عبر موزو كانجا، القائم بالأعمال في سفارة كوت ديفوار بالمغرب، عن ترحيب بلده بالزيارة الملكية، موضحا، في حوار خص به الزميلة لوماتان، أن المغرب يتوفر على ما يكفي من الخبرة، تجعله مؤهلا لأن يكون نموذجا للتنمية في البلدان الإفريقية جنوب الصحراء. ما هي توقعات الزيارة الملكية لجلالة الملك محمد السادس لكوت ديفوار؟ - الأوضاع في كوت ديفوار، في الوقت الحالي، مؤهلة لاستقبال جلالة الملك محمد السادس، ونرحب بفرح كبير بهذه الزيارة الملكية. بخصوص التوقعات، ترتكز الزيارة على الدعم الجدي لسبل التعاون بين بلدان جنوب جنوب، لأن بلدان إفريقيا جنوب الصحراء تحتاج إلى الكثير من المساعدة من قبل دول شمال إفريقيا، ومن المغرب بشكل خاص. كيف تقيمون الدبلوماسية المغربية، التي أصبحت ترتكز في توجهاتها على تقوية التعاون مع بلدان إفريقيا؟ - إن الدبلوماسية المغربية المتجهة إلى دول القارة الإفريقية تحظى باهتمام بالغ من طرف الأفارقة، ونأمل أن يتعزز التعاون المغربي مع دول الجنوب. ولعل الاهتمام المغربي بدول الجنوب عرف تأخيرا، بالمقارنة مع اهتمامه بدول شمال إفريقيا، لذلك نتمنى أن نستفيد أكثر من الخبرات المغربية، ومن المساعدة التقنية التي يوفرها المغرب لنا في العديد من المجالات. إن المغرب يتوفر على إمكانيات تجعل منه بلدا متكاملا، كما يتوفر على بنية تحتية مؤهلة لخدمة التنمية، وكل ذلك يمكن المغرب أن يكون نموذجا للتنمية في البلدان الإفريقية جنوب الصحراء. ما هي مجالات التعاون التي يمكن أن تجمع بين المغرب والبلدان الإفريقية، خصوصا الكوت ديفوار؟ - نسعى جاهدين إلى الرفع من مجالات التعاون وتنويعها، لتشمل كل مجالات التنمية، خصوصا في القطاعات التنموية ذات الأولوية لكوت ديفوار، التي تتمثل في تأهيل البنية التحتية في مجال الصيد البحري، والبناء، والأشغال العمومية. إن الخبرة المغربية، في العديد من المجالات، تحظى بشعبية كبيرة في كوت ديفوار، ونحن نتطلع إلى الاستفادة من هذه الخبرة في المجال المالي وقطاع البنوك، الذي أصبح يشتغل ويشكل نموذجا باهرا في كوت ديفوار، وكمثال على ذلك، التجاري وفا بنك، الذي يبذل مجهودات كبيرة في مجال التنمية في بلدنا. نعلم أن البلدين في مستوى جيد على الصعيد السياسي والاقتصادي، ويتطلعان إلى تحقيق العديد من الانتظارات من خلال التعاون، كيف تقيمون التعاون الاقتصادي بين المغرب وكوت ديفوار؟ - صحيح، العلاقات السياسية الثنائية بين البلدين في مستوى جيد، كما هي جيدة في مجال الملاحة الجوية، إذ برمجت شركة الخطوط الملكية الجوية رحلة يومية تربط بين كوت ديفوار والمغرب، ونسجل باعتزاز مرونة تنقل الأشخاص بين البلدين، إذ لا تفرض، سواء على المغاربة أو الإيفواريين، تأشيرة السفر لزيارة البلدين. ونشير هنا إلى أن رفع التأشيرة عن البلدين شجع العديد من الطلبة الإيفواريين على مواصلة دراستهم الجامعية بالمغرب. أما في المجال الاقتصادي والتجاري، فنسجل أن المغرب بذل جهودا كبيرة، بينما لم تتمكن كوت ديفوار من بذل الكثير، لذلك نلاحظ أن رجال الأعمال والمستثمرين المغاربة استثمروا أكثر في كوت ديفوار، وخلقوا مقاولات عديدة، بينما رجال الأعمال الإيفواريون لم يستثمروا أكثر في المغرب. ما هي الآليات الممكنة لتعزيز التعاون والشراكة الاقتصادية بين البلدين؟ - أعتقد أن استمرار وارتفاع وتيرة دخول البنوك المغربية إلى كوت ديفوار سيساعد على توسيع وتعزيز سبل التعاون الاقتصادي، لأن تأخر ارتفاع وتيرة التنمية في كوت ديفوار راجع إلى العجز المالي، وننتظر من الحضور القوي للبنوك المغربية في البلاد أن يحل هذه المشكلة في المستقبل. هل استقرار عدد من الطلبة الإيفواريين في المغرب يفيد أن الشراكة بين البلدين في مجال التعليم العالي في مستوى تطلعات الطرفين؟ - هناك 6 آلاف طالب إيفواري يتابع دراسته الجامعية بالمغرب، وعدد كبير منهم يتوفر على منحة تساعده على الدراسة في المغرب، ولا يمكن للإيفواريين إلا أن يرحبوا بهذا التميز، الذي يسمح للشباب الإيفواري بالاستفادة من المدارك العلمية والخبرات، التي توفرها الجامعات المغربية. على المستوى الأمني، هل يمكن القول إن الوضع في كوت ديفوار غير مساعد للرفع من وتيرة الاستثمار؟ - على المستوى الأمني، صحيح أن المغاربة الذين يتوجهون إلى كوت ديفوار يشعرون بأنهم مهددون، لكن ذلك ما هو إلا مجرد شعور فقط، ففي الواقع، ليس هناك خطر يتهددهم، والدليل على ذلك، هو وجود العديد من المستثمرين الأجانب، بما في ذلك المغاربة، في أبيدجان وغيرها من المدن الإيفوارية، وهم الآن يشتغلون في أمن وسلام. أما ما يحدث في مالي من إرهاب فهو أمر معقد، لكن ذلك لا يمتد إلى باقي الدول الإفريقية، ولا يؤثر على البلدان الواقعة جنوب الصحراء الكبرى، إذ أن أي شخص يأتي إلى غانا أو كوت ديفوار أو نيجيريا، يشعر بالأمن والاستقرار لحظة وصوله إلى تلك الدول. كوت ديفوار تساند الموقف المغربي في ملف الصحراء، كيف تنظرون إلى المقترح المغربي القاضي بإقامة نظام للحكم الذاتي في الصحراء المغربية كحل للنزاع المفتعل؟ - نرى أن المقترح المغربي إيجابي وله مصداقية، ويمكن القول إن دولة كوت ديفوار كانت دائما إلى جانب الموقف المغربي، لأن الصحراء هي جزء من التراب الوطني المغربي، وكما نعلم من التاريخ، فإن المملكة المغربية كانت تمتد إلى تومبوكتو.