سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جورج نديا كوفي: حضور الشركات المغربية له قيمة مضافة واضحة رئيس المجلس الإداري للشركة الإيفوارية للأبناك سيب يقول إن زيارة جلالة الملك إلى أبيدجان حدث تاريخي
خص جورج نديا كوفي، رئيس المجلس الإداري للشركة الإيفوارية للأبناك "سيب"، موقع أبيدجان. نت، بحوار مهم تحدث فيه عن أهمية زيارة جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، إلى هذا البلد الإفريقي والجولة الملكية التي تشمل، أيضا، كلا من السينغال المحطة الأولى، والغابون المحطة الثالثة في الجولة الملكية، واعتبر أن الزيارة الملكية حدث تاريخي. وثمن جورج نديا العلاقات المغربية الإيفوارية، وتحدث عن الإنجازات المهمة للمغرب في كوت ديفوار على المستوى الاقتصادي، وفي ما يلي نص الحوار: كيف تنظرون إلى زيارة جلالة الملك إلى كوت ديفوار؟ تشكل زيارة عاهل المملكة الشريفة إلى أبيدجان حدثا تاريخيا، وهي تدخل، في إطار سلسلة من الزيارات إلى دول من جنوب الصحراء. وقد ابتدأ جلالته هذه الزيارات بالسينغال قبل كوت ديفوار ليختتمها بالغابون، وكل هذه الدول كانت لها دائما علاقات جيدة مع المغرب. وسيحل جلالة الملك محمد السادس بكوت ديفوار في أول زيارة رسمية يقوم بها إلى هذا البلد منذ اعتلائه عرش المملكة، علما أنه أجرى زيارة سابقة سنة 1993، عندما مثل والده الراحل الملك الحسن الثاني في حضور مراسيم تشييع جنازة الرئيس هوفويت بوانيي. ومع ذلك، فإن للمغرب حضورا مهما في عدة قطاعات وأنشطة. ما هي؟ على المستوى الاقتصادي، حقق هذا البلد إنجازات مهمة في كوت ديفوار. المستثمرون المغاربة لهم بالفعل حضور في مختلف المجالات، خصوصا في البناء والأشغال العمومية، والنقل الجوي، والتجارة، والخدمات المصرفية والتأمين والأعمال عموما. على سبيل المثال، في مجال البنوك، الذي يشهد حاليا تنافسية قوية في كوت ديفوار، تمتلك مجموعة التجاري وفا بنك المغربية غالبية الأسهم في الشركة الإيفوارية للأبناك (سيب). ورجال الأعمال في المملكة المغربية لا يعتزمون الاكتفاء بذلك في هذا المجال، بل ينتظر حضور البنك الشعبي ليمتلك، أيضا، حصة الأسد من أسهم أحد البنوك في أبيدجان. وفي مجال البناء تتقدم المقاولات المغربية بقوة، كما هو الحال بالنسبة إلى شركة الإسمنت "سيماف"، التي تقوم حاليا بإنشاء مصنع في المنطقة الصناعية في يوبوغون. ووفق مصادر متطابقة، فإن هذا المصنع الذي من المتوقع أن يبدأ في الإنتاج في غضون أشهر قليلة سيخلق أكثر من 1000 فرصة عمل مباشرة. وفي مجال النسيج والجلد، فإن المنتوجات المغربية غزت السوق الإيفوارية منذ فترة طويلة. وعلى مستوى الموارد البحرية، فإن المغرب وكوت ديفوار لديهما علاقات جيدة في مجال الصيد وتسويق المنتجات البحرية. أما على مستوى التعليم والتكوين يشكل المغرب أرضا مباركة لكوت ديفوار، إذ أن العديد من الطلبة الإيفواريين يتوجهون كل سنة إلى المغرب لمتابعة دراستهم في الجامعات والمدارس العليا في المملكة. إن البلدين يقيمان تعاونا حقيقيا وفعليا. إن زيارة الملك محمد السادس إلى كوت ديفوار ظلت منتظرة بفارغ الصبر من قبل البلدين، اللذين يتعين عليهما أن يستبشرا بما ستحققه من مكتسبات والعمل على توطيدها وتطويرها. وعلى غرار الزيارات الإفريقية السابقة يمكن لصاحب الجلالة أن يعطي دفعة كبيرة للمضمون الحقيقي لعلاقات التعاون في المجالات التنموية ذات الأولوية، التي تتفوق فيها المملكة، وفي التنمية الإقليمية، والفلاحة، والصيد، والتعليم والتكوين، والصحة، وتدبير المياه، والري، والاتصالات، والتخطيط الحضري والبنية التحتية. بالنسبة إليكم، ما هو سر تفوق المقاولات المغربية في هذه المجالات التي ذكرتموها؟ تابعت جزءا من دراستي في كوت ديفوار وفرنسا، وأنا ممتن للمدارس في كلا البلدين لمساهمتها في تكويني. أما بالنسبة إلى مساري المهني، فقد خضت جزءا منه في المؤسسات السويسرية، واليوم أواصله في المؤسسات المغربية، ومن خلال تجربتي، فإن هناك تقاربا كبيرا بين المقاولات المغربية ومثيلاتها السويسرية، رغم اختلاف المظاهر. وتجدر الإشارة إلى أن تطوير الأنشطة داخل مقاولات هذين البلدين يتم بشكل فعال وهادئ. ثانيا، التدريب والتكوين هما حجر الزاوية في نجاح شركاتهما، لأن المهن تضمن أداء الشركات أكثر من أي شيء آخر. وأخيرا، فإن القطاع الخاص في كلا البلدين له طعم خاص على مستوى الدقة والمتطلبات التي نجدها، من جهة، في صناعة الساعات السويسرية، وثانيا، في الصناعة التقليدية المغربية. نلاحظ أن مجموعتكم، التجاري وفا بنك، تنشط كثيرا في تطوير العلاقات التجارية جنوب-جنوب. لماذا هذا الالتزام؟ أود استعارة كلمة من المدير العام لشركة التجاري وفا بنك، الذي قال "لا فائدة من بناء الطرق السريعة التي تصل إلى حدودك ولا يمكن أن تذهب إلى أبعد من ذلك، لأن هناك حواجز جمركية وإدارية وغيرهما. إذا كنت ترغب في تكامل إقليمي حقيقي، وإذا كنت ترغب في خلق وتطوير الأسواق، فإنه من الضروري أن يتمكن الفاعلون الحقيقيون في الاقتصاد والمقاولات أن يلتقوا في ما بينهم لتحديد الظروف اللازمة للتنمية. فقد أدى البحث عن الظروف المواتية لهذا التطور الجيد بالتجاري وفا بنك إلى لعب دورها في تطوير هذا التكامل من خلال اللقاءات، التي تنظمها لكي تتمكن الشركات الإفريقية من التواصل مع بعضها". ويجب القول إن هذه العملية تلاقي نجاحا كبيرا، لأنها تمكن من الحصول على تحليل مقارن لتوجهات الشركات في مختلف مؤسسات التكامل الإقليمي. فكيف يمكنك أن تطور الصادرات؟ وكيف يمكنك الاندماج إذا لم تكن لديك سوق مشتركة؟ كيف يمكنك أن تتطور على مستوى التصدير، إذا كنت لا تملك عملة تسهل عملية المبادلات؟ وأخيرا كيف يمكنك تطوير أنشطة مختلف الشركات إذا لم تكن هناك قواعد مشتركة لتسهيل المبادلات بين الأشخاص، وبين السلع والخدمات؟ لقد توفقت التجاري وفا بنك عندما أنشأت هذه الأرضية للتبادل وتنمية الشركات من خلال المواكبة القبلية والبعدية للمؤسسات. هل يمكنكم إعطاءنا مثالا ملموسا لآثار هذا الملتقى؟ منذ عام 2005، استقرت شركة إيفوارية، متخصصة في مجال التكنولوجيات الجديدة، في الدارالبيضاء، وذلك لأسباب تتعلق بجودة الاستقبال في هذا البلد، ومستوى التطور التكنولوجي فيه، وموقعه الجغرافي المحوري والاستراتيجي. وتشغل هذه المؤسسة 20 شخصا، كلهم مغاربة، وبالتالي فإن الإيفواريين المستقرين في هذا البلد الشقيق هم الذين يوفرون فرص الشغل لهؤلاء المغاربة. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه الشركة ترسل إيفواريين شبابا من أجل التكوين في المغرب، وتجلب مغاربة إلى هنا في كوت ديفوار، للاطلاع على متطلباتنا ونهجنا في الأعمال. وإذا ما تم تكرار هذه التجربة، سوف نقدم الدليل على أن هذه الأرضية لها آثار إيجابية مباشرة على السكان والأفراد. غير أنه يجب التركيز بقوة على أن وجود شركات مغربية في كوت ديفوار يجلب قيمة مضافة واضحة وموضع تقدير كبير. ما هي وضعية الشركة الإيفوارية للأبناك منذ انضمامها إلى حضن المجموعة المغربية التجاري وفا بنك؟ منذ أن أخذ المغاربة بزمام هذا البنك سارت أمور المؤسسة في حركية وتقدم متواصلين. هل يمكنك إعطاءنا بعض الإشارات لتأكيد ما تقوله؟ سأعطيكم بعض الأرقام. في دجنبر 2009 كنا نتوفر على 16 وكالة مع 407 مستخدمين. في دجنبر 2013، ثلاث سنوات بعد وصول أصدقائنا المغاربة، أصبحنا نتوفر على 41 وكالة و527 مستخدما. وبلغ مجموع إيداعاتنا ومجموع السحب (الخالص) خلال دجنبر 2009، على التوالي 191،160 مليار فرنك س. ف. أ، و950،148 فرنك س.ف.أ. وفي دجنبر 2012 بلغنا على التوالي 239،314 مليار فرنك س.ف.أ، و991،238 فرنك س.ف.أ. كما سجلت الحصيلة الإجمالية نموا قويا من 749،236 مليار س.ف.أ إلى 665،371 مليار فرنك س.ف.أ، خلال الفترة المذكورة. وهذا يوضح أن مجموع معاملات البنك شهد نموا واضحا. ونحن ثاني بنك في كوت ديفوار في فئة الأشخاص الذاتيين، وذلك يعني أن أمامنا المزيد من العمل. إننا نعي أنه لا يمكننا إنجاز كل شيء في غضون ثلاث سنوات. سوف نعزز قدرات وكالاتنا. نريد أن يكون ذوو الكفاءات والخبرة في الميدان هم من يتولى القيادة. سوف نقوم، أيضا، بالانتقال إلى نظام معلوماتي جديد أكثر تطورا وكفاءة وسنتحول بالأساس إلى تلبية احتياجات زبنائنا. ما يزال المجال واسعا وواعدا، واندماجيا أيضا لأن الشركة الإيفوارية للأبناك لا تشتغل في عزلة، إنها تنتمي إلى شبكة فروع مجموعة التجاري وفا التي توجد في إفريقيا وأماكن أخرى. إننا ننتمي إلى هذه الشبكة ونستفيد من مشاركتنا داخلها.