سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المغرب يدعو إلى تحديد رؤية إسلامية واقعية لمجابهة التحديات التي يشهدها العالم الإسلامي وزير الخارجية يذكر بجهود صاحب الجلالة الملك محمد السادس رئيس لجنة القدس لحماية المقدسات الإسلامية في القدس الشريف
دعا وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني، إلى بذل مزيد من الجهود لتحديد رؤية إسلامية واقعية تمكن من مجابهة التحديات، التي تفرضها الظرفية الدقيقة الراهنة على العالم الإسلامي. وقال العثماني، في كلمة أمام الاجتماع الوزاري التحضيري للدورة 12 لمؤتمر القمة الإسلامي، أمس الثلاثاء، بالقاهرة إن مجابهة التحولات الدولية المتسارعة تفرض تفعيل التضامن الإسلامي، وتعبئة الطاقات لخدمة القضايا العادلة للأمة الإسلامية. وأكد أن الانشغال بالأزمات السياسية التي تشهدها بعض البلدان الإسلامية على أهميتها لا ينبغي أن تحجب ضرورة إبقاء القضية الفلسطينية في مقدمة هذه الانشغالات، باعتبارها جوهر الصراع في منطقة الشرق الأوسط. وأشاد، في هذا الصدد، بمصداقية الجمعية العامة للأمم المتحدة على منح دولة فلسطين صفة مراقب غير عضو في المنظمة الأممية، مبرزا أن هذه المبادرة الحكيمة التي حظيت بدعم غير مسبوق من طرف المجتمع الدولي، جاءت لتتوج المجهودات الجبارة للسلطة الفلسطينية، وتكلل بالنجاح نضال الشعب الفلسطيني في سبيل استرجاع جميع حقوقه المغتصبة. كما أدان الإجراءات العقابية التي اتخذتها الحكومة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين عقب صدور قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة تمثلت في تسريع وتيرة الاستيطان، وحرمان السلطة الوطنية الفلسطينية من إيرادات مستحقة. وشدد وزير الشؤون الخارجية والتعاون على أن الوضع في الأراضي الفلسطينية وما آلت إليه عملية السلام نتيجة السياسات الإسرائيلية الممنهجة تجاه الشعب الفلسطيني وتحديها لقرارات الشرعية الدولية وتجاهلها لكل نداءات السلام٬ يستوجب العمل على حث القوى المؤثرة على ممارسة مزيد من الضغط على إسرائيل لكي توقف الاستيطان الذي يقوض كل الحلول الممكنة٬ إضافة إلى توفير الإمكانات اللازمة لدعم صمود الشعب الفلسطيني حتى يتمكن من انتزاع حقوقه المشروعة وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وذكر بالجهود التي يبذلها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس لحماية المقدسات الإسلامية في القدس الشريف، والوقوف في وجه الإجراءات التي تقوم بها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بهدف تهويد المدينة المقدسة٬ سواء من خلال المساعي السياسية التي يقوم بها جلالته، أو من خلال وكالة بيت مال القدس الشريف٬ الذراع التنفيذي للجنة، والتي تنجز مشاريع تنموية وأنشطة لصالح سكان المدينة المقدسة ودعم صمودهم. ودعا، بهذا الخصوص، الدول الإسلامية إلى زيادة المساهمات المخصصة للوكالة وتوفير الاعتمادات الضرورية حتى تتمكن من مواصلة عملها في دعم المقدسيين. وبخصوص القضية السورية٬ ذكر وزير الشؤون الخارجية والتعاون بأن المملكة المغربية انخرطت منذ اندلاع هذه الأزمة في الجهود العربية والإسلامية والدولية الرامية إلى إيجاد حل سياسي لهذا النزاع٬ بما يكفل وقف دوامة العنف وتحقيق التطلعات المشروعة للسوريين في الديمقراطية والحرية واحترام سيادة سورية والحفاظ على وحدتها الترابية. من جهة أخرى، عبر وزير الشؤون الخارجية والتعاون، سعد الدين العثماني، عن تأييد المغرب للجهود التي تبذل من أجل استعادة جمهورية مالي لوحدة أراضيها وإعادة إرساء سلطة الدولة على عموم الأراضي الوطنية، مؤكدا أهمية تبني مقاربة شمولية ومندمجة لمعالجة الأزمة في هذا البلد الإفريقي. وقال العثماني إن "المملكة المغربية التي ما فتئت تمد المعونة والتأييد لإخواننا الماليين٬ تدعو جميع الدول الإسلامية إلى مضاعفة دعمها لهذا البلد لمساعدته على اجتياز هذه المرحلة العصيبة من تاريخه". واستعرض وزير الشؤون الخارجية والتعاون ما تتعرض له الأقليات المسلمة من اعتداءات ممنهجة في عدد من مناطق العالم، وفي مقدمتها أقلية الروهينغا٬ ودعا إلى بذل جهود ومبادرات للتخفيف من هذه المعاناة وضمان احترام حقوق هذه الأقليات. وأضاف أن من أهم التحديات التي يواجهها العالم الإسلامي تبرز الحملة المعادية للإسلام وما تستهدفه من تشويه لصورته ومس بمقدساته، الأمر الذي يستلزم القيام بدور فاعل في تصحيح هذا التغليط وتسليط المزيد من الأضواء على مبادئ الإسلام السمحة وقيمه الأخلاقية العالية. وأشار إلى أن المغرب يدعم كل المبادرات الجادة التي تسعى إلى النهوض بالعمل الإسلامي المشترك في جميع المجالات وتأهيل منظمة التعاون الإسلامي لتقوم بدور مؤثر وفاعل على الساحة الدولية. وخلص وزير الشؤون الخارجية والتعاون إلى التأكيد على أهمية العمل على دعم الصف الإسلامي وانتهاج الحوار العقلاني البناء في كل القضايا المصيرية والجنوح إلى السلم والاستقرار والتنمية الشاملة، داعيا إلى دعم التحولات الديمقراطية في العالم الإسلامي، لتعزيز دولة الحق والقانون واستقلال القضاء، والعمل على اكتساب منظمة التعاون الإسلامي المزيد من الحضور على الساحة الدولية، للإسهام الفاعل في السلم العالمي، وفي إقرار عالم أكثر توازنا واستقرارا.