نظمت المديرية الجهوية للمياه والغابات ومحاربة التصحر بمراكش والأطلس الكبير، أمس الخميس، أنشطة تحسيسية وإعلامية حول المحافظة على المجال الغابوي، وذلك في إطار الاحتفال باليوم والسنة الدولية للغابات 2011. وفي هذا الإطار، نظمت زيارة ميدانية لفائدة ممثلي وسائل الإعلام الوطنية والجهوية، بحضور المدير الجهوي للمياه والغابات بمراكش محمد إيسوال، لمشتل إنتاج الشجيرات الغابوية التابعة للمديرية الجهوية للغابات. وبهذه المناسبة، أوضح مسؤول المشتل يوسف سفايري، أن هذا المشتل، الذي أحدث سنة 1996 على مساحة إجمالية تقدر بهكتار واحد، يساهم سنويا في ضمان إنتاج إجمالي يصل إلى مليون شجيرة غابوية، موضحا أن هذا الإنتاج موجه، بالأساس، إلى المشاتل الخاصة بإعادة التشجير بكل من مراكش وشيشاوة. وأضاف أن إنتاج هذه الشجيرات الغابوية هي كذلك موجهة إلى الفلاحين والمؤسسات التعليمية والجماعات المحلية، ملاحظا أن هذا المشتل يلعب دورا هاما في التربية على البيئة خاصة من خلال تنظيم زيارات ميدانية لفائدة التلاميذ والطلبة والباحثين. وبعد ذلك توجه الوفد الإعلامي إلى المحطة الجهوية للبذور الغابوية حيث قدمت له شروحات مستفيضة عن مهامها وأهدافها من طرف رئيس المحطة عبد الصمد شكور. وأوضح شكور، في هذا الصدد، أن هذه المحطة، التي تعد الرابعة على المستوى الوطني، (الرباط، شفشاون وأزرو)، تهدف إلى تحسين إنتاج بذور الشجيرات الغابوية وضمان القطف ومعالجة وتوزيع هذه البذور وتحسين تقنيات إنتاج الشجيرات الغابوية. وبموقع "الجبيلات"، التابعة لإقليم الرحامنة، قام الوفد بغرس حوالي 30 شجيرة الخروب، وذلك في إطار عملية تشجير مليون شجيرة مستقبلا. وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضحت رئيسة مصلحة الشراكة للمحافظة وتنمية الموارد الطبيعية بالمديرية الجهوية للمياه والغابات بمراكش، نوال بوسدر، أن اختيار هذا الموقع مرده إلى الأهمية القصوى التي يكتسيها على المستوى الإيكولوجي والسياحي، موضحة أنه بالنظر إلى قربه من مدينة مراكش، فإن هذا الموقع سيعرف قريبا إحداث فضاء إيكولوجي - سياحي سيتم تجهيزه بالوسائل الضرورية لضمان ظروف حسنة وملائمة للزوار والمحافظة على البيئة. وعن الاحتفال بهذين الحدثين، أوضحت بوسدر أنهما يشكلان فرصة سانحة لتحسيس الرأي العام بالأهمية السوسيو - اقتصادية والإيكولوجية للغابة، ومختلف المزايا التي تقدمها هذه الفضاءات الطبيعية للإنسان، والتركيز على الإنجازات التي تحققت والعمليات الواجب القيام بها للمحافظة على الموارد الطبيعية والغابوية. كما تشكل هذه التظاهرات مناسبة لتحسيس المجتمع الدولي بأهمية الدور الذي تلعبه الغابات إذا ما تم تدبيرها بكيفية مستدامة، وعن دورها كذلك في التقليص من حدة التغيرات المناخية وتوفير الحطب والدواء ووسائل العيش بالنسبة لساكنة العالم. وبعد ذلك، زار الوفد الصحفي محمية "الجبيلات" التي أحدثت سنة 1998 على مساحة إجمالية تقدر ب`280 هكتار، والرامية إلى إعادة تأهيل والمحافظة وإنعاش تكاثر الغزال من نوع "دوركاس". وتضم محمية "الجبيلات" حاليا 102 رأسا من غزال "دوركاس" حسب آخر الإحصائيات التي أنجزتها المصالح المختصة للمياه والغابات في أكتوبر 2010. ومن بين أهداف هذه المحمية الحفاظ على هذا النوع من الغزال المهدد بالانقراض نتيجة القنص العشوائي أو اندثار مسكنه الأصلي، وذلك في أفق إعادة انتشاره بفضاءات أخرى، كما تكتسي بعدا سوسيو - اقتصاديا وثقافيا عبر تعريف الناشئة بالثروات الحيوانية التي كانت تزخر بها المنطقة، وذلك من خلال قيام تلاميذ المؤسسات التعليمية وطلاب الجامعات وشرائح المجتمع بزيارت ميدانية متكررة لهذه المحمية، فضلا عن كونها تلعب دورا هاما في إنعاش السياحة الايكولوجية وإرساء ثقافة إيكولوجية حقيقية.