شدد ضابط الشرطة الممتاز، رئيس مصلحة حوادث السير بآسفي، هلال بالفايزة، في اللقاء التواصلي، نُظم، أخيرا، مع تلاميذ ثانوية ابن مولاي الحاج، على أهمية الحملات التوعوية المباشرة للتحسيس بخطورة ظاهرة العنف بالوسط المدرسي، ومخاطر المخدرات والوقاية من حوادث السير. يأتي هذا اللقاء، الذي نظمته ثانوية ابن مولاي الحاج في إطار الشراكة بين مديرية الأمن الوطني ووزارة التربية الوطنية، بحضور كل من ضابط الأمن المكلف بقطاع الرياضة بآسفي محمد البعدودي، ورئيس قسم الاتصال بالنيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بآسفي عبد الرحيم لكريتي، وعبد الرحيم سركالي مدير الثانوية والأستاذة دنيا السعداوي عن هيئة التدريس بالمؤسسة التعليمية. وفي كلمته الافتتاحية، ركز ضابط الشرطة الممتاز على خصوصية السياق الذي تندرج فيه هذه الحملات، وعلى الاهتمام المتزايد الذي توليه أسرة الأمن للشأن التعليمي والتربوي بالإقليم، وحرص الولاية الأمنية على إرساء دعائم حكامة أمنية فعّالة. وأكد على أن مثل هذه اللقاءات التواصلية مع المؤسسات التعليمية تهدف إلى تكريس مبادئ التواصل والتشاور وإشراك المواطن في صنع ملامح حكامة أمنية ترتكز على الإنصات إلى نبض المحيط وتغيير تلك الصورة النمطية السلبية التي التصقت بخيال المواطن حول رجل الأمن، وترسيخ قيم المواطنة وتفعيل مقتضيات الدستور الجديد، الذي وسع من هامش الحريات والحقوق بهدف ضمان نجاعة أمنية تستبق الجريمة وتتصدى لها. وأبرز بالفايزة بعض الظواهر المتعلقة بالعنف المدرسي، الذي يعرف تناميا مطردا بالوسط المدرسي، من خلال قراءة عملية في مفهوم العنف، وأنواعه، ودوافعه السوسيو ثقافية. وأكد على أثر التقدم المعلوماتي في إذكاء هذه الظاهرة، واعتمد ضابط الشرطة الممتاز مقاربة جمعت بين التوعية المهنية لرجل الأمن من منطلق هاجس الحرص على سلامة وأمن التلاميذ، وغيرة الأب على الناشئة من أي منزلق سلوكي ، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن المصالح الأمنية، ومنها فرقة الصقور وشرطة القرب، تشن باستمرار حملات أمنية بمحيط مختلف المؤسسات التعليمية لخلق مناخ سليم للتمدرس. وتطرق بالفايزة إلى جل القضايا المتعلقة السلامة الطرقية بالعمل على مراجعة السياسة المتبعة لمستعملي الطريق بغية الحد من الحوادث التي تحصد أرواح المواطنين، وهذا يستلزم، حسب المسؤول الأمني، مراقبة الحالة الميكانيكية للعربات، وتغيير السلوك البشري، والتعامل مع الطريق وفق القانون المنظم مع تقديم مساعدة للشرطي الذي يقتصر عمله على الإرشاد وتقديم مساعدات للمواطنين، كما يقوم على تفعيل حركة السير وزجر المخالفات للسائقين المتهورين. ووقف بالفايزة على ما جاءت به الإستراتيجية الجديدة للأمن الوطني، والتي تستحضر التعليمات الملكية السامية، وتستجيب للمستجدات الحاصلة في المجال التشريعي والقانوني واحترام حقوق الإنسان، كما تراعي التحولات النوعية والكمية المسجلة في ميدان الجريمة، وهي إستراتيجية يقول المسؤول الأمني إنها انخرطت فيها مختلف مصالح الأمن الإقليمي لتوفير عرض أمني فعال ومتطور عبر المكافحة العملية والميدانية للجريمة بمختلف مناطق المدينة وأزقتها. من جهته، أوضح ضابط الأمن مكلف بالقطاع الرياضي بآسفي محمد البعدودي، أهمية هذا اللقاء بهذه الثانوية، التي يحمل من خلالها ذكريات الطفولة، مضيفا أن هذه المحطة التواصلية تهدف بالأساس إلى الرفع من قدرات التواصل ما بين المؤسسة التعليمية والمصالح الأمنية، من أجل حماية التلاميذ والطلاب من عدد من الظواهر المشينة والخطيرة، التي باتت تحدق وتهيمن على بعض المؤسسات التعليمية، مما يشكل خطرا واضحا على سلامة تلاميذ وطلاب. وبخصوص محاربة العنف بالملاعب، أكد البعدودي على أن المصالح الأمنية اعتمدت سياسة القرب والمقاربة التشاركية، عبر إشراك جميع الفاعلين المجتمعيين في تدبير الشأن الأمني، بغرض تحقيق حكامة أمنية جيدة بمحيط الملاعب الرياضية حتى تتحقق الفرجة الرياضية الحقيقية دون متاعب تذكر. وتحدث في الختام عن مخاطر حوادث السير، مستعرضا مجموع التصرفات التي ساهمت في ارتفاع نسبة الحوادث. ودعا في الأخير إلى الالتزام بقانون السير ، والتشديد على دور المدرسة، والأسرة، والإعلام في التصدي لجل الظواهر التي تعيق تقدم وازدهار البلاد. من جهتها، أبرزت الشرطية المرافقة للوفد الذي حل بالثانوية أهمية المواطنة، موضحة البعد الحقيقي لمفهوم المواطن، وقالت إن الإنسان ينتسب للوطن فكرا ومشاعرا ووجدانًا، وبالتالي يعتز بالانتماء إليه. وأكدت أن الانتماء يعد حاجة من الحاجات المهمة، التي تشعر الفرد بالروابط المشتركة بينه وبين أفراد مجتمعه، وتقوية شعوره بالانتماء إلى الوطن وتوجيهه توجيهًا يجعله يفتخر بالانتماء ويتفانى في حب وطنه ويضحي من أجله، إضافة إلى أن مشاركة الإنسان في بناء وطنه تشعره بجمال الحياة وبقيمة الفرد في مجتمعه، كما تنمي لديه درجة وعيه بحقوقه وواجباته.