اعتبر أديب عفيفي، مدير إدارة دعم التجارة الخارجية والصادرات بأبوظبي أن المستثمرين الإماراتيين يرغبون في الاستفادة من الأرضية التجارية، التي يوفرها المغرب، من خلال اتفاقيات التبادل الحر، التي تربط بعدد من الأسواق العالمية الكبيرة. رجال أعمال مغاربة وإماراتيين يتباحثون سبل التعاون (الصديق) وأكد عفيفي، الذي ترأس وفدا من دائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي، حل بالدارالبيضاء في إطار الارتقاء بالعلاقات الاقتصادية بين البلدين، أن المغرب الذي يشهد منذ سنوات طفرة اقتصادية نوعية، بدأ يجذب أنظار رجال الأعمال الإماراتيين، من أجل بحث فرص استثمارية واعدة وطويلة الأمد. وأفاد عفيفي خلال انطلاق اللقاءات الثنائية بين رجال أعمال دائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي بنظرائهم المغاربة، التي انطلقت يوم أمس وتختتم اليوم الأربعاء، أن هذه البعثة تضم 10 من كبريات الشركات الفاعلة في مجال البناء، والماء، والفلاحة، وغيرها، موضحا في تصريح ل "المغربية"، أن المغرب يشكل بفضل اتفاقيات التبادل الحر المشار إليها، بوابة للعبور إلى إفريقيا والأسواق الأوروبية، مع تركيزه على أن هذه الزيارة لوفد رجال الأعمال الإماراتيين، تعد فرصة استكشافية في أفق القيام باستثمارات مستقبلية بالمغرب. وأبرز مدير إدارة دعم التجارة الخارجية بأبوظبي، أن افتتاح هذا اللقاء عرف استقطاب 50 شركة مغربية، مهتمة بالشراكة مع مقاولات إماراتية، وهو ما وصفه بالأمر "المحفز"، من أجل دعم هذه المبادرات التي تخدم مصالح البلدين. من جهته، قال عادل الكثيري، رئيس قسم العلاقات الدولية بالإنابة بدائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي في تصريح ل "المغربية"، أن التعاون المغربي الإماراتي له جذور في التاريخ، مبرزا أن سفارة الإمارات العربية المتحدة تتوفر على مركز مخصص للاستثمار، هدفه توثيق وتعزيز الشراكات بين البلدين، وأضاف قائلا "اليوم هدفنا تعزيز هذا التبادل، لبلوغ طموحات الجانبين، والدخول في شراكات جديدة، تسمح للشركات الإماراتية المشاركة في المشاريع المهيكلة والأوراش الكبرى التي يعرفها المغرب، من خلال تقديم الخبرة في عدة مجالات، إلى جانب الاستفادة من الفرص التي توفرها اتفاقيات التبادل الحر، التي من شأنها تمكين المقاولات الإماراتية من تصدير منتوجاتها انطلاقا من المملكة المغربية". وفي السياق ذاته، أكد هاني رمسيس، مدير المبيعات اٌلإقليمي المكلف بإفريقيا بشركة "بورسولان" من أبوظبي، أن هذه المقاولة حاضرة بالأسواق المغربية، منذ ثلاث سنوات، من خلال شراكات تربطها مع مقاولات مغربية، موضحا أن منتوجات "بورسولان" لا تنافس المواد المصنعة بالمغرب، بل تعد مكملة لها على مستوى العرض. وقال رمسيس في تصريح ل "المغربية" "إن شركتنا ترمي إلى التعاقد مباشرة مع الجهات الوصية على السكن، بخصوص منتوجاتها الموجهة للسكن الاقتصادي، تفاديا للوسطاء، وأيضا من أجل استفادة أكبر للمستهلك النهائي"، كما شدد على أهمية توسيع المعاملات التجارية وتوطيد العلاقات الاقتصادية بين المغرب والإمارات العربية المتحدة. وأفاد أحمد يوسف المصري، مدير مبيعات إقليمي، بشركة أبوظبي لصناعات الأسمدة، أن هذه الأخيرة تصدر منتوجاتها للمغرب منذ سنة 2002، إلا أن تواجدها منحصرة في أكادير ونواحيها، وأضاف "نحن نحاول بلوغ مرحلة التوسع نحو جميع مناطق المغرب، وهذا طموح يحدونا منذ مدة، بالنظر للإمكانيات والفرصة التي يتيحهها قطاع الفلاحة بالمملكة المغربية، التي قطعت أشواطا كبيرة في هذا المجال". وأوضح أن منتوجات هذه الشركة من الأسمدة الكيماوية المركبة، معترف بها وتصدر إلى أوروبا، كما أنها تتناسب مع تجهيزات الري بالتنقيط. هذا وضمت البعثة شركات أخرى من قبيل، مقاولة جندال المختصة في تصنيع أنابيب المياه، والتي تربطها شراكة مع المكتب الوطني للماء والكهرباء، وسبكتروم للزجاج والصناعات المعدنية، وشركة عصر الفضاء للوحات الكهربائية. يشار إلى أن هذا اللقاء نظم بتنسيق مع غرفة التجارة والصناعة بالدارالبيضاء ومؤسسة "المغرب تصدير".