أجرت كوريا الشمالية تجربة نووية ظنتها الدول المجاورة زلزالا فاقت هزته 5 درجات على سلم ريشتر، وردا على هذه التجربة النووية أعلن الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، أمس الثلاثاء، أنها مبادرة "استفزازية" لا تزيدها أمانا، داعيا إلى تحرك دولي "سريع" و"ذي مصداقية" ردا عليها. مشهد لتجربة نووية سابقة لكوريا الشمالية (خاص) أكد أوباما في بيان أن "الولاياتالمتحدة ستواصل اتخاذ الخطوات الضرورية لحماية أنفسنا وحماية حلفائنا. وسوف نعزز التنسيق الوثيق مع حلفائنا وشركائنا". وتابع أن "هذه الاستفزازات لا تجعل كوريا الشمالية أكثر أمانا"، ردا على إعلان بيونغ يانغ إجراء تجربة نووية ثالثة "بنجاح" بهدف "حماية أمننا القومي وسيادتنا من العداء المتواصل من جانب الولاياتالمتحدة". وتابع أوباما في البيان أنه "بدل أن تحقق هدفها المعلن بأن تصبح أمة قوية ومزدهرة، فإن كوريا الشمالية زادت على العكس من عزلتها ومن فقر شعبها بسعيها غير الحكيم إلى امتلاك أسلحة دمار شامل وصواريخ لإطلاقها". وأكد أن هذه التجربة "الشديدة الاستفزاز" والتي جرت بعد إطلاق صاروخ بالستي تنسف الاستقرار الإقليمي وتنتهك قرارات مجلس الأمن الدولي. وعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا، صباح أمس الثلاثاء لبحث سبل الرد على هذه التجربة، حسب ما أفاد دبلوماسي دولي. من جهتها، أعربت الصين عن "معارضتها الشديدة" للتجربة النووية الثالثة، التي أجرتها كوريا الشمالية، في تحد لقي إدانة دولية. وأعلنت وزارة الخارجية الصينية في بيان أن "جمهورية كوريا (الشمالية) الديمقراطية الشعبية قامت بتجربة نووية جديدة، رغم معارضة كامل المجتمع الدولي، وأن الحكومة الصينية تعرب عن معارضتها الشديدة" دون استخدام كلمة "إدانة". وأضافت الوزارة أن "الصين تجدد موقفها الحازم المؤيد لنزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية والحد من الانتشار النووي والحفاظ على السلام واستقرار آسيا الشمالية" مكررة الموقف المعتاد لبكين حول هذه المسألة. كما حث البيان بيونغ يانغ على "عدم القيام بأي عمل من شأنه أن يفاقم الوضع" ودعا إلى استئناف المباحثات السداسية (الكوريتان وروسيا والصين والولاياتالمتحدة واليابان) المتعثرة حول البرنامج النووي الكوري الشمالي. وتعتبر الصين أكبر حليفة لكوريا الشمالية ولا تريد انهيار النظام الستاليني. من جهة أخرى، أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التجربة النووية، التي أجرتها كوريا الشمالية، معتبرا أنها "مزعزعة للاستقرار بشكل كبير"، على ما أعلن المتحدث باسمه أمس الثلاثاء. وقال المتحدث مارتن نسيركي "إنه انتهاك واضح وخطير لقرارات مجلس الأمن". من جهته، أدان وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، أمس الثلاثاء، تجربة كوريا الشمالية النووية الجديدة، داعيا إلى "رد قوي" من مجلس الأمن الدولي. وقال هيغ في بيان "إنني أدين بشدة هذا العمل الذي ينتهك القرارات 1718 و1874 و2087 لمجلس الأمن الدولي". وأضاف أن المملكة المتحدة "ستباشر مشاورات عاجلة مع شركائها في مجلس الأمن وتدعو إلى رد قوي على هذا التطور الأخير". وأعلن الوزير أن "تطوير كوريا الشمالية قدرات نووية وصواريخ بالستية يشكل خطرا على الأمن الدولي والإقليمي"، منددا "باستفزازاتها المتكررة". وقال إن على كوريا الشمالية أن "تختار"، إما أن "تتوقف عن تطوير برامجها النووية وصواريخها البالستية وتعود إلى طاولة المفاوضات، أو أن تواجه مزيدا من العزلة وعقوبات مجلس الأمن الدولي والمجتمع الدولي".