نظمت المديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بجهة تادلة أزيلال، يوم الثلاثاء المنصرم، زيارة ميدانية للمشتل الغابوي للدروة ولتعاونية الخروب، الموجودة في جماعة تاكزيرت، بإقليم بني ملال. وجاءت الزيارة في إطار تثمين سلاسل إنتاج شجرة الخروب، الذي يميز الجهة، ويوفر دخلا مهما ومستقرا للسكان، إذ يشغل مساحة 150 هكتارا خاصة في الملك الغابوي، موزعة على طول الدير والهضبة الوسطى، وتصل كمية الإنتاج إلى 20 ألف طن سنويا. وأبرز التقنيون، أثناء زيارة منطقة الدروة الحاضنة لمشاتل شجرة الخروب، أن المنطقة تضم آلاف من الأشجار الخاضعة للعناية، من خلال التطعيم والتلقيح، بطريقة يدوية، ما يجعل الإنتاج متحكما فيه في حدود 80 في المائة، بإنتاج حوالي ألف شجرة مطعمة في اليوم. ويحتفظ التقنيون بالشجرة المطعمة مدة 6 أشهر في المشتل، قبل أن تنقل إلى الغرس بالملك الغابوي في الجهة، وتعطى للفلاحين مجانا، انطلاقا من شراكة تجمع بين المديرية الجهوية وتعاونيات للفلاحين، وتصبح الشجرة منتجة للثمار من الخروب بعد 3 سنوات، ويتزايد إنتاجها كل سنة، ويصلح للغرس في السهل كما في الجبل. وأوضح المدير الجهوي للمياه والغابات ومحاربة التصحر، مصطفى بعيريز، إن الشجرة تعمر إلى حدود 500 سنة، وكلفتها أقل من شجرة الزيتون أو اللوز، وقد تعطي 100 قنطار في السنة حسب عمر الشجرة، ويصل مدخولها إلى 10 آلاف درهم، مضيفا أن المشتل يوفر أرضية خصبة لهذه الشجرة، وبه حوالي 4 آلاف شجرة، وهناك إيجابية مهمة لهذا النوع من الأشجار. وغرست المديرية في محيط الدروة أكثر من ستة هكتارات، تم نقل أشجارها من المشتل بعد رعاية لمدة 6 أشهر. ويسعى مخطط المديرية الهوية إلى تحسيس سكان العالم القروي بأهمية غرس الأشجار، والانتظام في إطار تعاونيات، وتسهيل عملية التتبع من الغرس والإنتاج إلى التسويق، فللشجرة دور إيكولوجي في مقاومة الجفاف والحرائق والطفيليات، ومحاربة التصحر وانجراف التربة، كما أنها من النباتات الطبية والعطرية. وتجري المديرية دراسة حول سلسلة الخروب على مساحة 8 ألف هكتار بإقليم بني ملال، بشراكة مع قطاعات أخرى، لتوضيح مكان الإنتاج والحلقات الناتجة عنه.