تمكن الفيلم الكوميدي المغربي "الطريق إلى كابول" لمخرجه إبراهيم الشكيري، من التفوق على أشهر الأفلام الأمريكية والمصرية والهندية، المعروضة بالقاعات السينمائية الوطنية، على مدى 45 أسبوعا ليكون الفيلم المغربي الوحيد الذي يستمر عرضه قرابة سنة كاملة. لقطة من الفيلم المغربي 'الطريق إلى كابول' حسب الأرقام الصادرة في الحصيلة السنوية للمركز السينمائي المغربي، بخصوص شباك تذاكر الأفلام، التي تعرض بالمملكة من فاتح يناير إلى متم شهر دجنبر 2012، استطاع "الطريق إلى كابول" تجاوز حاجز 230 ألف تذكرة، محققا إيرادات مهمة قدرت ب7 ملايين و759 ألف درهم. ورغم أنه لم يستفد من أي تسبيقات على المداخيل قبل تصويره، فإنه استطاع تحقيق حوالي 40 في المائة من مجموع الإيرادات (19 مليون و258 ألف درهم) التي حققتها كل الأفلام المغربية التي عرضت خلال سنة 2012. وقال المنتج والمخرج المغربي محمد روزقي، الذي خاض مغامرة إنتاج الفيلم في غياب أي دعم عمومي، في تصريح ل"المغربية" إن الفيلم استطاع تجاوز حاجز 250 ألف تذكرة، أولا بفضل حب الجمهور للسينما المغربية وتشجيعه لها، ثم بفضل سياسة التوزيع والحملات الإعلامية، التي واكبت عرض الفيلم في القاعات، إضافة إلى طبيعة موضوع الفيلم الذي يتمحور حول الهجرة. وأشار إلى أن المخرج إبراهيم الشكيري تناول الموضوع بطريقة تختلف تماما عما ألفناه، فالفيلم يتميز بأحداثه المفعمة بالمواقف الكوميدية، وملامسته العديد من القضايا المحلية والعالمية. كما كان للممثلين والتقنيين دور كبير في نجاح الفيلم. وعن دوره في نجاح الفيلم أكد رزقي أن الإنتاج هو النشاط المحوري الذي تدور حوله كافة المهن السينمائية إلى أن يصبح الفيلم جاهزا للعرض. وهي المهنة التي تتولى مهمة تدبير كافة المستلزمات المادية، والخدماتية، والبشرية السينمائية المتخصصة بالقدر والمستوى الذي يلزم لإنجاز الفيلم بأفضل جودة فنية وفكرية ممكنة، مؤكدا أنه لم يدخر جهدا لتقديم فيلم بمواصفات فنية عالية تشرف السينما المغربية. وكان فيلم الطريق إلى كابول، الذي بدأ عرضه في أبريل 2012، حصل على تنويه خاص من مهرجان طنجة للفيلم الوطني، وعلى استحسان من طرف النقاد، الذين اعتبروه مثالا للفيلم الذي من شأنه أن يصالح الجمهور بمختلف فئاته مع القاعات، لخلوه من أي مشاهد مستفزة أو خادشة للحياء، كما حصل على 120 مليون سنتيم كدعم لما بعد الإنتاج. وتدور أحداث الفيلم الروائي الطويل، الذي يجمع كوكبة من خيرة الممثلين المغاربة، أمثال أمين الناجي، وربيع القاطي، ورفيق بوبكر، ويونس بواب، ومحمد بنبراهيم، وعبد الرحيم المنياري، ومحمد قيسي، والكوميدي المتألق عزيز داداس، وسعيد باي، وفاطمة بوشان، حول موضوع الهجرة، التي تناولها الشكيري بطريقة مختلفة، ويتميز بأحداثه الغنية بالمواقف الكوميدية، التي تلامس العديد من القضايا المحلية والعالمية. ويتميز "الطريق إلى كابول" بإيقاعه السريع، الذي فرضته مشاهد الحركة، المجسدة في المطاردات والمعارك، كما يمتاز بخفة الأداء الكوميدي لأبطاله، الذين أبانوا عن قدراتهم العالية في التشخيص، خصوصا الفنان عزيز داداس، الذي تفجرت موهبته بشكل لافت في الفيلم بدور مختلف تماما عن الأدوار التي أداها في أعمال أخرى، وظهر أمين الناجي هو الآخر بشكل مختلف تماما عن أدواره السابقة. وكان يونس بواب مفاجأة الفيلم، أما ربيع القاطي، فأدى دورا من أحسن أدواره في السينما، وأبان عن تمكنه من التمثيل، وكذلك رفيق بوبكر، الذي تميز بخفة دمه المعهودة وتمرده على السائد، كما كان الممثل المخضرم محمد بنبراهيم، والممثل العالمي محمد قيسي، والنجمة الأمازيغية فاطمة بوشان في أوج عطاءاتهم.