تحظى الأفلام المغربية المشاركة في الدورة 23 للمهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون لواغادوغو "فيسباكو" بحظوظ وافرة للفوز بالجائزة الكبرى، التي سبق للمغرب أن حصل عليها في ثلاث دورات سابقة، الأولى سنة 1973 بفيلم "ألف يد ويد" لسهيل بنبركة، والثانية سنة 2001 بفيلم "علي زاوا" لنبيل عيوش، والثالثة سنة 2010 لفيلم "البراق" مخرجه محمد مفتكر. أبطال فيلم "اندرومان" رفقة مخرج الفيلم ويمثل السينما المغربية في المهرجان، الذي ينظم بالعاصمة البوركينابية واغادوغو من 23 فبراير الجاري إلى 2 مارس المقبل، ثلاثة أفلام طويلة هي "يا خيل الله" لنبيل عيوش، و"أندرومان" لعز العرب العلوي المحارزي، و"جناح الهوى" لعبد الحي العراقي، وفيلمين قصيرين هما "اليد اليسرى" لفاضل اشويكة، و"عندما ينامون" لمريم توزاني. وتتميز فعاليات المهرجان، حسبما أكده المنظمون في ندوة صحفية احتضنتها طنجة أخيرا، بمشاركة أزيد من 100 فيلم إفريقي، وستتنافس إلى جانب الأفلام المغرية الثلاثة 17 فيلما من أبرزها "التائب" لمرزاق علواش، و"يما" لجميلة صحراوي، و"زبانة" لسعيد ولد خليفة من الجزائر، و"ديما براندو" لرضا الباهي من تونس، و"القارب" لموسى توري و"اليوم" لألان غوميس من السينغال. وستتنافس 35 دولة إفريقية في سبع فئات مدرجة في المنافسة الرسمية ب20 فيلما طويلا، و20 قصيرا، و17 شريطا وثائقيا، و17 عملا في الفيديو الرقمي، و8 مسلسلات تلفزيونية و6 أفلام للشتات، و13 فيلما للمدارس الإفريقية للسينما. وسيجري عرض نحو 600 عمل آخر، خارج المنافسة في فئات "تكريم" و"استشراف". واختار المنظمون هذه السنة موضوع "السينما الإفريقية والسياسات العمومية في إفريقيا"، الذي يعطي فكرة عن فحوى هذه الطبعة التي ستشهد نقاشات حول إشكالية دور الدول في تطوير الصناعة السينماتغرافية المستقلة في إفريقيا أمام متطلبات العولمة. وبعد مرور أربعين سنة عن تأسيس مهرجان فيسباكو يقرر أخيرا، هذا الموعد الكبير للفن السابع، الذي ينظم كل سنتين مناقشة دور الدول الإفريقية في تطوير الصناعة السينماتغرافية المستقلة، رغم قيود ومتطلبات عولمة المبادلات العالمية. وستقدم هذه السنة ولأول مرة في تاريخ الفيسباكو جوائز المنافسة الرسمية من طرف لجان تحكيم ترأسها نساء، منهن المخرجة المرتينيكية أوزان بالسي، التي ستترأس لجنة التحكيم الخاصة بالفيلم الطويل. ويعتبر هذا الاختيار "رسالة سيدة موجهة للمجتمع الدولي" من طرف المنظمين في سياق إقليمي تطبعه التوترات الحادة، خصوصا في شمال مالي، حيث تحاول المجموعات المتطرفة فرض نظرة رجعية على المجتمعات الإفريقية مستهدفة حقوق النساء والثقافة بصفتهما رموز أساسية في الحياة الديمقراطية. ويرمي المهرجان الإفريقي للسينما الذي تأسس سنة 1969 بمبادرة من مجموعة هواة سينما بوركينابيين إلى تعريف الأفارقة بالسينما، واسترجاع الثقافة الإفريقية من خلال ترقية وتطوير القدرات السينماتغرافية للبلدان الإفريقية من طرف الأفارقة أنفسهم. وبعد أربعين سنة من الوجود وتنظيم 22 طبعة، سارع هذا المهرجان إلى تجاوز حدود القارة لكسب سمعة دولية، إذ انتقل من خمسة بلدان ممثلة في البداية إلى 35 بلدا اليوم. ومن خلال إنشاء السوق الدولية للسينما والتلفزيون الإفريقية (ميكا) أضحى للمهرجان الإفريقي للسينما والتلفزيون مهرجانا سينمائيا كبيرا في القارة الإفريقية وموعدا لا يمكن الاستغناء عنه بالنسبة إلى المهنيين.