أضفى أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، بعدا روحيا على الجولة الإفريقية التاريخية وتجسد هذا البعد بجلاء خلال زيارتيه إلى السينغال وكوت ديفوار في إطار الجولة الإفريقية التاريخية، التي تضم، أيضا، الغابون. وحظي شيوخ الطرق الصوفية السينغالية، يوم السبت الماضي باستقبال من طرف أمير المؤمنين، في مقر إقامة جلالته في دكار، كما استقبل أمير المؤمنين، أول أمس الأربعاء، بمقر إقامة جلالته في أبيدجان المجلس الأعلى لأئمة كوت ديفوار بقيادة الشيخ بواكاري فوفانا، رئيس المجلس. واستقبل أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، ظهر اليوم نفسه، بمقر إقامة جلالته بأبيدجان، وفدا عن مؤتمر أساقفة الكوت ديفوار يقوده رئيسه، المونسينيور أليكسي توابلي يوبو. وكان للاستقبال الملكي أثر في نفوس الشخصيات الدينية التي استقبلها أمير المؤمنين، إذ أشاد شيوخ وقادة الطرق الصوفية السينغالية٬ بحرارة بالعناية السامية التي يوليها جلالة الملك لجماعاتهم٬ معربين عن تشبثهم بالمملكة التي تمثل بالنسبة إليهم موطنا روحيا. وصرح أبو باكار محمد منصور سي، المرافق لوفد الأسرة التيجانية سي بمدينة تيواون٬ قائلا "شرف كبير لنا أن نحظى باستقبال من طرف جلالة الملك محمد السادس٬ أمير المؤمنين. إنه أمر مهم بالنسبة لنا٬ لأننا نحن التيجانيين نعتبر المملكة كوطننا الروحي٬ بالنظر لارتباطنا القوي بفاس التي تحتضن مؤسس طريقتنا الشيخ سيدي أحمد التيجاني"٬ مبرزا أنه "بالإضافة إلى العلاقات السياسية والاقتصادية الممتازة بين المغرب والسينغال٬ لدينا تراث روحي يربط بشكل وثيق بين شعبينا الشقيقين". وقال الشيخ محمد نياس، شقيق الخليفة العام لأسرة نياس بمدينة كولك٬ إن "أسرتنا ومريدينا سعداء جدا باستقبال جلالة الملك، أمير المؤمنين هذا، كما يدل على ذلك الترحيب الحار الذي خصص لجلالة الملك لدى وصوله إلى دكار". وأضاف "طريقتنا فخورة بعناية جلالة الملك. عناية تحظى بتقدير طريقتنا منذ عهد جلالة المغفور له محمد الخامس٬ وبعده جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني وما تزال مستمرة مع جلالة الملك محمد السادس". ومن جهته٬ قال الشيخ سعيد نورو طال، من الأسرة التيجانية العمرية، "إن الروابط القوية مع المملكة تعود إلى عهد جدنا الشيخ عمر فوتي٬ وما نزال نعيش الروابط المتينة نفسها مع جلالة الملك محمد السادس". واعتبر أن "العلاقات بين بلدينا تجد متانتها في الصلات الروحية من خلال النهج الصوفي للطريقة التيجانية. أكثر من ذلك٬ فإن المذهب المالكي٬ المتبع بالمملكة٬ يربط مختلف الطرق السينغالية بالمغرب وليس فقط الطريقة التيجانية". وصرح عبد الخادر مباكي٬ المسؤول عن علاقات الطريقة الموردية مع العالم العربي والإسلامي٬ "جئنا مع الناطق باسم الطريقة الموردية لنقدم لجلالة الملك محمد السادس تحيات الخليفة العام للطريقة الموردية سيدي المختار مباكي ومتمنياته لجلالته بمقام طيب بالسينغال". ومن جانبه٬ قال الناطق باسم الطريقة القادرية أحمد بشير كونطا "خلال لقائنا مع جلالة الملك محمد السادس٬ لمسنا روحا منفتحة بشكل كبير وقلبا عظيم الكرم. جلالة الملك وأمير المؤمنين هو صديق للشعب السينغالي". وأكد الناطق باسم أسرة طريقة لايان الشيخ سيدنا عيسى لاي "وجدنا لدى جلالة الملك استعدادا واضحا للعمل من أجل تعزيز العلاقات بين المملكة المغربية والسينغال". وقال "أنا نفسي ثمرة هذا التعاون النموذجي لكوني تخرجت من كلية الحقوق بالرباط". وأشاد الأمين العام لرابطة علماء المغرب والسينغال إبراهيم ديوب٬ بدوره٬ بزيارة جلالة الملك محمد السادس إلى السينغال والاستقبال الذي خصه به جلالته. وقال "في هذا الاستقبال تطرقنا إلى قضايا تتعلق بمصالح الأمة الإسلامية وعبرنا عن إعجابنا بعمل أمير المؤمنين لما فيه خير شعبه وإشادتنا بانفتاح جلالة الملك على العالم ". من جانبه أكد رئيس المجلس الأعلى لأئمة الكوت ديفوار٬ الشيخ بواكاري فوفانا٬ أن زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس٬ أمير المؤمنين٬ الى الكوت ديفوار تعد "مبادرة جديدة وناجعة لتفعيل العلاقات بين البلدين وخصوصا بين المسلمين بالكوت ديفوار وإخوانهم المغاربة". وأضاف فوفانا٬ في تصريح للصحافة عقب استقبال جلالة الملك٬ ظهر أول أمس الأربعاء بمقر إقامة جلالته بأبيدجان٬ لوفد عن المجلس الأعلى لأئمة الكوت ديفوار٬ أنه تم خلال هذا الاستقبال "التطرق لقضايا تهم المسلمين في غرب إفريقيا وفي المغرب والكوت ديفوار٬ والسبل الكفيلة بالتعاون لخدمة الإسلام السني المالكي ومواجهة الأخطار التي طفت على الساحة في الآونة الأخيرة". وأشاد المونسينيور أليكسي توابلي يوبو، رئيس مؤتمر أساقفة الكوت ديفوار، بتشبث أمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس بالحوار بين مختلف الديانات من أجل سيادة السلام في العالم. وقال المونسينيور أليكسي توابلي يوبو٬ في تصريح صحفي عقب استقباله من طرف جلالة الملك٬ أول أمس الأربعاء بأبيدجان ٬"إن جلالة الملك شدد على ضرورة حرص مختلف الديانات على التعاون والعمل معا من أجل سيادة السلام في العالم"٬ مضيفا أن جلالة الملك يقدر عاليا الدور الذي يمكن للزعماء الدينيين لعبه من أجل تقديم الدعم للبلدان الإفريقية. كما نوه بحرص جلالة الملك على تطوير التعاون والعلاقات "الجيدة الغاية" القائمة بين المغرب والكوت ديفوار.