع المصلين في خطبته، على الانخراط في الحملة، قبل حلول موعد انتهائها، الأحد 24 مارس الجاري. خطاب أو خطبة قد يفهم بعضهم من خلالها أن التبرع بالدم محدود في الزمان. حملة التبرع حققت أهدافها أفاد الدكتور مصطفى بوطرادا، المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بالجديدة، "المغربية"، أن الحملة الوطنية للتبرع بالدم حققت أهدافها داخل تراب إقليميالجديدةوسيدي بنور، وأن نسبة نجاحها والمشاركة فيها، فاقت بكثير التوقعات، التي تم استحضارها عند تحضير المخطط والخريطة الإقليميين لحملة وعملية التبرع بالدم، التي خصصت لها الفترة ما بين 8 و24 مارس 2013. وصرح المسؤول الصحي أن هذه الحملة الوطنية تترجم إرادة جلالة الملك الراسخة في الارتقاء بالتبرع بالدم، إلى مصاف الأولويات الوطنية للصحة العمومية، وجعله عنصرا للسلامة الصحية بامتياز. وذكر مندوب الصحة برمزية الحملة ودورها التحسيسي. وشدد على ضرورة استمراريتها وتواصلها طيلة السنة، وعلى ضرورة المشاركة العريضة للمواطنين. وأبان بالواضح والملموس، الأهمية البالغة للدم، وهو يستحضر حالة امرأة من سيدي بنور، وضعت مولودا داخل قسم الولادة بالمركز الاستشفائي الإقليمي، وتدهورت حالتها الصحية، إثر إصابتها المباغتة بنزيف دموي حاد، تطلب 180 كيسا (بوش) من الدم، لانتزاعها من موت محقق. وعن الكميات المخزنة من الدم، أفاد المندوب الإقليمي أنها تحقق الاكتفاء الذاتي لمدة 42 يوما، وأنه يتم مد بعض مراكز تحاقن الدم، عبر التراب الوطني، ببعض أصناف الدم التي تكون قليلة، أو نادرة. تنظيم حملة استثنائية بسيدي بنور رغم الإقبال المنقطع النظير على حملة التبرع بالدم بإقليميالجديدةوسيدي بنور، فإن مرافق وإدارات لم يتأت لها التبرع بالدم، خلال الحملة الوطنية المحددة والمحدودة في الزمان، نظرا لكون تلك المرافق لم يتم إدراجها بشكل قبلي قي المخطط والخريطة الإقليميين للحملة. وأعرب رئيس المنطقة الأمنية الإقليميةبسيدي بنور، العميد الممتاز عبد الغني عقيدة، في اتصال بمندوب الصحة، عن أمله في أن تشمله بمعية 30 عنصرا أمنيا متطوعا، حملة التبرع، التي أفاد المسؤول الأمني "المغربية" أنها مبادرة إنسانية واجتماعية، تجسد روح التلاحم والتضامن والتآخي، وتنم عن روح الوطنية والمواطنة، والتشبع بقيم السلوك المدني. ونقلت "المغربية" إلى مسؤول بوزارة الداخلية، ارتسامات أشخاص معنويين، تحسروا من عدم انخراطهم في الحملة الوطنية، أسوة بباقي إخوانهم المستفيدين. وتعهد المسؤول رفيع المستوى بأن عمالة إقليمسيدي بنور ستنظم حملة محلية استثنائية للتبرع بالدم، سيشرف عليها مصطفى اضريس، عامل صاحب الجلالة على الإقليم.